** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 الأقلّيات والمواطنة في العالم العربيّ (8) الإنسان الأمازيغي والرغبة في الإعتراف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
وائلة
مرحبا بك
مرحبا بك
وائلة


عدد الرسائل : 125

تاريخ التسجيل : 10/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

الأقلّيات والمواطنة في العالم العربيّ (8)  الإنسان الأمازيغي والرغبة في الإعتراف Empty
18122010
مُساهمةالأقلّيات والمواطنة في العالم العربيّ (8) الإنسان الأمازيغي والرغبة في الإعتراف



الأقلّيات والمواطنة في العالم العربيّ (8)  الإنسان الأمازيغي والرغبة في الإعتراف Arton5210-cce2f
إنّ ما يحرّك الكائن الإنساني
هو الرغبة في الاعتراف، ولاشيء غير الاعتراف. وما يجعل الوجود الإنساني في
كليته قلقا، هي اللحظة التي يعي فيها أنه مهمل ومنبوذ على جميع المستويات،
الوجودية والثقافية واللغوية والهوياتية. والإنسان الأمازيغي هو جزء لا
يتجزّأ من هذا الوجود؛ أدرك بوعي رزين أنّ مقوّمات وجوده مهدّدة بالمحو
والانقراض، وهو الوعي الذي تجسّد عينيا من خلال البحث العميق المنشور في
مجلة وجهة نظر العدد 16 للباحث المغربي رشيد الحاحي الذي يحمل عنوان
الأمازيغية والسلطة نقد إستراتيجية الهيمنة، أسئلة: الهوية واللغة والثقافة
والهامش والتنمية. ينطلق الباحث رشيد الحاحي من سؤال مركزي هو كيف استطاعت
السلطة أن تقصي الأمازيغية وتهيمن عليها ثقافيا واجتماعيا، وما هي
استراتيجيها في ذلك؟ إنّ اختياره وضع السلطة موضع تساؤل وإشكال، وإرغامها
على المثول أمام مبضع النقد والتمحيص من خلال المدخل الثقافي، على اعتبار
أنّ الإستراتيجية السياسية لم يكن بإمكانها إقصاء الأمازيغية لو لم تضع في
مقدمة إستراتيجيتها تمرير وعي إيديولوجي تحريفي، من خلال ترجمته في قنوات
متشعّبة ومتعددة عبر أنظمة التنشئة والإنتاج ومؤسسات الدولة وأجهزتها.

يشير الباحث إلى أنّ وضع الأمازيغية كوجود قائم الذات، كان يتمتع بوضع
اعتباري لا يتزحزح ولم يتعرّض لأيّ نوع من أنواع التهديد، أو لأيّ مناوشات
أو مناورات تروم تدميره ونسفه من جذوره الراسخة في بطن الأرض، على أساس أنّ
الأمازيغية شكّلت عنصرا حيويا ضمن المجال الجيوـ حيوي للإنسان الأمازيغي
وللغالبية العظمة من المغاربة، ومردّ ذلك إلى أنّ الأمازيغية هي القلب
النابض للوجدان الجماعي واللغة الأكثر حضورا بما تتمتّع به من ثقل
اجتماعيّ، وهي الأكثر تداولا، وهي بمثابة ثقافتهم الأكثر تجذّرا على مستوى
الحياة الاجتماعية والثقافية للمغاربة قاطبة.

ولم يبدأ انفلات هذا الوجود القائم الذات، الذي هو الأمازيغية، من قطار
الاستمرارية الذي بدأت ملامحه الكبرى تتّضح وتتعيّن على سطح الوجود، إلا في
اللحظة الذي استشعرت فيها الشرائح العظمى من المغاربة القاطنين في عمق
البوادي والسهول والجبال وداخل المدن وعلى مدى مدارات الحواضر والأرياف،
بالخطر الذي بات يهدّد الأمازيغية ويستأصلها من جذورها الأصلية هذا من جهة،
وفقدانهم على إثرها اللحمة التي كانت ملتحمة بوجودهم الحيوي من جهة ثانية،
خطر تجسّد بالملموس من خلال تأسيس الدولة العصرية واستكمال وضع بنيات
المؤسسات ومنظومات الإنتاج المركزية خلال مرحلة الحماية الفرنسية وبعد
الاستقلال، لتغدو اللغتان العربية والفرنسية عصبي المجال والوضع اللغوي
الجديد. في هذه الفترة الحساسة يؤكد الباحث أنّ معالم لحظة حاسمة من تاريخ
المغرب بدأت تفرض نفسها .

وتشكّل ثنائية العروبة والإسلام السند المرجعي في ما يتّخذ من قرارات
مستقبلية، بموجبها ترهن مصائر الأفراد الخاصة؛ الثنائية التي وضع صيغتها
النهائية شكيب أرسلان ونخبة من الحركة الوطنية في اجتماعهم بطنجة سنة 1930،
هي الثنائية التي أضحت الخيار الإيديولوجي الذي ستعتمده الدولة المغربية
والأطراف السياسية والاجتماعية المتحالفة معها.

الأمازيغية بالنسبة للباحث هي مفهوم حيّ يتمتّع بروح الإنسان على ما
يشتمل عليه من أسلوب عيش وتفكير وتصوّر للكون أو الوجود، إنها لغة وثقافة،
مفهوم ممتدّ في الزمان، له أصول تاريخية عريقة تفوق 33 قرنا. إضافة إلى
امتداده المكاني أو الجغرافي الذي يمتدّ من الحدود المصرية (واحة سيناء)
شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط
شمالا إلى بوركينا فاسو جنوبا على مدى شمال إفريقيا. إنه مفهوم غنيّ ويحمل
ثراءً على مستوى الخصائص التي ينفرد بها وهي إجابة أكيدة على مقوماته
الثرية واختلافه عن بقية اللغات والثقافات، وهو ما يتجسّد في حياة الإنسان
الأمازيغي بالمغرب وأنماط الطقوس المادية والتعابير الرمزية، والتي يتم
ملامستها عن قرب من خلال ما يفرزه وجودهم الاجتماعي والثقافي.

ويحيلنا الباحث إلى ثلاثة مواقع تنتشر فيها السلطة وتشتغل؛ ثلاثة مواقع
تقتحمها إستراتيجية السلطة المهيمنة، وهي مجال التربية والتكوين، والمجال
الثقافي العمومي، ثم مجال التبادلات الاجتماعية والرمزية العامّة. يعتبر
الباحث مجال التربية والتعليم بمثابة المجال الحيوي حيث تنبثق السلطة
بمفعولاتها الإستراتيجية المضبوطة. وهو ما يغذيه التصور "الفيبيري" الذي
يرى أنّ في قلب هذا المجال تفرز الهيمنة الشرعية وتنتعش. بالاستثمار
العقلاني لهذا المجال من طرف السلطة يكون إزاءها الإنسان رهين تصورات
واعتقادات ومعطيات وحقائق موضوعة سلفا، وما عليه إلا أن يهضمها دون إبداء
أي نقد أو حتى التفكير في النقد لأنها مسلمات بديهية عليه أن يرضخ
لمسلماتها. هنا في هذا السياق ينطلق الباحث رشيد الحاحي من تصور يشكل في
ذاته برهانا على أن الأمازيغية شكلت قضية يجب طمسها وإلغاؤها، وماذا عساه
أن يكون النظام التعليمي سوى البؤرة أو الوسيلة المثالية لتحقيق هذا
الإلغاء، ويتوقف الباحث لحظة ليكشف النقاب عن العديد من المضامين التعليمية
والتربوية التي اعتمدتها المدرسة المغربية في منهجها لتلقين الأفراد
معرفيا وقيميا خلال الخمسين سنة الماضية، على أن الأمازيغية لغة وثقافة
شملها الإقصاء والتهميش المقصود. ويوضح الباحث أن المدارس المغربية من
بداية التعليم العصري ووضع سياسة وهياكل المؤسسات والمنظومات الوطنية كانت
نسخة طبق الأصل للمقررات التعليمية المشرقية السورية والمصرية التي تروّج
لمضامين القومية وحركات التحرر الوطني التي تؤمن بالخيار "العروبي" والوطن
الكبير. فهذا الخيار التعليمي الذي تمّ انتهاجه، جعل، حسب الباحث، من
الأمازيغية تائهة ومتلفة غائيا، وشكّلت الضحية الكبرى لسوء نية تلك
السياسات التعليمية المنطوية في ذاتها على عناصر ومعطيات، تكون الأمازيغية
بموجبها في عداد الموتى والمفقودين ومنفية في أقاصي الصحارى.

أين يكمن هذا الإقصاء للأمازيغية بالضبط؟ يكمن هذا الإقصاء حسب رشيد
الحاحي دائما في اللحظة التي بزغ فيها فجر الميثاق الوطني للتربية
والتعليم، والذي تأكّدت فيه حقيقة مرة ومأساوية؛ هي أن خيار إقصاء
الأمازيغية هو خيار رسميّ ومركزيّ في سياسة الدولة والأطراف السياسية
المشاركة، فهو لم ينصف المكانة الاجتماعية للأمازيغية التي تحظى بها في عمق
الوجدان المغربي، باعتبارها لغة المغاربة وملكهم الثقافي والتاريخي.

أما المستوى الثاني الذي تتعزز فيه إستراتيجية السلطة المهيمنة حسب
الباحث، فهو مستوى المجال الثقافي العمومي مبينا في هذا الصدد مجمل الآليات
التنظيمية والممارسات والمسارات الموجهة بدقة متناهية، والتي تتحكم في سوق
العلاقات والتبادلات الرمزية، ويرصد لنا الباحث في هذا السياق تلك
الممارسات المدروسة بعناية فائقة، وهي مسارات تجعل من مؤسسات البحث
والتأليف والإبداع آليات الدعم والنشر الثقافي والتوزيع ، ومؤسسة النقد
والترويج همّها الأوّل والجوهري الذي عليها تطبيقه والسهر عليه. هذه
الممارسات بالنسبة للباحث تكرس لعامل الإقصاء الذي يباشر هيمنته وسطوته على
الأمازيغية، والثقافة الأمازيغية على وجه الخصوص. مؤكّدا أنّ هذا المنتوج
الثقافي الأمازيغي يحظى بفرص الظهور، وهو ظهور يتّسم بالحشمة ويتّخذ تسمية
ومقاربة الفلكلور والأهازيج والبطاقات السياحية الداعمة للغة والثقافة
القوميتين.

أما الوجه الآخر لإستراتيجية السلطة، فيتمّ تمريره وبسطه بالقوة من خلال
المجال الاجتماعي الشعبي والذي يحدده الباحث بأنه يتضمن مختلف جوانب
الحياة الاجتماعية والثقافية التي تكون موضوعا للتنشئة والتوجيه والتمثل
عبر قنوات وآليات خطابية وقيمية ورمزية، هذه العناصر التي تختبر على
المستوى المعيشي للأفراد انطلاقا من تدخل الوساطة الإيديولوجية، هي
إستراتيجية تمثل للباحث وساطة إيديولوجية تعمل على تنميط الوعي والتمثلات
لدى الإنسان المغربي حول ذاته وهويته. ويشير الباحث إلى الاستثمار المعقلن
للدين ولآلياته الخطابية من فقه ومنابر، والذي شكّل قوّة عظمى في امتصاص
التشتت الهوياتي وجعله في قالب وحدة غير قابلة للانشطار، هي آلية تنفذ إلى
عمق الهوامش الاجتماعية واضعة نصب أعينها الإنسان الأمازيغي القاطن داخل
البوادي النائية وفي الجبال والمناطق الوعرة، ممّا يؤهّلها للتحكّم فيه،
وجعله منضبطا وممتثلا لأوامرها وراضخا لهويتها الرسمية.

يعتبر رشيد الحاحي أن الأمازيغية محكومة بمنطق الإهمال وخاضعة لأحكام
الهامش . لكن قبل أن يبين هذه المسألة، يقدّم لنا الباحث تصوّرا عميقا حول
مفهوم الهامش كمفهوم تناولته كتابات فلسفية نظرا لقيمته غير المشكوك في
أصالتها وأهميتها. يحيل مفهوم الهامش على أشكال التمركز والإقصاء وعلى
المواقف والعلاقات والترتيبات التي تشمل الأوضاع: الثقافية والاجتماعية
والفكرية. على اعتبار أن في عمق مختلف مجالات الحياة والفكر والوجود، تكمن
مراكز مسيطرة تمتلك شروط وآليات للهيمنة والسلطة. في هذا الإطار دائما
ينوّه الباحث بالدور الأساسي للهوامش التي تلعبه في تاريخ المجتمعات
وتطوّرها السياسي والاجتماعي والثقافي. إلى الحدّ الذي يمكن القول فيه، حسب
الباحث، أنّ الصراعات السياسية والاجتماعية التي عرفتها البشرية وتزكّيها
المعطيات التاريخية، كانت في مجملها تحمل أبعاد صراع المراكز والهوامش.
ولا يغفل رشيد الحاحي الدور الذي لعبه هذا المفهوم في بلورة فلسفات كبرى
اتخذت منه مرجعا للتأمل والتمحيص والتحليل، وفي مقدمتها فلسفة ميشال فوكو
من خلال نقده للسلطة في شتى أشكالها واستراتيجيات ممارستها، بإبرازه لواقعة
الجنون في كتابه ذائع الصيت تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي، والذي حدّد
الجنون كهامش ينبذه العقل الحديث والمجتمع السويّ. مرورا بكتابات الفيلسوف
جاك دريدا الذي اهتمّ بشكل خاص بالهوامش الواقعة في آخر الصفحة، معلنا قيمة
الهوامش ممّا يجعل من النظام التراتبي بين الأسفل والأعلى متداعيا
ومنهارا. إضافة إلى سيغموند فرويد الذي اكتشف في أطروحة التحليل النفسي
اللاشعور الذي ظل مهمّشا في شخصية الإنسان.

يكشف الباحث النقاب عن مفهوم الهامش ويظهر ذلك الوجه المغاير المغمور
بالنسيان، وهو أنّ الهامش يمتلك مفعولات وقوى جبّارة ودورا مهمّا ومتميّزا
في حياة الإنسان، فالهوامش تكون أكثر إنتاجية وإبداعية وأكثر دينامية
وتحرّكا من بعض المراكز. انطلاقا من كلّ هذا الكلام عن مفهوم الهامش يأتي
الباحث ليبرز لنا هذا المفهوم مرّة أخرى، ولكن هذه المرّة في علاقته
بالأمازيغية. هذه الأخيرة حسب الباحث ظلت محصورة على تخوم الهامش لغة
وثقافة وهوية. وهي وضعية ثمّنتها وزكّتها سياسة المركز واختياراته
الإيديولوجية. على أساس أنّ الإنسان الأمازيغي كان يعيش في ظلّ ثقافته
وهويته ويتواصل بلغته بشكل طبيعي قبل قيام نظام الدولة المركزية الحديثة.

لا يقف الباحث عند رصد الأسباب الكامنة وراء الإهمال والإقصاء الذي يطال
وجود الأمازيغية والاعتراف بوضعيتها الاعتبارية، ولكنّه يسائل الأطراف
الأخرى المشاركة بطريقة أو بأخرى، حول هذه الوضعية المأزومة التي تتعرض لها
الأمازيغية في عقر دارها بدون حسيب ولا رقيب، وهو ما دفع الباحث إلى تناول
مواقف النخب الفكرية المعاصرة بالمغرب ودرجة تأثيراتها بشكل مباشر على
المسار التطوري للحركة الأمازيغية، ككتابات عبد الله العروي وعبد الكبير
الخطيبي وأحمد بوكوس، ومساءلته للمشروع الفكري لمحمد عابد الجابري المتجلّي
في كتابه نقد العقل العربي.

والحقيقة التي يمكن ملامستها عن قرب من خلال ما يقدمه هذا الكتاب، هي
أنّ الإقصاء الذي لازم الأمازيغية في الماضي لم يكن متمركزا على اللغة، أو
هو تعطيل لبرنامج لغوي آلي أو لمجال لغوي محدود، بل هو إقصاء اجتماعي
بالدرجة الأولى لشرائح عظمى من المغاربة.

في نهاية المطاف، هذا الكتاب هو مساهمة نقدية تروم إعادة الاعتبار
للأمازيغية وتبويئها مكانتها العادلة لغة وثقافة وهوية في فضاء مغرب
المستقبل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الأقلّيات والمواطنة في العالم العربيّ (8) الإنسان الأمازيغي والرغبة في الإعتراف :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الأقلّيات والمواطنة في العالم العربيّ (8) الإنسان الأمازيغي والرغبة في الإعتراف

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
انتقل الى: