** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 البيئة والإيديولوجيا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

البيئة والإيديولوجيا Empty
05112011
مُساهمةالبيئة والإيديولوجيا



البيئة والإيديولوجيا Arton6281-f88cd
ثمّة رأي يروج بين المثقّفين
والمتأدلجين والمتسيّسين مفاده أنّ المسألة البيئيّة ليست مسألة
إيديولوجيّة وأنّها خالية من العمق الإيديولوجيّ. وحجّتهم في ذلك أنّ هذه
المسألة متّصلة بعلم هو علم الإيكولوجيا لا بفكر أو مذهب أو قوميّة أو دين،
وهي المصادر المعروفة لإنتاج الإيديولوجيا. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر،
فإنّ الحديث عن الإيديولوجيا يستدعي الحديث عن السياسة، حيث تكون خلاصة
الأطروحة السائدة أنّ فقدان الإيكولوجيا للعمق الإيديولوجيّ يجعلها متطفّلة
على العمل السياسيّ أصلا.


وأعتقد أنّه من المنهجيّ البدء بتصحيح مصطلح "التلوّث" الشائع في
الأدبيّات الإيكولوجيّة في الثقافة العربيّة. وهو المصطلح الذي انتخبته
آليّات الثقافة العربيّة لتعريب مصطلح (pollution) الأعجميّ. لكنّ المقابل
العربيّ، نعني مصطلح "التلوّث" ليس مصطلحا بريئا أبدا. ولا يقع محلّ
الإشكال في معجمه وإنّما في وزنه، وزن: "تفعُّلٌ". وللوزن دلالة كبيرة.
فلفظ "تلوُّثٌ" مشتقّ من فعل "تلوَّثَ" المزيد، ووزنه "تفعَّل". وهو وزن ذو
دلالة مخصوصة في العربيّة. والأفعال المشتقّة على قياسه تكون لازمة لا
تتعدّى إلى مفعول به لأنّها لا تعني قيام الفاعل بالفعل أو بالحدث، وإنّما
تعني تحمّل الفاعل لذلك الفعل. فقولنا: "تفتّحت الزهرة" أو "تكسّرت الكأس"
لا يعني أنّ الزهرة قامت بفعل التفتّح أو أنّ الكأس قامت بفعل التكسّر.
وإنّما يعني أنّهما تلقّتا فعل التفتّح والتكسّر. والمعنى أنّ الفاعل مع
هذه الأفعال يملأ محلّ الفاعل إعرابيّا ويؤدّي وظيفته. ولكنّه لا يدلّ على
معنى القيام بالفعل الشائع في الفاعل.


قياسا على ذلك، فإنّ مصطلح "تلوّث" كان المرغوب منه أن يؤدّي
دلالة مصطلح "تلويث" المشتقّ من فعل "لوَّث" المزيد، أيضا، والدالّ على أنّ
الفاعل المُلَوِّث أمعن في القيام بفعل التلويث إعرابا ودلالة. ولكنّ
الأوّل غلب على الاستعمال وشاع بين الناس. والثاني لم يفعل وهو الأولى بحمل
دلالة مصطلح (pollution) لأنّ الطبيعة لم تتلوّث بمحض إرادتها، كما يوهم
بذلك معنى الفعل: "تلوّث". وإنّما وقع تلويثها بفعل قصديّ خارجيّ لم يصدر
عنها. فنحن نتحدّث عن التلويث بمصطلح لا يدلّ عليه، بل يفارقه من حيث
الدلالة هو مصطلح التلوّث. ولا ندري علّة هذا الاضطراب المصطلحيّ والمعجم
أتاح المصطلحين. وهما مصطلحان معروفان وشائعان في الاستعمال. ولكن هي
العادة التي لها حكم البديهة.


نعود إلى الإيكولوجيا لنلاحظ أنّ المتأمّل في عمرها القصير لا
يعدم فيه صلات بينها وبين الإيديولوجيا فالسياسة فيما بعد. ولا تخلو
المسألة الإيكولوجيّة من طرافة منحتها خصوصيّة استثنائيّة. ذلك أنّها نشأت
علما نظريّا مختبريّا وتجريبيّا وميدانيّا، في الآن نفسه. ثمّ تحوّلت،
بسرعة فائقة إلى إيديولوجيا ذات طموحات سياسيّة تحقّقت لها بسرعة، أيضا،
كما سنرى في المقال. فلقد نشأ علم الإيكولوجيا قبل نشأة الإيديولوجيا
الإيكولوجيّة. ثمّ تحوّل إلى سياسة.


لكنّنا يمكن أن ننظر إلى هذه المسألة من زاوية أخرى ستكشف لنا أنّ
ما عددناه خصوصيّة استثنائيّة ليس سوى تعديل لمسار الأشياء. فالمعروف، منذ
القديم، أنّ العلم لا ينشأ من فراغ. وإنّما تتحقّق الظاهرة (le phénomène)
في الطبيعة أو في المجتمع، أوّلا. ثمّ يتمّ رصدها وتجريبها. وبعد ذلك ينشأ
العلم المصاحب لها. وهذا هو مضمون المنهج العلميّ التجريبيّ للجاحظ (160ﻫ -
255ﻫ/ 776م – 868م)، مثلا.


إنّ الإيكولوجيا تدين في نشأتها للبيولوجيا أمّها ثمّ رفيقتها.
وسنة 1866 مهمّة في تاريخ الإيكولوجيا وتاريخ أحزاب الخضر الإيكولوجيّة،
حيث بعث، خلالها، البيولوجيّ الألمانيّ إرنست هانريش هايكال Haeckel, Ernst
Heinrich)) (1834- 1919) لفظ "إيكولوجيا" قصد تعيين الأبحاث في الفضاءات
التي تعيش فيها الحيوانات والنباتات. وقد اشتقّ هذا اللفظ من الإغريقيّة
oikos، التي تعني "منزل" أو "سكن"، و logos التي تعني "خطاب" أو "علم".
فلفظ "إيكولوجيا" هي، في الأصل، "علم المساكن" أو "علم السكن" أو شيء قريب
من هذا المعنى. فالعلوم تتناسل وتتوالد طبقا لأحكام الضرورة والحاجة
الطبيعيّة، إذ أنّ "الطبيعة تأبى الفراغ"، كما يردّد دائما الدكتور نيزار
نصرالله.


لكنّ "علم المساكن" سرعان ما نما وتطوّر وتوسّع ليكتسح مجالات
وحقولا جديدة وينفتح على اختصاصات علميّة وطبيعيّة كثيرة. فصار علما يدرس
ظروف عيش الكائنات الحيّة من حيوانات ونباتات داخل الوسط الطبيعيّ الذي
تعيش فيه. واكتسبت الإيكولوجيا دلالة العلم الذي يبحث في العلاقات بين
الكائنات الحيّة فيما بينها، من جهة، وفيما بينها والعالم الخارجيّ، من جهة
أخرى. فمجال هذا العلم واسع جدّا. وهو يشمل اختصاصات متنوّعة مثل علم
المناخ وعلم المياه وعلم المحيطات والكيمياء والجيولوجيا أو علم الأرض
والبيدولوجيا أو علم التربة إضافة إلى الرياضيات والفيزيولوجيا (علم يدرس
عوامل تكاثر الكائنات أو انقراضها أو تزاوجها) وعلم الوراثة والإيتولوجيا
(علم يدرس سلوك الحيوانات).


وقد ظهرت في العالم حركات يسمّي الناشطون فيها أنفسهم أصدقاء
الإيكولوجيا (les partisans de l’écologie) غايتها الدفاع عن البيئة
ومقاومة التلوّث. ونشأت هذه الحركات الإيكولوجيّة عن الوعي بالمخاطر التي
تعرّضت إليها البيئة في الحضارات المصنّعة. ثمّ تحوّلت هذه الحركات إلى
أحزاب سياسيّة في أوروبا في ثمانينيّات القرن الماضي. ولا تخفى الميولات
(tendances) اليساريّة للحركات الإيكولوجيّة ولأحزاب الخضر السياسيّة،
أيضا.


وسنة 1997 دخل الخضر الفرنسيّون إلى البرلمان الفرنسيّ لأوّل مرّة
في تاريخهم وذلك بتحالفهم مع الحزب الشيوعيّ والحزب الاشتراكيّ في
الانتخابات البرلمانيّة الفرنسيّة. وقد حصلوا على ستّة مقاعد في البرلمان.
وتولّى دومينيك فواني ((Dominique Voynet (1958- …….) الناطق بلسان حزب
الخضر الفرنسيّ حقيبة وزارة البيئة والتهيئة الترابيّة في حكومة ليونال
جوسبان Lionel Jospin)) (1937- ……) الأمين العام للحزب الاشتراكيّ الفرنسيّ
حليف الخضر في الحملة الانتخابيّة (1997- 2002) والمترشّح لرئاسيّة 2002.
وأنشِئ حزب الخضر الروسيّ سنة 1991. وأقام مظاهرة عارمة في موسكو ندّد فيها
المتظاهرون باللاّمسؤوليّة الإيكولوجيّة وبآثارها المدمّرة على صحّة
الشعب.


وسنة 1984 انضمّ زعيم أحداث ماي 1968 الطلابيّة، الفرنسيّ دانييل
كوهين بنديت (Daniel Cohn-Bendit) (1945 - …….) إلى حزب الخضر الألمانيّ
(die Grünen). ثمّ انتخب ضمن صفوفهم في البرلمان الأوروبيّ سنة 1994. فدشّن
بذلك دخول الخضر إلى البرلمان الأوروبيّ مركز القرار السياسيّ لأكبر قارّة
في العالم. وفي ماي 1999، قاد بنديت قائمة الخضر الفرنسيّين إلى
الانتخابات البرلمانيّة الأوروبيّة بنجاح. فألمانيا لها فضل كبير على
الإيكولوجيا وعلى الخضر، إذ فيها تمّ اشتقاق لفظ إيكولوجيا وبعثه في معجم
اللغة، أوّلا. ومنها دخل الخضر ذوو المرجعيّة الإيكولوجيّة إلى مركز القرار
السياسيّ الأوروبيّ، ثانيا. واضحة، إذن، الصلة الوثيقة القائمة بين
الإيكولوجيا والإيديولوجيا والسياسة في المجتمعات الغربيّة.


ممّا تقدّم، يمكن أن نصوغ أفكارا تأسيسيّة حول ما يمكن أن نسمّيه
الإيديولوجيا البيئيّة. أهمّها أنّ الإيكولوجيا نشأت علما. وبقيت علما.
ولكنّها لم تبق علما نظريّا مجاله المختبرات المعقّمة والغرف البلّوريّة.
وإنّما هو علم طبيعيّ شعبيّ متّصل بالجمهور مباشرة. وحالما يخرج من المختبر
إلى الشارع، يتلبّس بالإيديولوجيا الإيكولوجيّة وبشعارها الوجوديّ البسيط:
"اسحب نفسًا عميقا فقد لا تجده غداْ".


وعندها، يستوي في هذه الإيديولوجيا العالِم مع العاميّ والباحث مع
جامع الأزهار والسياسيّ مع نادل الحانة، إذ الحياة عزيزة على الجميع.
فالإيديولوجيا الإيكولوجيّة هي ببساطة إيديولوجيا الحياة. ولذلك تهمّ
الجميع. وعليها، هي أيضا، أن تهتمّ بالجميع بأن تدخل إلى حياتهم عادة
يمارسونها وسياسة يدافعون عنها لتدافع عنهم. أمّا اكتفاؤها بأداء مجرّد
نشاط ترفيهيّ جمعيّاتي أو نشاط سياسيّ تزيينيّ فيعني أنّ الأفضل لها أن
تعود إلى رطوبة القواميس لفظا ساكنا نائما لا حياة فيه.


إنّ الإيكولوجيا هي علم البيئة الكونيّة التي يجب أن تكون خالية
من الغازات الخانقة للحياة. والإيديولوجيا هي علم الأفكار المحرّكة للتاريخ
والمجتمعات. والسياسة على يديها نشأ رأس المال الذي خرّب العالم. وبين
أحضانها تربّى. وتبادل معها الكرم، إذ غضّت الطرف عنه وهو ينهب الطبيعة ومن
عليها. وفي المقابل، أغدق هو عليها عطاياه وهباته. وبيدها، أيضا، إمكانيّة
إيقافه باعتبارها علم الممكن وفنّه. فكيف لا تكون الإيكولوجيا سياسة؟ بل
ما جدوى العمل السياسيّ إذا كان خاليا من المشغل الإيكولوجيّ الذي يشكّل
المشغل الألصق بالوجود الإنسانيّ؟


لقد نفذ الإيكولوجيّون إلى كثير من البرلمانات في الدول الغربيّة.
ثمّ اتّخذوا لهم مكانا في البرلمان الأوروبيّ مركزِ القرار السياسيّ
والاستراتيجيّ الأوروبيّ من أجل التحفّز للدفاع عن البيئة في طموح شعريّ
جماليّ لاستعادة أصالة الوجود وبهائه من بين أيدي الرأسماليّة المتحفّزة
لالتهام مستقبل الكائن الإنسان. وقد خاضت هذه الأحزاب نضالات ومعارك ضدّ
الرأسماليّة. وافتكّت منها بعض المواقع. وأجبرتها، أحيانا، على التراجع عن
برامجها ومشاريعها الموجّهة نحو استنزاف ثروات الطبيعة والإخلال
بتوازناتها، أو تعديلها على الأقلّ.


لكنّ الوعي الإيكولوجيّ يبدو أنّه لم يتشكّل بشكل حادّ، بعد، في
المجتمعات العربيّة والإفريقيّة ومجتمعات العالم الثالث عموما. والدليل على
ذلك أنّ هذا النشاط الإيكولوجيّ الأوروبيّ الكبير لا نجد له إلاّ أصداء
فاترة جدّا بين مجتمعات العالم الثالث. ولا نريد أن نخوض في جدل اجتماعيّ
نفسيّ اقتصاديّ سياسيّ لتفسير هذه العطالة الإيكولوجيّة التي أصابت
مجتمعاتنا. ولكنّه من المهمّ أن نشير إلى أنّ المسألة الإيكولوجيّة ظلّت
حكرا على الحكومات المركزيّة. فلقد خصّصت لها هذه الحكومات وزارات وإدارات
واعتمادات ماليّة ورأسمال بشريّ لا يعدو دورها جميعا أن يقتصر على تزيين
مداخل المدن تزيينا خاليا من الذوق في أغلب الأحيان، وعلى نصب التماثيل
والإشارات الترشيديّة. ولم يكن من همّها طرح المخاطر البيئيّة الحقيقيّة
لأنّ في ذلك إثارة لرأس المال ولخياراتها السياسيّة والاقتصاديّة.


أمّا النشاط الإيكولوجيّ الجمعيّاتيّ والسياسيّ المستقلّ فشبه
معدوم في المجتمعات العربيّة والإفريقيّة باستثناء ما نراه في تونس وما
نسمع عنه في لبنان، حيث شهدت الحياة السياسيّة فيهما نشأة حزب الخضر ذي
الإيديولوجيا الإيكولوجيّة. ولا تخفى على المثقّفين ملاحظة غياب مجال
التفكير البيئيّ في الساحة الثقافيّة العربيّة وغياب الفضاءات الحاضنة
لممارسته ولتفريخ المختصّين فيه. فمتى نشرع، نحن شباب اليوم، في الحلم
بملاعبة أحفادنا؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

البيئة والإيديولوجيا :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

البيئة والإيديولوجيا

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
انتقل الى: