الاستقرار الاستراتيجي في عالم متغير

[rtl]الاستقرار الاستراتيجي في عالم متغير[/rtl]

د. صالح لافي المعايطة

[rtl]

يعتبر مصطلح الاستقرار الاستراتيجي تعبيرا كثير الاستعمال ولكنه قليل التحليلات، وينبغي السؤال عما يعنيه هذا المصطلح.. ؟ ورغم عدم وجود تعريف مُتفق عليه حتى في اوساط المتخصصين، فإن المصطلح يُستخدم في النقاشات حول السياسات لوصف أي أمر يتراوح من التكافؤ التقريبي في احجام الترسانة النووية الى الاستبعاد المتصور لأزمة سياسية.
يعتبر الاستقرار الاستراتيجي ظرفا حقيقياّ, غير أنه نسبي فليس هناك في الواقع العملي توازن استراتيجي مثالي، كما انه لا يوجد توازن اقتصادي او بيئي او اجتماعي تام، كما ان الاستقرار الاستراتيجي الحقيقي مثلً افلاطوني أعلى يصلح لأن يكون مقياسا معياريا للحكم على اوضاع العالم الحقيقية، ولكنه بطبيعته لا يمكن تحقيقه كهدف للسياسات، ويمكن بدلا من ذلك إيجاد علاقة ثنائية اكثر استقرارا مع دولة بعينها, او حتى بيئة أمن دولية أكثر استقرارا من البيئة الموجودة حالياً.
إن استنفاذ الاستقرار الاستراتيجي يتطلب منا توسعة المفهوم بحيث يعكس العوامل المتعددة التي تؤثر في الاستقرار الاستراتيجي، ولا شك في انه مرت فترات في التاريخ الانساني كانت العلاقة خلالها غير مستقرة بين الانظمة السياسية، وهذا الامر له انعكاساته على نشوب الحروب، والعوامل التي يمكن ان تُساهم في حدوث عدم الاستقرار لا تحصى، فالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والتقنية وغيرها يمكن ان تؤدي الى توافر شروط عدم الاستقرار سواء لفترة قصيرة او طويلة الامد، وان وضع اوروبا في اوائل القرن السادس عشر يوضح هذه النقطة.
يجب ان تستند أية مناقشة للاستقرار الاستراتيجي المستقبلي الى فهم لكيفية تغُير النظام الدولي خلال العقدين الماضيين، حيث شهد النظام الدولي في القرن العشرين حركتين قاريتين :أحداهما نظام القوى العظمى المتعددة القطبية الذي كان مركزه اوروبا الغربية والوسطى، ولكن هذا النظام انهار تماما في منتصف القرن الماضي، وحل مكانه نظام ثنائي القطبية الثنائية لكنه بالمقاييس التاريخية لم يستمر طويلاّ، ففي أقل من نصف قرن انهار نظام القطبية الثنائية ولكن بقليل من العنف نسبياّ، وقد استمرت حقبة ما بعد الحرب الباردة التي تلت ذلك ما يقارب عقدا من الزمن، وذلك من 26 ديسمبر كانون 1991 تاريخ تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي الى 11 سبتمبر 2001 حادثة تفجير برجي التجارة في نيويورك وقد تميزت هذه الحقبة بأحادية القطبية للولايات المتحدة الأمريكية والهيمنة العالمية المحدودة.
قلما يبرز مفهوم الاستقرار الاستراتيجي-الذي كان سائدا في حقبة الحرب الباردة - في بيئة القرن الحادي والعشرين، فالتركيز الفوضوي في هذه المرحلة على الترسانات النووية - وخاصة الامريكية والروسية - وليس من ضمان لأن لا يحدث صدام بين الصين والولايات المتحدة بسبب القضية التايوانية، وفي ظل التغيرات العالمية التي لا يمكن منعها او التحكم بها، ولكن يمكن التوقف عند النقاط التالية حول الاستقرار الاستراتيجي:
ان الاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية والدينية /الايدولوجية وغيرها تؤثر بعمق في الاستقرار الاستراتيجي.
الاستقرار الاستراتيجي متقلب ومائع وضبابي الى درجة اصبح المصطلح معها اشكاليا.ولاسيما ان الاستقرار وعدم الاستقرار الاستراتيجي ليسا حالتين مطلقتين، ولاسيما في نظام متذبذب للتعددية القطبية.
من الممكن ان يقوم القادة الواثقون من استقرار النظام الدولي باتخاذ قرارات تزيد من احتمالات الحرب.وليس الاستقرار الاستراتيجي جيدا بطبيعته، فقد يكون عدم الاستقرار احيانا سبيلا الى التغيير الايجابي.
لا يمكن زيادة الاستقرار الاستراتيجي بشكل موثوق من خلال مراقبة التسلح او ما شابه من الاجراءات، ويقول معظم المحللون لو ان الولايات المتحدة انخرطت في نقاش عميق ومنظور للاستقرار الاستراتيجي سيجعل مصطلح الاستقرار الاستراتيجي في مكان راسخ في السياق السياسي للقرن الحالي.[/rtl]

الاستقرار الاستراتيجي في عالم متغير

الاستقرار الاستراتيجي في عالم متغير :: تعاليق

الاستقرار الاستراتيجي في عالم متغير