** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 في مديح الثأر وذم الأوطان عزت القمحاوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شوقي
مرحبا بك
مرحبا بك
avatar


عدد الرسائل : 45

تاريخ التسجيل : 05/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6

في مديح الثأر وذم الأوطان عزت القمحاوي Empty
23102011
مُساهمةفي مديح الثأر وذم الأوطان عزت القمحاوي

في مديح الثأر وذم الأوطان


عزت القمحاوي












2011-10-21




في مديح الثأر وذم الأوطان عزت القمحاوي 21qpt998

















عندما
تأكد مقتل القذافي كتبت على صفحتي بالفيس بوك نداء إلى ثوار البلاد
التالية على طريق الحرية: عندما يسقط كلبكم لا تقتلوه هكذا دفعة واحدة،
لابد أن يُقطع من جسمه بعدد الشهداء الذين بدد حيواتهم.
وعلى الرغم من
أنني أعتبر أن الفرق بين ما نكتبه على الفيس بوك وما نكتبه في صحيفة أو
كتاب يشبه الفرق بين تلقائية الغناء في سهرة أصدقاء وبين انضباط الغناء على
المسرح؛ فقد عنيت ما قلت تمامًا في تلك اللحظة ولم أزل أعنيه؛ لأن الأخوة
في الإنسانية مع خمسين ألف شهيد ليبي ومائة ألف جريح تجعل لي شهيدًا
حقيقيًا على الأقل في الثورة الليبية.
كل الأحزان التي عشناها مع
الليبيين قبل وبعد السابع عشر من فبراير إذا جمعناها تجعل لكل منا عائلة
حقيقية من الشهداء وتبرر نشوة الانتقام التي تلبستني، ولا أعتذر عنها رياءً
أو ادعاءً لتحضر.
الكليشيه الجاهز الذي علقت به سيدة على ملاحظتي بعد لحظة من تدوينها اتهمني بالانتساب لثقافة الثأر القبلية التي لا تبني أوطانًا.
ولست
بصدد الحوار هنا مع سيدة لا أعرف خلفيتها الثقافية أو السياسية، لكن كلمة
'الثأر' التي صارت موصومة هكذا بدعاوى إنسانية ليست بذلك السوء في الحقيقة؛
فهي غريزة يشترك فيه الإنسان الطبيعي مع الحيوانات النبيلة العاقلة
كالجمال؛ بل إن الثأر لصيق بفكرة 'الأوطان' والقوميات، وإلا ما الدافع
لتحرير قطعة من الصحراء احتلتها دولة أخرى؟ وما الذي يجعل من العدو عدوًا
إذا لم تكن غريزة الثأر؟!
كلمة الثأر ليست بتلك الخسة المدعاة. ورغم ذلك
فإن ما صنعه الثوار الليبيون ليس عملية ثأر على الإطلاق، لكنها لحظة
مواجهة في حرب لم تتوقف حتى بعد مقتل القذافي.
' ' '
فوق نبلها الخفي
وخستها المدعاة الظاهرة تضمر كلمة 'الثأر' بعدًا زمنيًا بين الفعل ورد
الفعل. وكل القوانين الجنائية تفرق بين عقوبة القتل في مشاجرة وعقوبة القتل
مع سبق الإصرار والترصد، حيث تأتي الأخيرة ردًا متأخرًا تم التخطيط له
بهدوء ردًا على مواجهة سابقة.
القذافي وأبناؤه حملوا السلاح للحظة
الأخيرة، وقتلوا الثوار حتى اللحظة الأخيرة، اتخذوا قرارات القتل عندما
كانوا آمنين وأقوياء، بعكس الذين جرجروه من شعره فقد كانت ستراتهم مبللة
بدماء زملائهم الذين استقبلوا رصاصات مرتزقة القذافي وأهله وكان كل منهم
هدفًا محتملاً لتلك الرصاصات.
ولا يمكن مثلاً قياس سلوك الثوار على
سلوك الإدارة الأمريكية في قتلها لبن لادن؛ فهذا هو الثأر المذموم الذي
ارتكبته دولة ذهبت بعتادها لقتل رجل أنهكه المرض وتجاوزته الأحداث في بلاد
العرب التي زعم أن هجرته من أجل تحريرها.
كانت بلاد العرب تتحرر من
دونه، وكان بوسع الأمريكيين أن يأخذوه حيًا لمحاكمته، لكنهم آثروا الوحشية
واستراحوا لخسة الانتقام بدلاً من تعريض بلادهم للأخطار أثناء المحاكمة
التي قد تطول.
وقد كانت تصفية عائلة الوحوش أكثر القرارات حكمة للثوار
الليبيين إن كان ثمة قرار للتصفية حقًا؛ فموت القذافي مرة واحدة ليس
تجاوزًا في القصاص، لأن المحاكمة العادلة يجب أن تمنحه حكمًا بخمسين ألف
إعدام على الأقل. وكانت من شأن المحاكمة أن تتحول إلى مماحكة تعيق الثورة
كما في حالة محاكمة مبارك.
هل كان على ثوار ليبيا أن يكرروا مأساة
الثورة المصرية التي تسلمها نصف نظام مبارك المستمر من نصفه المخلوع وبدأ
يتعامل بمنطق الدولة لا الثورة؟!
بمنطق الثورة يضمن مبارك الإعدام
عقوبة على كل الأرواح التي أزهقت في سجونه ووسائل نقله المتداعية وفي عرض
البحر بحثًا عن لقمة عيش في إيطاليا، وبمنطق الثورة فإنه يجب أن يعدم
لمسؤوليته السياسية عن قتل الثوار، لا أن يماحك المحامون والشهود اللبط
ويدفعون عنه التهمة بدعوى أنه لم يصدر أمرًا مكتوبًا بإطلاق النار.
هل
كان على المحاربين الليبيين أن يتركوا قاتلهم في ساحة الحرب من أجل محاكمة
نبحث فيها ملفات ما لا يقل عن مليون ليبي أرداهم القذافي طوال أربعين
عامًا؟!
' ' '
لا تثريب على الضحايا المنتصرين. وإذا كانت ثورتهم
محظوظة بأن المسعور الذي ثاروا ضده لم يخلف نظامًا متجذرًا يناوىء بناء
الدولة الجديدة، فقد دبرت الأقدار أو دبروا التخلص من جثث العصابة لتكون
نظرتهم مخلصة إلى المستقبل بلا تعويق ولا محاكمات ممسرحة.
وإذا كانت
ثورتهم ليست في سلمية ثورة مصر أو تونس؛ فإن التحدي الحقيقي الذي ينتظرهم
هو بناء وطن حقيقي وليس زريبة جديدة من الزرائب التي كانت ـ بلؤم أو غفلة ـ
تسمى أوطانًا.
ومثلما أرى اليوم أن من واجبنا إنصاف كلمة 'الثأر'
المظلومة التي تضمر من النبل أكثر من خستها البادية، أرى أن كلمة 'وطن'
تستحق أن نتأملها جيدًا، فهي لم تزل تضمر من الخسة أكثر مما تظهر من النبل،
لأنها تمثل الكلمة المفتاح للخراب العربي الذي نعيش.
كانت الكلمة
رديفًا لسلاح الجلادين التفهة والمسوغ الفكري لمصادرة الحريات؛ فكل شيء
مبرر طالما كان الرئيس يحمي الوطن. بهذا المنطق تم تحويل بشر أقل من عاديين
مثل صدام حسين والقذافي والأسد الأب إلى آلهة مطلقة اليد كلية القدرة لا
يتصورون أن ما يجري على البشر من حياة وموت وهزيمة يمكن أن يجري عليهم.
حمقًا
أو لؤمًا تم تقديم طغاة فاشلين بوصفهم أبطالاً يحق لهم أن يدوسوا علينا
لأنهم يحمون الأوطان، بينما كانوا يحمون زرائبهم وإقطاعياتهم الخاصة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

في مديح الثأر وذم الأوطان عزت القمحاوي :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

في مديح الثأر وذم الأوطان عزت القمحاوي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
انتقل الى: