** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 مفتاحك سلاحك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميح القاسم
المد يــر العـام *****
المد يــر  العـام *****
سميح القاسم


التوقيع : تخطفني الغاب، هذه امنيتي الحارقة حملتها قافلتي من : الجرح الرجيم ! أعبر من ازقة موتي الكامن لاكتوي بلهب الصبح.. والصبح حرية .

عدد الرسائل : 3072

تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

مفتاحك سلاحك  Empty
25062011
مُساهمةمفتاحك سلاحك

مفتاحك سلاحك
عزت القمحاوي

2011-06-24

مفتاحك سلاحك  24qpt998
عندما وصل الرجل الطارىء لقنته كاهنة الاستقبال حكمة البرج الخالدة: لا تدع مفتاح الصمت بالقرب من آلة الكلام.
ولأن النسيان ألصق بالطارىء من أية صفة أخرى؛ سموه إنسانا. وهكذا لم يكف الطارىء النسّاي عن الجمع بين البطاقة الممغنطة لباب الحجرة والهاتف المحمول. بعد كل عناق مع الهاتف تكف البطاقة عن فتح الغرفة، وتجبر العابر على العودة إلى الاستقبال لتفعيل البطاقة مجدداً.
وعلى مدى ما لا يتذكر من أيام إقامته، يجد الطارىء طريقه بسهولة إلى فلبينية جميلة، تتولى شحن الكارت بتمريره بالمكاكينة أمامها، وشحنه شخصيا بموجات غامضة، من خلال ابتسامة وداع حرارتها محسوبة بدقة مذهلة. لا ينبغي لطاقة الشحن في وجهها أن تنقص عن حد معلوم فتصير إهمالا لنزيل، ولا ينبغي لها أن تزيد إلى حد الاشتباك مع ابتسامة داعية تتلكأ على وجه الطارىء.
عندما تطرأ الكاهنة على البرج، يحذرونها من الفخاخ المنصوبة في ابتسامات الطارئين التي تبحث في وجه سيدة الشحن عن أقرب شُباك لتقفز منه إلى ما ينافي مقتضيات مهنتها.
لا يُلزم البرج نساء الشحن ذوات المقاييس الكونية بالعفة الكاملة، طبقا لتعاليم القديس فرنسيس، ولا بأصول التسامي البوذية؛ بل بالامتناع القسري عن الاقتراب من اللذة أخذا أو عطاءً أثناء العمل.
مجرد صوم، أو استعراض للقدرة على حبس المتعة كما في 'التنترا' كي تظل ممتلئة بالرغبة مثل أفعى ابتلعت فيلاً.
لم تسرب إحداهن حكمة البرج إلى الطارىء، لكنه اكتشف الحكمة ـ مثل راهب بوذي ـ بالتأمل بعد أن لامست نظرته وجه كريستين للحظة دون أن يحس بقوة المغناطيس التي كانت هناك دائما في عينين لهما خضرة ملكة فرعونية مولدة من مصري ولبنانية.
' ' '
كان مساء وكان زحام حرمه الاقتراب منها مثلما يفعل في كل مهارشة إعادة شحن. مد ذراعه عن آخرها بالبطاقة متعاليا على حاجاته الخاصة، ولم تلتفت إليه الفلبينية بسمرتها الهندية وقوامها الإيطالي.
كانت مئات الأزواج من العيون، تتقاطع عليها من زوايا مختلفة، ويبدو أن ذلك التناهب استمر لمدة كانت كافية لهضم الفيل الذي بداخل كريستين، وترك لوجهها الخواء والتعب؛ فبدت لعيني الطارىء مجرد شبح، أو مجرد قشرة الجلد المضللة للأعداء التي تخلعها حية قبل أن تنزلق إلى جحر لا تصل إليه يد الإنسان النسّاي إلا للثأر!
يخيل للطارىء أنه رأى تلك القشرة، ثم يعود ليجزم أنه لم ير كريستين ولا قشرتها. وهذا بالمناسبة لا يمكن أن يكون اسمها؛ فقد تعلم ألا يثق باللافتات المعدنية المحمولة فوق النهود.
ربما لم تكن كريستين أساسا؛ لكنه على أية حال مد يده بالبطاقة الهامدة إلى حيث اعتادت أن تقف امرأة بجمال محسوب على جهات الأرض الأربع. كان رجال الحشد طوالاً إلى درجة ضيعته هو المتباهي بطول قامته.
كانوا يتسابقون من أجل التسجيل واستلام بطاقات مشحونة تفضي إلى غرف. لم يكن بين الحشد أطفال، فقط قليل من النساء في سن التفاوض، وليس في العيون ذلك الذعر الذي يبدو في عيون من يسميهم التليفزيون 'النازحين' أو 'اللاجئين' أو 'الفارين' من بؤرة قتال لا تخصهم أسبابه أو نتائجه.
كانت الوجوه أقرب إلى البهجة، لكن الطارىء الذي ظل مادا يده بالبطاقة المشتاقة إلى الشحن لم يتمكن من التقاط أية جملة يتعرف منها على هوية الطارئين الجدد. سأل الرجل الملاصق له. وعرف أنهم من ضحايا لدغة الغروب، طرأوا لينضموا إلى ناس اللدغة من الطارئين القدامى في لقاء يحمل اسم 'المؤتمر الموسع لأصحاب المصلحة في الغروب'.
' ' '
ليس من عادات الطارىء اقتحام الآخرين بالأسئلة، وربما لم يكن ليعلو على صمته لو لم ير مذيعا أسمر متعرقا في بدلته وربطة العنق، محشوراً بين الطارئين الجدد، يجر وراءه كابل ميكروفون من النوع القديم، وتحت الرأس المخروطي للميكروفون مستطيل من الإسفنج يحمل شعار تليفزيون الدولة.
كان المذيع حريصا على أن يبدو الشعار في عين الكاميرا أكثر مما يبدو هو أو الضيف. ولأن الناس لا تنظر للأمور من زاوية واحدة، يمكن لأحدهم أن يرى الإيروتيكا في الرأس المخروطي للميكروفون، ويمكن لآخر أن يرى قوة المطرقة في الكتف الإسفنجي المكعب، ويمكن لطارىء، لا يلتفت إلى تفاصيل الجماد، أن يتجاهل الميكروفون وينتبه فقط إلى المذيع الأسمر. المذيع نفسه يمكن رؤيته من أكثر من زاوية؛ فهو بالنسبة لمن يكابد بقايا مراهقة سياسية أو مهنية نموذج الإعلامي النبيل الذي يمكن أن يصل تفانيه إلى حد التضحية بحياته من أجل إحراز سبق يسعد به مشاهديه. ويمكن لمراقب يطل على الحياة من شُبّاك الضحك، أن يرى في المشهد كوميديا سوداء من النوع الرفيع؛ إذ أن مذيع البلاد، كان مع هؤلاء الطارئين في البلاد منذ علموه حمل الميكروفون، وكان بوسعه أن يتحاور معهم هناك، بدلاً من هذا الكفاح الذي بلا طائل في اللحظة التي تحولوا فيها إلى طارئين كل ما يشغلهم هو بطاقة ممغنطة تفضي إلى غرفة صمت.
ومن أية نافذة أطل الطارىء المستعد للمرح على المشهد سيضحك. كان المذيع يقتنص الرؤوس المهمة بين الطارئين، يخص نفسه بالمطرقة الإيروتيكية، ويكرمهم بالمايك الصغير الحساس؛ ينقله من عروة جلباب إلى عروة جاكتة. كان المذيع يسابق الزمن، بينما يطارد الطاريء شبرا من الأرض يقف عليه من دون أن ترمقه عين الكاميرا. من جهة لم يكن يريد أن يتزحزح عن موقعه وقد عرف من اتجاه الزحف أنه يقترب من سيدة الشحن، وفي الوقت نفسه كان يريد أن يتفادى إضاءة التصوير، لأن بطاقة الباب اختارت ألا تعمل ـ مثلما اختار المذيع أن يعمل ـ في التوقيت الخطأ.
وكان الطارىء قد بدأ منذ أسابيع يتصرف كصاحب برج، يصعد من غرفته في الطابق الثاني والعشرين إلى المسبح في الطابق السادس والعشرين بالشورت والفانلة الرياضية وفي قدميه الخف المخملي الخاص بالحمام.
' ' '
في تلك الليلة عاد الطارىء من السباحة منكوش الشعر مبلل الملابس، ليصده الباب ويضطر للنزول إلى البهو، لكن الدهشة من ضخامة الحشد سرعان ما غطت حرجه من رثاثة مظهره كما تغطي طبقة السكر مرارة حبة الدواء. ساعدته الغبطة على احتمال الانتظار. لكن الصبر له حدود. وعندما آيس من الوصول إلى الشحنة المغناطيسية، قرر أن يستغل الوقت في تناول العشاء. واكتشف أن الطنين الذي لقيه في البهو كان يزحف إلى المطعم، بالسرعة التي تعمل بها كاهنات الاستقبال في تسليم البطاقات للطارئين الجدد.
وعلى مدى أيام المؤتمر لم يعد الطارىء يعرف أي شيء عن قضية الغروب؛ كان اختلاط الأصوات شديدا، وكان ما يتطاير من الكلام يشبه الدقيق الناعم؛ مما حرم الطارىء من لعبة تجميع فتافيت الجمل من بين طاولات الطارئين القدامى. لكن دوام الحال ـ سيئا كان أو جيدا ـ من المحال.
أيام وانصرف معظم الطارئين الجدد. لم يتخلف سوى عدد قليل، ارتبط مع المفاوضين القدامى بعلاقات مصاهرة أو دعته أسباب أخرى للبقاء. وعاد الطارىء إلى تسليته المفضلة، سعيدا كلما تمكن من تجميع أرباع الجمل في جمل سليمة، مثل طفل يلعب بالمكعبات، لكن ما جمعه بعد مؤتمر أصحاب المصلحة لم يكن فيه شيء عن لدغة الغروب.
كان لدى قدامى الطارئين ومواليد الفندق الشغف لسماع الطارئين الجدد. وصار الطارىء يتعرف على القدامى من صمتهم، قبل أن يتعرف عليهم من وجوههم. وكانت الجمل الطائرة كلها، إما عن المقارنات بين بلد المنشأ والبلد المضيف أو عن أسعار السلع المبالغ فيها هناك، أو عن الدهشة من الهدوء. ولأن دوام الحال من المحال، مرت الأسابيع ثقيلة ولم يعد الطارئون الجدد جدداً، ولم يعد الكلام هو الكلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مفتاحك سلاحك :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

مفتاحك سلاحك

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
انتقل الى: