** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 تآكل المصالح الأميركية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميح القاسم
المد يــر العـام *****
المد يــر  العـام *****
سميح القاسم


التوقيع : تخطفني الغاب، هذه امنيتي الحارقة حملتها قافلتي من : الجرح الرجيم ! أعبر من ازقة موتي الكامن لاكتوي بلهب الصبح.. والصبح حرية .

عدد الرسائل : 3072

تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

تآكل المصالح الأميركية  Empty
08122010
مُساهمةتآكل المصالح الأميركية

تآكل المصالح الأميركية  0
0

في لقاء حصل في نهاية الثمانينيات همس مستشار غورباتشوف "جيورجي آباتوف" في أذن أحد المسؤولين الأميركيين بالعبارة التالية : "000 إننا نصيبكم بخطب جلل000 فنحن نجردكم من العدو".
من حينها وأكاديميّو وكالة الاستخبارات الأميركية يبحثون عن عدو. فهؤلاء كانوا يعتقدون أن التاريخ لم يقدم أي نموذج لأحادية القطب العالمي. وبالتالي فإنهم كانوا مؤمنين باستحالة إلغاء أحد قطبي الحرب الباردة، أو تحويله إلى الشلل في تأثيره العالمي. وإن مثل هذا الشلل قد يحدث تدريجياً ريثما يتكامل قطب عالمي جديد، ليصبح جاهزاً للحلول مكان القطب المهدد بالشلل.
لكن الفراغ حصل، والعدو المفترض لم يتكامل، أو هو على الأقل لم يتظاهر بشكله التنافسي – الصراعي. فكان انتصار الولايات المتحدة مثيراً للهلع لأن المفكرين والسياسيين الأميركيين لم يشكوا لحظة لوجود العدو، ولكنهم لا يزالون عاجزين عن تحديده. وطرحت هذه الأوساط فرضيات عدة منها :
1-
الجريمة المنظمة : التي تحولت إلى مؤسسات عابرة للقارات، تهدف إلى الربح المعتمد على اختراق القوانين. وخصوصاً العالمية، وقوانين القطب المستوحد على الأخص. وهذا العدو غير ممكن تحديده في الزمان والمكان. فهو فاعل داخل الولايات المتحدة ذاتها.
2
- البعث الشيوعي : من المعروف والمسلم به أن فشل التطبيق لا يعني فشل النظرية. ولدى المفكرين الأميركيين عشرات الأمثلة عن انبعاث بعض الحركات السياسية بعد جيل أو جيلين على اندحار تطبيقاتها. ويبقى السؤال عن مكان هذا الانبعاث : هل هي الصين ؟ أو كوبا ؟ أم دول العالم الثالث التي اعتمدت مذاهبها الخاصة في الاشتراكية ؟ أم أنها الدول العربية التي اعتمدت اشتراكية قومية ؟
3 -
الإسلام : الذي مهما قيل عن ضعف دوره العسكري، وعن اختلاف تطبيقاته (التي تحوله إلى عدة إسلامات وليس إسلاماً واحداً) فإنه الطرف الوحيد الرافض مبدئياً للأحادية لأن تعاليمه ترفضها. لكن الحفاظ على الخصوصية شيء، وخوض الصراع العالمي شيء آخر.
حول هذه الهوامات الثلاثة للعدو تمحورت التصورات الأميركية، التي راحت تطلق رصاصها في هذه الاتجاهات الثلاثة عند صدور أية حركة من أحد لكنها كانت رصاصات الخائف، الذي يطلق عياراته، بسبب فقدانه أعصابه، وهو يعلم أنها طائشة ولكنها تمده بمشاعر الأمان.
على هذا الأساس خاضت الولايات المتحدة حرب كارتيل المخدرات، فكانت النتيجة ازدياداً كبيراً في كمية المخدرات المهرّبة إلى داخل الولايات المتحدة، وخاضت حرب الخليج الثانية، واستغلتها لتأمين مصالحها، وتدعيم قدرتها الضاغطة باتجاه سلام يريحها من العبء الاسرائيلي، ولكنها خسرت في المقابل قواعد لعبة الاحتواء المزدوج، ومعها القدرة على التحكم في محاولات انتقال النفوذ.
أما الإسلام، فإني أرد القارئ لتقرير نشرته الكفاح العربي (المجلة) لمراسلها في واشنطن "سمير كرم" قبل بضعة أشهر من نشوب أزمة الكويت، وفيه أن تراجع الأسعار العالمية للنفط يهدد أثرياء تكساس، لذلك فإنهم يضغطون على أصحاب القرار لافتعال أزمة في الخليج، تمنع تدفق نفطه بما يحقق ارتفاع الأسعار. وفي تقرير آخر (لسمير كرم أيضاً) أن الوكالة الأميركية تحدد نقطتين ضعيفتين في الخليج هما : 1 – الكويت و 2 – البحرين. وها هي البحرين قد بقيت منتظرة.
أما عن مناسبة هذه المراجعة، فهي مقالة جديدة لصموئيل هنتنغتون (صاحب مقولة صدام الحضارات) في مجلة شؤون خارجية (أشهر المجلات العالمية السياسية) تحت عنوان : "تآكل المصالح الأميركي (The Erosion of American Interest). والمقالة هي عبارة عن دراسة أكاديمية من فرع المستقبليات، وهي تبدو كتتمة منطقية لمقالته السابقة "صدام الحضارات" التي طرح فيها الإسلام عدواً للحضارة الغربية، والتي أثارت جدلاً، متعدد الأصعدة، غير مرشح للانتهاء في السنوات المقبلة القليلة. في هذه المقالة، ينتقل المؤلف من تحديد هوية العدو، إلى شرح الضرورية الحيوية لوجوده، وإلى تبيان خسارة الولايات المتحدة من غياب هذا العدو.

I- مقالة "تآكل المصالح الأميركية".
تأخذ هذه المقالة اتجاهاً أكاديمياً، يعتمد مبدأ التحليل الثقافي بحيث يبدو الموضوع وكأنه شأن أميركي خالص. لكن المؤلف يعتمد مسلمة علماء النفس القائلة بأن الذات تتموقع بالنسبة للآخر. ويتخذ هذه المسلمة منطلقاً لعرض العديد من التشابكات والتداخلات، ليتحول الموضوع من شأن محلي ظاهرياً إلى مسألة عالمية في جوهيبدأ المؤلف مقالته باستعراض فرضيات تعريف المصالح الأميركية عقب نهاية الحرب الباردة، والتي أثارت جدالاً لم يحسم بعد، بسبب التشويش وعدم وضوح الرؤية في تحديد اتجاهات الأحلاف الفرعية للاتحاد السوفياتي، الأمر الذي أدى إلى تعقد وتشابك الواقع والأوضاع. ونشوء مناخ عالمي جديد غير محدد المعالم. وعدم التحديد هذا يفتح الأبواب واسعة أمام إطلاق التفسيرات والأوصاف المتباينة كمثل وصف "نهاية التاريخ". أو وصف الصراعات الراهنة بأنها ناجمة عن الفقر، أو فرضية النكوص (العودة) إلى السياسات التقليدية وقواها، أو تحول الصراعات إلى الاتجاه العرقي، أو نشوءها بين دعاة العولمة ودعاة التفكك أو أخيراً "صدام الحضارات" (الذي طرحه المؤلف). ويخلص هنتنغتون إلى أن العالم الراهن هو مزيج من كل هذه الصراعات، وفي هذا تراجع عن تأكيداته السابقة، على سير العالم باتجاه صدام الحضارات، وضرورة الاستعداد لهذا الصدام.
على أن الاعتراف بوجود عدة محركات للصراعات، يستوجب أخذها في الحسبان لدى تحديد مصالح أي طرف وتأكيد مصالح الولايات المتحدة التي تمثل قطباً عالمياً أحادياً على علاقة بكل هذه الصراعات. وبما أن المصالح القومية تنبع من الهوية الوطنية، فإن من واجب الأميركيين أن يتعرّفوا إلى أنفسهم وأن يعرفوا من هم بالضبط قبل أن يحاولوا تحديد مصالحهم القومية.
عند هذا الحد وجد المؤلف أن من واجبه أن يعرض رؤيته للهوية الأميركية. وفي العرض رأى لهذه الهوية مكونين أساسيين. أولهما الثقافة. وهي مجموعة القيم والنصوص التي أرساها المستوطنون الأوائل القادمون من شمال أوروبا وبريطانيا خصوصاً. والذين كانوا في أغلبيتهم الساحقة من البروتستانت (الإنجيليين). وهذه الثقافة بنيت على نظام رمزي يضم اللغة الإنجليزية والتقاليد التي نظمت العلاقة بين الدولة والدين. أما ثاني المكونات فهو العقيدة التي اتسع مفهومها ليشمل كل الأفكار والمبادئ التي شكلت نصوص الوثائق الأولى للأميركيين. كمثل الحرية والمساواة والديمقراطية والدستور والليبرالية، والحكومة محدودة النفوذ، واحترام المبادرات الفردية. ويعترف المؤلف أن التغيرات التي أعقبت نهاية الحرب الباردة، قد أصابت جذور الهوية بالاهتزاز، وبالتشكيك (إذا كانت هذه الجذور باقية لغاية الآن). مع هذا الاهتزاز بات الأميركيون يفتقرون إلى "شعور مؤكد" بهويتهم الوطنية. مما جعلهم حائرين في تحديد مصالحهم القومية وتعريفها بالوضوح اللازم. من هنا كان طغيان سياسة المصالح التجارية وسيطرتها على الخارجية الأميركية.
ويعود المؤلف ليرد فقدان القدرة الأميركية على التوجه إلى غياب العدو، فيورد قولاً للروائي الأميركي "جون ابدايك" مفاده :"ما هي الحكمة في أن يكون المرء أميركياً000 دون أن تكون هناك حرب باردة؟!". فالمؤلف يوفق على هذا القول لأن سقوط "امبراطورية الشر" ألغى تهديداتها لنظام القيم الأميركية، فما هو المعنى حقاً في أن يكون المرء أميركياً000؟. ثم يستطرد المؤلف ليوضح أن الأميركيين قد أقاموا "عقيدتهم على أساس أن تكون نقيضاً لآخر غير مرغوب فيه. ففي عصر الاستقلال ميز الأميركيون أنفسهم عن البريطانيين ثقافياً وسياسياً باعتبار أن عقيدة البريطانيين كانت تمثل الظلم والارستقراطية والقهر000 فاعتنقت أميركا النقيض المتمثل بالديمقراطية والمساواة والنظام الجمهوري. وعاشت أميركا حتى نهاية القرن التاسع عشر على أنها نقيض للآخر الأوروبي. من منطلق أن هذا الآخر كان يمثل الرجعية والجمود وقيود النظام الاقطاعي وانعدام المساواة طرحت أميركا نفسها ممثلاً للمستقبل بتقدميته وحريته ونظامه الجمهوري واعتماده مبادئ المساواة. لكن الأمر اختلف مع بدايات القرن العشرين حيث بدأت الولايات المتحدة تلعب دوراً دولياً أكثر إيجابية وتقدماً. واقترن هذا الدور بتراجع الاستعمار وببعض التقدمية الأوروبية. فطرحت أميركا نفسها رائدة للحضارة الأوروبي
الأميركية وباتت تتصدى لمي يتحدى هذه الحضارة وقيمها. في البداية كانت الامبراطورية الألمانية هي التحدي وتلتها النازية. فإذا ما انتهت الحرب العالمية الثانية بإنهاك شديد للدول الأوروبية طرحت أميركا نفسها قائدة للعالم الديمقراطي الحر في وجه عدو آخر غير مرغوب فيه هو الاتحاد السوفياتي وعالمه الشيوعي.

هل تبدأ الثورة العالمية الجديدة من داخل الولايات المتحدة :
بين الأهداف الأساسية للسياسة الخارجية الأميركية الدعم الأميركي المستمر لإسرائيل. وكذلك مشروع مارشال والحلف الأطلسي وتطوير برامج الأسلحة النووية والصاروخية وعمليات المخابرات والمساعدات الخارجية وإزالة أو تقليص معوقات التجارة وبرنامج الفضاء والتحالف العسكري مع اليابان وكوريا ونشر القوات الأميركية فيما وراء البحار وحرب فيتنام والانفتاح على الصين ودعم المجاهدين الأفغان000 الخ.
ويقرر المؤلف أن كل هذه المحاور عرضة للاضمحلال والاختفاء بعد نهاية الحرب الباردة (لانتفاء مبرراتها). فإذا كانت الحرب الباردة قد ساعدت على بلورة هوية أميركية مشتركة، لعبت دور الموجه لحكومتهم، فإن نهاية هذه الحرب عرضت كل المحاور المرتكزة إلى قيم سابقة، للاهتزاز، بما فيها الهوية نفسها.
ويرى هنتنغتون أن من عناصر هذا الاهتزاز، مظاهر ازدياد معارضة الأميركيين للسلطة الفيدرالية، التي تشكل رمز هذه الهوية. وهو يتساءل عن دور هذا الاهتزاز في قيام الوطنيين المتعصبين بتفجير أوكلاهوما، وعما إذا كانوا سيقدمون على مثل هذه الأعمال بوجود تهديد خارجي حقيقي؟.
ويشير المؤلف هنا إلى أن إلصاق تهمة انفجار أوكلاهوما بالمسلمين والعرب إنما كان نتيجة الحاجة النفسية للاعتقاد بوجود عدو جديد خارجي. لكن السخرية (كما يرى المؤلف) أن حادثة التفجير ربما تكون – ولو جزئياً – نتيجة لغياب مثل هذا العدو! كما يرى أن الرئيس العراقي صدام حسين لم يعد كافياً ليكون ممثلاً لهذا العدو. كما أن الأصولية الإسلامية لا تكفي أيضاً، خصوصاً أن قواعدها بعيدة جغرافياً. أما الصين فهي في وضع أكثر تعقيداً من أن تشكل خطراً وشيكاً نظراً لأنها غارقة في مشاكلها.
ويخلص هنتنغتون من هذه المقدمات إلى التنبيه من احتمالات تفسخ المجتمع الأميركي، وهو يرى فئتين من العوامل المشجعة على هذا التفسخ : الفئة الأولى وتتمثل بالتغيير الذي طرأ على حجم الهجرة إلى الولايات المتحدة والمصادر الجديدة لهذه الهجرة (خصوصاً من الدول الشيوعية السابقة). أما الفئة الثانية فتتمثل بتعاظم الاتجاه نحو التعددية الثقافية في المجتمع.
أما الهجرة إلى الولايات المتحدة فقد زادت بشكل درامي وأدت إلى تغيير قوانينها في العام 1965، وتحولت موجات الهجرة الحديثة إلى مصدرين رئيسيين هما آسيا وأميركا اللاتينية، خصوصاً أن لهؤلاء الوافدين معدلات مواليد مرتفعة، الأمر الذي يهدد التوزيع الديموغرافي للمجتمع الأميركي. ويعود المؤلف إلى تقديرات مكتب الإحصاء الأميركي التي تقول أن نسبة تعداد الأميركيين البيض ستنخفض بحلول منتصف القرن الواحد والعشرين من ثلاثة أرباع السكان – كما هي الآن – إلى نصف السكان. وسيتوزع النصف الآخر كما يلي : 25 % من ذوي الأصول اللاتينية، و 14 % من السود، و80 % من الآسيويين مع مهاجري جزر المحيط الهادئ. وهذا التغير سيحمل معه تغييراً في الخريطة الدينية الأميركية، خصوصاً أن المسلمين يتزايدون بكثرة. ومع هذا التغيير الديموغرافي والديني هناك تغيير في مواقف المهاجرين الجدد. فهؤلاء كانوا يشعرون بالتمييز عندما لا تتاح لهم فرص التكامل في المجتمع الأميركي، لكنهم باتوا يحسّون بالتمييز عندما لا يسمح لهم بالاحتفاظ بخصوصيتهم بعيداً عن التيار العام للمجتمع. وبهذا ينتقل المؤلف إلى الفئة الثانية من عوامل التفسخ والتي برزت عقب انتهاء الحرب الباردة، وهي تعاظم الميل نحو التعددية الثقافية، حتى أنه يسجل أن إيديولوجيات هذه التعددية تنكر أو تستنكر عملية الاستيعاب الثقافي للمهاجرين الجدد، كما تنكر أصلاً وجود ثقافة مشتركة (أي أنها ترفض الهوية الأميركية ولا تعترف بها) وهي ترغب في تكوين ثقافات فرعية متميّزة عن التيار العام طبقاً لتميّزها العنصري أو العرقي. ويشير المؤلف إلى حدة هذا الاتجاه لدرجة اعتباره الرئيس كلينتون أول رئيس أميركي يشجع التنوع والاختلاف، بدلاً من تدعيم الوحدة الثقافية للبلاد كما فعل أسلافه.
انطلاقاً من هذه النقاط يوضح هنتنغتون أهمية وحجم التحولات الراهنة وتهديداتها، متعددة الصعد، للهوية الأميركية، ودور هذه التحولات في التغيرات التي ستطرأ على تعريفات المصالح القومية الأميركية في المستقبل المنظور والتي يحدد لها المؤلف النقاط – المنطلقات التالية :
أ-
ترتبط المصالح القومية ( التي يهتم الأميركيون بالدفاع عنها) بنواحي الأمن والرخاء المادي، والجوانب الأخلاقية ومبادئها.
ب-
كان شبح الحرب الباردة يؤمن الحشد الجماهيري للحكومة الأميركية وعليها أن تجد الآن الهدف (أو الأهداف)، التي تؤمن لها استمرارية هذا الحشد.
ج- أكدت دراسة في جامعة هارفارد (1996) الفرضيات القائلة بأن نهاية الحرب الباردة، غيرت فعلياً في طبيعة المصالح الأميركية، وهو تغيير يجب وعيه كي يمكن التحكّم به.
وهنا لا بد من طرح الأسئلة التالية :
1- إذا كان العراق لم يعد كافياً للعب دور كفاية الحاجة النفسية الأميركية لعدو، فلماذا استمرار الحصار على الشعب العراقي؟ وهل كان هذا الشعب في يوم ما مصدراً لشعور الأميركيين بالخطر، أم أنه ذهب ضحية سوء تقدير أميركا لمصالحها؟ (لكن المخالفة المنطقية الأكبر هي الإصرار على الربط بين الشخصين والأمة).
2-
- إذا كان المؤلف مقتنعاً بأن الأصولية الإسلامية لا تشكل عدواً فقط بسبب بعد قواعدها الجغرافية. فإن ذلك يعني أنه يتجاهل راهنية عصر المعلومات.
3-
يرى أن الصين لا تشكل خطراً وشيكاً. وهي عكس الرؤية التنبؤية للرئيس نيكسون الذي قال في مذكراته : "احذروا المارد الصيني إذا أفاق" والذي أصر على التقارب مع الصين وهندسه تجنباً لهذا الخطر. مع إضافة أن شيوعية الصين هي شيوعية قومية. ويمكن للباحث أن يغيّر رأيه إذا نظر للجانب القومي لهذا البلد وليس إلى الجانب الشيوعي.
4-
يتكلم المؤلف عن رغبة المهاجرين الجدد في إرساء ثقافات فرعية وكأنه حديثة أو كأنها نتيجة للحرب الباردة. ويعترف في المقابل بأن هؤلاء، ظلوا لسنوات يشتكون من عزلهم (وبالتالي إجبارهم على إقامة ثقافاتهم الفرعية) عن التيار الأميركي.
5-
يعتبر المؤلف أن الرئيس كلينتون هو أول رئيس يشجع التنوّع والاختلاف. وهذه تهمة غير عادلة، بدليل وجود وقوة تأثير اللوبي اليهودي مثلاً، ومساهمة قائمة طويلة من الرؤساء الأميركيين في دعمه وتشجيعه.
ج صدام الحضارات أم صدام قوميات؟
أهمل المؤلف جملة التغييرات السياسية – الجغرافية التي أعقبت نهاية الحرب الباردة وهو يبحث عن تعريف جديد للمصالح الأميركية. فقد تكلم المؤلف على اهتزاز جذور الهوية الأميركية بعد فقدان العدو000 وهو بذلك يتجاهل إصرار الولايات المتحدة على التبشير بعناصر هذه الهوية ومحاولاتها فرضها عن طريق العولمة أو حتى عن طريق القوة.
في المقابل يتجاهل هنتنغتون التغيرات الطارئة على خريطة العالم والعائدة لانبعاث القوميات، وليس فقط في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي السابق، بل في جميع أنحاء العالم، وحتى داخل الولايات المتحدة نفسها.
فإذا ما قرأنا هاتين النقطتين وجدنا أن العالم يسير باتجاه بعث وإعادة إحياء قوميات (بعد موتها الفعلي) لا سبيل لحياتها إلاّ بحفاظها على هويتها، وخصوصياتها الثقافية، في حين تسير الولايات المتحدة باتجاه فرض هويتها المهتزة كهوية عالمية.
إن المؤلف يدرك هذه النقاط تماماً، لكنه يتجاهلها عن قصد وعمد، لأن عدوى البعث القومي وصلت إلى الأميركيين البيض الذين نظموا ميليشيات يعترف المؤلف بخطرها على الحكومة الفيدرالية. فهل تبدأ الثورة العالمية الجديدة من داخل الولايات المتحدة نفسها؟. إنه السؤال الذي يتجنب هنتنغتون الإجابة عنه!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

تآكل المصالح الأميركية :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

تآكل المصالح الأميركية

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: استـــراجيــات متحـــــــــــــــولة يشاهده 478زائر-
انتقل الى: