** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 عطالة الإيكولوجيا السياسيّة في المجتمعات العربيّة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

عطالة الإيكولوجيا السياسيّة في المجتمعات العربيّة Empty
05112011
مُساهمةعطالة الإيكولوجيا السياسيّة في المجتمعات العربيّة



عطالة الإيكولوجيا السياسيّة في المجتمعات العربيّة Arton6549-bcd29
الدافع إلى هذا المقال هو البحث
في أسباب تعطّل نشأة الإيكولوجيا السياسيّة في المجتمعات العربيّة. وهي
تعطّل محيّر يدعو إلى التفكير لاسيّما أنّ الشروط الموضوعيّة اللاّزمة لهذه
النشأة متوفّرة. كما أنّ الضرورة التاريخيّة الداعية لذلك ملحّة. فلماذا
تتراخى المجتمعات العربيّة عن الممارسة الإيكولوجيّة؟ ما هي الحلقة الناقصة
المانعة من نشأة الخُضر في المجتمعات العربيّة؟


السياسة الإيكولوجيّة والإيكولوجيا السياسيّة:


سنحاول أن نفصّل القول فيما أجملناه في المقدّمة. ونحن نعتقد أنّ
هذا البحث لن يستقيم لنا قبل أن نوضّح الفرق بين مصطلحين أساسيّين متشابهين
قد يثيران لَبْسًا في ذهن المتلقّي. هما: السياسة الإيكولوجيّة
والإيكولوجيا السياسيّة. ومحلّ التشابه بين المصطلحين يتمثّل في ثلاثة
محاور (axes). الأوّل هو محور المعجم، إذ يتشكّل المصطلحان من اللفظين
نفسيهما. وهما لفظان متداولان في اللسان العربيّ. ولهما دلالة ثابتة في ذهن
المتلقّي. وإحداهما حديثة هي الإيكولوجيا والثانية قديمة هي السياسة.
والثاني هو محور التركيب؛ فالمصطلحان تمّت صياغتهما على قانون النعتيّة
النحويّ. فخصّصت إحداهما الأخرى. والثالث هو محور المقولات النحويّة؛
فالإثنان يتكوّنان من كلمتين مفردتين مؤنّثتين مَعْرفتين.


غير أنّ محاور التشابه الثلاثة هذه لم تضمن التماثل على مستوى محور
رابع جوهريّ في كلّ عمليّة لسانيّة (acte linguistique)؛ هو المحور
الدلاليّ. فبين المصطلحين تنافر دلاليّ يكاد يكون تناقضا أو تقابلا يتمثّل
في كون السياسة الإيكولوجيّة مصطلح نظاميّ رسميّ مشتقّ قياسا إلى مصطلحات
أخرى جنيسة كالسياسة الخارجيّة والسياسة التربويّة والسياسة الدفاعيّة وما
شابه. وقد صنّفناها ضمن ما سمّيناه المصطلحات النظاميّة الرسميّة لأنّها
تصدر في العادة عن الحكّام أو رؤساء الحكومات أو من ينوبهم أو يتكلّم
باسمهم. وهو مصطلح غائم دلالته عائمة قد تكون البرامج والمخطّطات والقرارات
السياسيّة الموجّهة لتقليص الانتهاكات البيئيّة أو لحماية البيئة، إن كنّا
متفائلين بالتفاني البيئيّي للحكومات المركزيّة. وهذا المصطلح ليس مناط
اهتمامنا في هذا المقال.


أمّا الإيكولوجيا السياسيّة فالمقصود بها ذلك العلم النظريّ
المخبريّ(1) الذي سرعان ما خرج إلى الشارع ورصّ حوله صفوف المؤيّدين، بعد
أن اكتشف هول ما اقترفته أيدي الرأسماليّة الجشعة والأنظمة الدمويّة من
استنزاف للطبيعة وإخلال بأنظمتها وتلويث للغلاف الجويّ بفعل التصنيع
والحروب والتسلّح. وبمجرّد نزولها إلى الشوارع وإقامتها في الغابات
المستنزفة وعلى ضفاف الأنهار الملوّثة، كسيت الإيكولوجيا برداء سياسيّ
تجسّم فعليّا بتشكّل أحزاب الخُضر السياسيّة في مناطق كثيرة من العالم.
وانخرطت هذه الأحزاب في المعركة السياسيّة دون أن تتخلّى عن معاركها
الميدانيّة الأساسيّة. وخاضت غمار الانتخابات الوطنيّة والقاريّة في الوقت
نفسه الذي تصدّت فيه لعمليّات انتهاك للطبيعة أو تلويث للبيئة. وقد تمكّنت
من كسب بعض الساحات. وخسرت أخرى. وهذا المصطلح هو الذي يعنينا فنتحدّث عنه،
هنا. ولكن ما هي الشروط الموضوعيّة الّلازم توفّرها لنشأة الإيكولوجيا
السياسيّة في المجتمعات العربيّة؟


الشروط الموضوعيّة:


إنّ الاحتباس الحراريّ (L’effet de serre) خطر بيئيّ محدق يهدّد
كوكب الأرض بالزوال، بعد أن كان ظاهرة طبيعيّة عاديّة (phénomène naturel
un). وقد تحوّلت هذه الظاهرة الطبيعيّة إلى خطر بعد أن أصابه الاضطراب بسبب
الأنشطة الإنسانيّة التي بثّت الكثير من الغازات في الفضاء. وعمليّة تلويث
الفضاء هذه غيّرت طبيعة الاحتباس الحراريّ وجعلته ظاهرة حادّة مؤذية
متسبّبة في ارتفاع خطير في حرارة الأرض.


فالغلاف الجويّ كان سميكا. وسمكه هو الذي كان يحمي الأرض من حرارة
الشمس، إذ تمتصّ مكوّنات الغلاف الجويّ حرارة الشمس. وتمرّر منها إلى الأرض
ما تحتاجه. ثمّ تعكس ما لا تحتاج إليه ليتلاشى في الفضاء دون أن يضطرب
النظام الشمسيّ ولا الإيكولوجيّ. لكنّ عمليّة التلويث التي تسبّبت فيها
الأنشطة البشريّة أصابت سمك الغلاف الجويّ بتشقّقات. وفتحت فيه فجوات عبرها
نفذت شعاعات الشمس الحارقة إلى كوكب الأرض مباشرة دون عوازل ولا ملطّفات.


وإصابة الشعاع الشمسيّ الأرض مباشرة تسبّب في ارتفاع حرارتها.
وارتفاع درجة حرارة الأرض أدّى إلى اضطرابات مناخيّة حاصلة اليوم ويراها
العالم. منها ذوبان الجبال الجليديّة وارتفاع مستوى البحر وتجفّف المياه
وتصحّر مناطق كانت مأهولة بالحياة وتضاعف الكوارث الطبيعيّة وانقراض بعض
الكائنات وتحوّل في طبائع أخرى كالإنسان الذي ارتدّ إليه توحّشه البدائيّ
الذي تطلّ ملامحه من بين أصباغ الحضارة ومن خلف أقنعة المدنيّة.


فالمخاطر البيئيّة الماثلة اليوم لا تشمل بلدا دون آخر. ولن تصيب
بلدا. وتستثني آخر. إنّها مخاطر كونيّة آثارها ستصيب كلّ شبر من كوكب
الأرض. والكوارث الطبيعيّة لا يسلم من هولها كائن. وهو ما يعني أنّ المسألة
البيئيّة مسألة إنسانيّة كونيّة. إنّها أمميّة جديدة لو علمنا. ولكنّها
ليست أمميّة الحلم الشيوعيّ بالعدالة والمساواة. وإنّما هي أمميّة الاشتراك
الإنسانيّ في النكد المتأتّي من رعب الوعي بالزوال والفناء الوشيكين.
فسيعمّ الخراب والدمار. ولا أحد سيبقى.. ولا شيء.. ولا كائن.. وإنّما
الجميع محترقون لا بالقنابل العنقوديّة ولا بالفسفور الأبيض ولا بالأسلحة
النوويّة، ولكن بالشمس، هذه المرّة، بعد أن تخلع رداء الدفء والوداعة
والجمال. وتستعيد وجهها الأسطوريّ الذي تناساه العقل العلميّ.


إنّ ما حاولنا التعبير عنه بلغة إيكولوجيّة يمكن أن نعيد صياغته
بلغة أدبيّة. فنقول إنّ البشر تسبّبوا في إثارة صراع حارق بين كوكبي الشمس
والأرض. وحتى نكون منصفين نقول إنّ من فعل ذلك هي القوى التي توصف بأنّها
عظمى. ولعلّه من المفيد أن نذكّر بأنّ كلّ الحروب والصراعات التي أثارتها
هذه القوى إمّا أنّها لم تشارك فيها بل احترقت في أتونها أمم وشعوب غافلة
أخرى، أو شاركت فيها وجرّت إليها العالم بأسره شأن الحربين الكونيّتين
الأولى والثانية.


فأقوام من البشر أو أمم منهم يجدون أنفسهم في خضمّ صراعات مدمّرة
يخوضونها ويُقتلون ويباد نسلهم وتدمّر حضاراتهم ولا يعرفون لماذا يفعلون أو
يُفعل بهم ذلك!! وبعد ذلك يتفطّنون إلى أنّهم كانوا ألهية في أيدي قوى
ماكرة كبرى تحترف إثارة الفتن وتمتهن تقطيع أواصر الأخوّة والصداقة
والتواصل بين الأمم والشعوب لطبائع عدوانيّة فيها أو لغايات ربحيّة ترغب في
تحقيقها. وحين يتيقّظ وعيهم بما فُعل بهم يفضّلون الصمت إخفاء للفضيحة
التي وقعوا فيها أو بحثا عن شمم ضائع.


والفعل نفسه الذي دأبت عليه القوى الماكرة التي توصف بأنّها عظمى
تكرّره هنا أيضا بين الأرض والشمس أو لنقل بشكل أدقّ بين الإنسان والشمس.
فلقد دُفِع الإنسان إلى نكران أفضال الشمس عليه بجعله يعمل على استبدال
طاقتها الطبيعيّة المفيدة المنتجة للحياة بطاقات أخرى مصنّعة غير طبيعيّة
مبيدة للحياة وملوّثة للبيئة وممزّقة للغلاف الجويّ. لقد كان بين الإنسان
والشمس نوع من العهد نقضه الإنسان. فالشمس حارقة مهلكة. والطبيعة منحت
الأرض ما به تتّقي نيران الشمس وتنعم بدفئها.


لكنّ الإنسان نقض العهد وتنكّر لوفاء الشمس الطويل بإيعاز من القوى
التي تسمّى عظمى. غير أنّه، من حيث لم يقصد، فتح أمام الشمس حدود الأرض
الفضائيّة. فدخلت الشمس إلى حرم الأرض وشرعت، على مهل، في التلذّذ بإحراقها
ممارِسة هوايتها الأبديّة. لكنّ القوى التي تسمّى عظمى لن تغتبط بالتسلّي
والفرجة هذه المرّة. ولن تُستثنى من المحرقة لأنّ الخصم هو الشمس. وهو كائن
أسطوريّ خبير بالوجود. وله ذاكرة. ولا يمكن خداعه ولا إغواؤه. فعلى الباغي
تدور الدوائر. ومن حفر حفرة لأخيه في الغلاف الجويّ احترق بنيران الشمس
معه. وطوبى للخبرة الأدبيّة العربيّة التراثيّة.


إنّ الطاقة الكبرى التي اعتمد عليها الإنسان بديلا للطاقة الشمسيّة
هي البترول الذي تنتجه مساحات شاسعة من الأراضي العربيّة. بسببه وجدت
المجتمعات العربيّة نفسها مندرجة في المعركة الإيكولوجيّة بالقوّة. ولم
تندرج بعدُ فيها بالفعل. ولن يكون ذلك إلاّ حين ينتشر الوعي الإيكولوجيّ
بين هذه المجتمعات. ويتحوّل إلى ممارسة سياسيّة شعبيّة نضاليّة ميدانيّة من
أجل الحياة الطبيعيّة لا من أجل الرفاه.


لذلك كلّه، لا يمكن أن تكون معركةُ البيئة معركةً سياسيّة يسعى من
خلالها أصدقاء البيئة إلى انتزاع بعض المكاسب السياسيّة من بين أيدي غيرهم
من محترفي السياسة. وليست، أيضا، مدخلا خفيّا مغلّفا بحبّ الطبيعة
وبالنظافة وبغيرها من الشعارات البيئيّة يستعملها الفاشلون في النفاذ إلى
عالم السياسة من مدخل إيديولوجيا من الإيديولوجيّات أو حزب من الأحزاب
ليحقّقوا ما عجزوا عنه من مكاسب ومصالح بغيرها. بمعنى آخر، إنّ المسألة
البيئيّة ليست وسيلة للتمعّش. ولا يمكن أن ينهض بها المتمعّشون.


إنّها معركة الوعي الإنسانيّ ضدّ القوى، المبتسمة في كامل أناقتها،
المهدِّّدة للوجود الإنسانيّ باعتدائها على البيئة وإفسادها النظام
الطبيعيّ للكون. وهو وعي لا يمكن أن يتوفّر عند الانتهازيّين والوصوليّين.
وإن توفّر، على سبيل الزيف، فسرعان ما ينكشف على الميدان. إنّها معركة
الحياة لتستمرّ. ولا يمكن أن يخوضها إلاّ الشرفاء والشعراء أبناء الوجود،
بعبارة الشابي. إذن، فالشروط الموضوعيّة لنشأة الإيكولوجيا السياسيّة في
المجتمعات العربيّة متوفّرة. فلماذا لم تنشأ بالحجم المناسب إلى حدّ الآن؟
فمن بين الإثنين وعشرين دولة عربيّة ثلاثة فقط تأسّست فيها أحزاب
إيكولوجيّة سياسيّة هي لبنان ومصر وتونس**. أمّا البقيّة فلا. فما علّة هذه
العطالة للإيكولوجيا السياسيّة في المجتمعات العربيّة؟


التراخي الاجتماعيّ في المسألة الإيكولوجيّة والإسراف في غيرها:


إنّ ملاحظة حال المجتمعات العربيّة تدعو إلى الحيرة. فكيف تسري
مظاهر عابرة لا تسبّب خطرا على الإنسان ولا تهدّد وجوده سريان النار في
الهشيم داخل هذه المجتمعات في مقابل تعطّل أخرى تمسّ جوهر الكينونة؟ ما
الذي يجعل كرة القدم تلوّن وجود المجتمعات العربيّة وتشكّل تفاصيل حياتها،
رغم أنّها مجتمعات كرويّة مهزومة لا تقارن بأمم أخرى منتصرة كرويّا؟ لماذا
لم تنس الأمم المنتصرة كرويّا كألمانيا والبرازيل وفرنسا أدوارها النضاليّة
الاجتماعيّة وتفعل المجتمعات العربيّة المهزومة؟ لماذا تحزم المجتمعات
العربيّة المهزومة كرويّا أمورها وتستنفر طاقاتها وأموالها وأدواتها من أجل
كرة القدم في حين لا تتجاوز درجة الوعي الإيكولوجيّ فيها مستوى الصفر
قياسا إلى المجتمعات الأخرى؟ هل كرة القدم هي الوجود؟ هل الانتصار أو
الهزيمة في كرة القدم يعنيان الحياة والعدم؟


لماذا تحافظ عادة ذبح الخرفان في مناسبة عيد الأضحى على ثباتها مئات
السنين، رغم أنّها عمليّة رمزيّة الغاية منها الإعلان عن الانتماء إلى
أمّة إبراهيم، وليست سنّة ولا فريضة ولا مسألة وجوديّة، ورغم ما لها من
آثار اقتصاديّة وغذائيّة سلبيّة؟ من أين تأتي هذه العادة بطاقتها على
التجدّد؟ من أين تستمدّ قدرتها على الفعل في الأنفس وفي العقول وفي البطون
داخل المجتمعات العربيّة؟


من المسؤول عن تغييب هذه المجتمعات عن معاركها الحقيقيّة؟ ولكن
لماذا نبحث عن المسؤول؛ ألأنّ هذه المجتمعات مازالت تعيش في عصر الزعيم؟
إنّ معركة الإيكولوجيا في المجتمعات الأوروبيّة قادها الناس مجتمعين ولم
يقدها الزعماء المفردون. إنّ المعركة الإيكولوجيّة ليست رفاها ولا حداثة
ولا ما بعد حداثة. إنّها ببساطة معركة الوجود العاجلة الملحّة. فلماذا
يتخلّف العرب عنها؟ لماذا يخوض الآخرون معاركهم ومعاركنا؟ إذا خُسرت
المعركة فسيخسر الجميع. ولكن إن كُسبت المعركة فبماذا يمكن أن تطالِب
المجتمعات العربيّة؟ أسئلة.. أسئلة.. تتدافع بالمناكب في الذهن لحظة
التأمّل في واقع المجتمعات العربيّة الّلاهية، في سعادة (2)، عن معاركها
الوجوديّة الغارقة في مسائل هامشيّة عابرة بإسراف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

عطالة الإيكولوجيا السياسيّة في المجتمعات العربيّة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

عطالة الإيكولوجيا السياسيّة في المجتمعات العربيّة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
انتقل الى: