** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 الحب لايسكن الحب لغسان جواد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو مروان
" ثــــــائـــــــــر منضبــــــــط"
الحب لايسكن الحب لغسان جواد Biere3
ابو مروان


عدد الرسائل : 411

الموقع : الحرية
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

الحب لايسكن الحب لغسان جواد Empty
22012011
مُساهمةالحب لايسكن الحب لغسان جواد

الحب لايسكن الحب لغسان جواد


أســمّــيـــه شـــعــــراً وحــبّــــاً يــســكـــن الـــحــــبّ

جوسلين الراعي حاتم
إنه الديوان الرابع للشاعر غسان جواد. "الحبّ لا يسكن الحبّ"، صدر قبل
وقت قليل لدى "دار النهضة العربية"، بعد ثلاثة دواوين سابقة، هي على
التوالي "وأنا ظلّكِ"، "تمرين على الاختفاء"، و"ضوء بين حياتين". الطريق
واضح من حيث كونه توغلاً في الشعر، وبحثاً عن مكوّناته التي تسكن في
غالبيتها الراجحة في شخص الشاعر، وعيشه، وفضاءاته، وأمكنته، ويومياته،
وأسئلته.
هو الحبّ، عنواناً وحضوراً وهرباً وغياباً. فلماذا نبحث عن
غيره، لتلمّس الخفقات التي تضطرم بها الصفحات والمقاطع المعنونة بالأرقام
الرومانية؟! يخاطبه الشاعر من الصفحة الأولى، بل من الجملة الأولى،
ويسمّيه باسمه. هو حبّ فحسب، وهو حبّ بشري، غير بكائي، إذا صحّ التعبير،
وغير رومنطيقي، بالمعنى العاطفي الخفيف. إنه الحبّ باعتباره حياةً وعيشاً
وعلاقةً، وأيضاً باعتباره كلمات. من ها هنا، من هذا التلاقي بين العيش
والكلمات، يمكن الدخول في اللحم الحيّ للقصائد، وملامسة أفراحها وجروحها،
بدون تهيّب الخوض في الغمرات. "أنا كنيسة من التلاشي"، يقول المقطع الأول
على لسنان الشاعر. وهو إذ يقول قوله هذا، ويكتبه، فلأنه "يعرفه"، وإن يكن
"قد مضى وقت مغمور بالصدأ وسوء النية بيننا". معرفة يستطيع الزمن العابر
أن يضفي عليها اختماراً لا نسياناً، وأن يضفي عليها شعريةً لا تذكراً. من
طريق هذه المعرفة، يستطيع الشاعر أن يسرد لا حبّه فحسب، ولكن "الحياة
الطويلة" التي يعيشها باعتباره "الطفل الكبير". لا ادعاءات، ولا مزاعم،
ولا بطولات. إنه حبٌّ فحسب. بل إنها حياة معيشة، وهي سرعان ما تصبح شعراً
وقصائد، بحنكة الحبّ نفسه، الذي يحوّل المرويات والتفاصيل والوقائع
تحويلاً خفيض الجناح، هادئاً وغير صاخب، ما يمنحها التألق العميق الضاحك
الذي يجعل الشاعر يشرب العتمة مثلما يشرب الويسكي.
لا يبحث القارئ عن الشعر في الديوان، ذلك أنه مبثوث فيه بثّاً وجودياً
موجعاً. وها أنا أقول إنه بثّ وجودي موجع، لأن الحبّ فيه ليس ساذجاً ولا
محض عاطفة رومنطيقية تقيم على السطح، ولأن تعبيراته تستجمع أجسامها من
الطبقات الدفينة للحم الحي، على ما قلت قبل قليل، الأمر الذي يومئ على
الغالب الى نوع من الأسى و"عدم السعادة"، يعقبان حضور الحبّ نفسه، أو
يرافقانه في حلّه وترحاله. مثل هذا الاستجماع يقرأه القارئ بعينيه، مثلما
يقرأه بدماغه. بل بكيانه. حتى لأقول إن الشاعر إذ يكتب الحبّ، وإذ يعترف
بأن هذا الحبّ لا يسكن الحبّ، فهو خائفٌ على الحياة، و"خائف أن تتدهور
بصماته تحت العجلات". لذا، أعتقد أنه يخاطب نفسه حين يقول: "خذ الدواء.
قلبك يطرق بسرعة وينتابك الموت على شكل خوف ومشاهد. ترى نفسك في الحفرة
ممدداً. الكفن أبيض لكنك تفضل موتاً فوق أغصان مرتبة، وحريقا يلذع مسامات
جلدك ويخترق العظام نحو الرماد". وأنا أرى هذا الخوف يمسح الديوان مسحاً،
مثلما يُمسح المرء بالميرون. وأسمّيه الخوف، ويمكنني أن أضفي عليه تسميات
أخرى، ليس اليأس بعيداً منها. أليس الشاعر هو الذي يقول "الحياة التي أنظر
اليها حياتي. ومع ذلك أراني بارداً بلا شغف"؟ هذه الحياة هي التي تجعل
الألوان الفاقعة لا تعني له شيئاً. يذكر الألوان تحديداً، لكن هذه الألوان
تمثل إيماءة الى ما يجعل العيش أكثر كآبة. وعلى ذكر الكآبة، ألا "تخبرك
الطبيبة حين تسألها عن أحوالك، أنك تلامس الكآبة. وأن الهلع الذي ينتابك
سيزول مع الوقت. الوقت دواؤك الوحيد. أترك يديك وقدميك في الهواء، تجرّع
أيامك كمن يلحس ثلجاً خفيفاً بارداً. خذ عينيك فقط. يقولون إن الروح عمياء
لشدة ما تبصر. وإن العمى كما الكآبة، ظلمة في طرف المكان"؟
الى الخوف
والكآبة، ثمة الندم. "غسان جواد رجل عادي"، يقول الديوان، "لكنه مريض
بالندم. ويتوقع إلغاء الخطيئة قريباً". وإذ يرمي جسده وأحلامه على شبه
سرير، فإنه "على شبه السرير ذاته يحاول أن يقف./ لا يد للهواء يمدّها
اليَّ./ رجل على سرير كان شجرة ويفكر كشجرة، الرجل طائر استلقى، وعندما
حان وقت النسائم، ارتفع الى السماء كي يحجز حصته من الغيم، ونصيبه من
المكرمات".
لا أريد أن "أسودن" الأمور في هذا الديوان. لكن الشاعر هو الذي يسأل:
"ماذا لو قررتُ يوماً أن أغيب؟ أن أبقى في الليل غداً"، ملاعباً الريح
وممسكاً إياها من يدها، ليتركها بين أصدقائها الجدد "يقيمون حفلة لوداعي".
على
الرغم من ذلك، فإن الديوان هو ديوان حبّ. لا أقول ذلك اعتباطاً، ذلك أن
المقاطع ترشح حبّاً، حتى ليعتقد القارئ أن ثمة من يقطّر هذا الحبّ
تقطيراً، على غرار ما يُفعل لدى تقطير العرق. "عندما عرفتُ أنني سأراك لم
أنم. ظننتُ أن النوم سينافسني عليك، وأن عليَّ الاحتفاظ بأنفاسي كلها حتى
أدخلك في عينيَّ مرةً واحدة. خفت أن أظلّ نائماً، وأن يأخذك الصباح مني،
وأن تعشقي البحر لأنه جميل وكبير ووسيم وأزرق وواسع ورحب وغريب أكثر مني".
هذا غيض من فيض الحبّ، لكنه فيض لا يثرثر، وإن يكن قابلاً لمزيد من
الاختزال. وهو لا يصخب، ولا يرفع الصوت، ولا يدّعي، ولا يتبختر، ولا
يتطاوس. ولأنه كذلك، فإن "أكثر ما يخشاه الرجل معركة مع البحر، وجراحاً
ينظّفونها بالماء المالح".
كان يمكن الشاعر أن يمارس بعضاً إضافياً من
التقشف. لكن ليس الآخرون وحدهم يسمّون ما يكتبه غسان جواد شعراً، ويضغطون
على زرّ الاستحسان". أنا أيضاً، بدوري، أسمّيه شعراً، بل حبّاً يسكن
الحبّ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الحب لايسكن الحب لغسان جواد :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الحب لايسكن الحب لغسان جواد

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الزايد قصة جواد هاشم
» فلسفة اللغة - أوزوالد ديكرو - ترجمة: جواد الرامي
»  فلسفة اللغة - أوزوالد ديكرو - ترجمة: جواد الرامي
» فارس بلا رأس .. المجهول والمعلوم في حريق الفلوجة وحمص .. بقلم : نارام سرجون وينسب على مواقع الانترنت خطأ لغسان بن جدو
» قيل في الحب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
انتقل الى: