** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 طيران مستحيل(*)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نابغة
فريق العمـــــل *****
نابغة


التوقيع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة

عدد الرسائل : 1497

الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة
تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي

تاريخ التسجيل : 05/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

طيران مستحيل(*) Empty
07022016
مُساهمةطيران مستحيل(*)

طيران مستحيل(*)
لا يمكن لحوامة (1) أن تطير بقوة البشر(2)، هذا ما استنتجه بعض الخبراء.
وقد أثبت خطأ ذلك مهندسان شابان؛ ففازا بجائزة قدرها ربع مليون دولار.
 
 باختصار

  طوال أكثر من 30 عاما أخفق مصممو الطيران في تصميم حوامة تعمل بقوة البشر تحلق مدة دقيقة واحدة فقط، وذلك بسبب التحديات المحبِطة المتمثلة بالطيران الشاقولي ومحدودية قوة البشر. وبقيت جائزة سيكورسكي(4) التي عرضتها جمعية الحوامات الأمريكية(3) لتحفيز المهندسين من دون أن يفوز بها أحد.

  لكن مهندسَيْن من تورنتو، هما <T. ريتشرت> و <C. روبرتسون>، اختارا مراوح عملاقة للتعويض عن القوة المحدودة للبشر، واستقصيا جميع الافتراضات الخاصة بتصميم حوامة، وحلَّقا في عام 2013 وفازا بالجائزة.

  لقد بينت تلك الطائرة الناجحة التي صُنعت من مواد بسيطة، ومن قبل فريق صغير، أن الابتكار المتطور ليس حكرا على الشركات الكبيرة بتقاناتها المتقدمة.

 
 
[rtl]في عام 2011 عندما شرع <T. ريتشرت> و <C. روبرتسون> في صنع حوامة تعمل بقوة البشر، ويمكنها أن تحلق على ارتفاع عشر أقدام، وأن تحوم في المكان ذاته مدة ستين ثانية، واجهتهما عقبة أساسية: فمن المفترض أن ذلك مستحيل.
 
[/rtl]
[rtl]لقد توصل الخبراء إلى تلك النتيجة بعد ثلاثين عاما من الإخفاق والحوادث، ابتداء من عام 1980، عندما رصدت جمعية الحوامات الأمريكية(3) (المعروفة الآن بالجمعية الأمريكية الدولية للحوامات) جائزة مقدارها 000250 دولار أمريكي لتجربة طيران ناجحة بقوة البشر. وأوحت الأدلة كلها أنه لا يمكن لطيار منفرد أن يولد طاقة كافية للطيران بذلك الارتفاع وتلك المدة. فقد أجرى مهندس الطيران [من جامعة مانشستر بإنكلترا] حسابات في بحث له نشره في عام 2007 في مجلة جمعية الحوامات الأمريكية، وأعلن فيه أن تلك الفكرة لن تنجح، وأن أي طائرة تقوم عليها لن تطير: «عموما، لا يمكن تحقيق جميع متطلبات... جمعية الحوامات الأمريكية عمليا.»
 
[/rtl]
[rtl]ولم يعلم <ريتشرت> البالغ 32 عاما، و <روبرتسون> البالغ 27 عاما، بورقة <فيليپن> البحثية إلا بعد أن حصلا على جائزة سيكورسكي(4) التي رصدتها جمعية الحوامات الأمريكية، وسجلا في الشهر 6/2013 رقما قياسيا بالطيران بواسطة آلتهما العملاقة المسيرة بأربع مراوح ودراجة عادية، والتي أطلقا عليها الاسم أطلس Atlas.
 
[/rtl]
[rtl]فعلى غرار دمية مدهشة صنعت من مجموعة بناء پول بنين(5)، تتألف أطلس من أربع دعامات مصنوعة من أنابيب من الألياف الكربونية وكبال من ألياف خيطية متطورة، جمعت معا في هيكل ضخم له شكل X مقعر، ويساوي طول بعده القُطري 88 قدما. وتتموضع المراوح الأربع، التي يساوي قطر كل منها 67 قدما، والمصنوعة من خشب البلسا(6) الخفيف، والمغلفة بغشاء شفاف من البلاستيك المقاوم للحرارة، على نهايات أذرع الهيكل X. وتتدلى بواسطة حبال من مركز الهيكل، المتقوس بمقدار 12 قدما فوق الأرض، دراجةُ سباق عادية معدلة، يوفر بواسطتها <روبرتسون>، وهو محرك أطلس البشري، الطاقة التي تشغل المراوح عن طريق نظام معقد من البكرات والحبال؛ وتلك الطاقة هي التي ترفع الطائرة البالغ وزنها 121 باوندا(7) pound عن الأرض.
 
[/rtl]
[rtl]وبيَّن طيران حوامتهما الذي استمر 64 ثانية، بعد فشل كثيرين قبلهما، أنه يمكن لمجموعة ذكية صغيرة أن تحل أصعب المشكلات في مجال تهيمن عليه عادة فرق كبيرة من المهندسين الذين يعملون لدى شركات كبيرة كشركتيLockheed Martin و Northrop Grumman. ويقول <B. هيان> [المهندس الرئيسي لدى شركة سيكورسكي لصناعة الطيران ورئيس لجنة جائزة سيكورسكي لعام 2013] إنه كان على المصممَيْن الشابين تحديد الحجم والوزن المثاليين لطائرة ذات مصدر طاقة محدودة جدا، والتصميم الأمثلي للمراوح، ومنظومةٍ عمليةٍ للتحكم في الطيران. ويشير إلى أن هناك دروسا مهمة للصناعة هنا، أهمها هو استعداد <ريتشرت> و <روبرتسون> للفشل المتكرر وإدخال تغييرات أساسية في التصميم سريعا. «وهذا هو الشيء الذي لا تستطيع الشركات الكبرى أن تقوم به،» كما يقول <هيان>.
 
[/rtl]
[rtl]وفي استعراض آخر لقوة القلة(8)، أصبح الآن البرنامج الحاسوبي، الذي كتبه <ريتشرت> و <روبرتسون> لاستمثال(9) تصميمهما، جزءا من مجموعة أدوات ناسا البرمجية المستعملة لتصميم حوامات تحلق مسافات أبعد مما فعلته أطلس. ويخطط هذان المهندسان لاستعمال ذلك البرنامج في عام 2015 لتصميم طائرة تعمل بقوة البشر وتدخل المنافسة على جائزة ماراثون <كريمر>(10) Kremer Marathon التي سوف تُمنح لأول طائرة تقطع مسافة 26 ميلا في أقل من ساعة (الرقم القياسي الحالي للسرعة هو 27.5 ميلا في الساعة، وقد سُجِّل خلال طيران دام مدة لم تزد على الدقيقتين إلا قليلا.)
 
[/rtl]
[rtl]عند الكتابة عن <ريتشرت> و <روبرتسون>، فإنه من الصعب عدم ذكر شخصين آخرين من ذوي المهارات المتعددة، هما الأخوان <O. وW. رايت>. فعلى غرار الأخوين <رايت>، فإن هذين الشابين، اللذين اجتمعا سوية عندما كانا طالبين في كلية الهندسة بجامعة تورنتو، وحاليا يديران الشركة AeroVelo التي تمثل «مختبر الابتكار والتصميم» الخاص بهما، وهما يتشاركان الشغف بالطيران بقوة البشر. ويقول <ريتشرت> إنهما يريدان «تشجيع الناس على رؤية ما يمكننا فعله إذا ما أعطينا الأولوية إلى الكفاءة». وهذا هو سبب أنهما غالبا ما يستعملان مواد عرفت منذ عقود، كخشب البلسا، والستيروفوم والبلاستيك المقاوم للحرارة، وهو السبب الذي جعلهما أيضا يقبلان بقيود العمل بقوة البشر. وهذا يعني أنهما لا يستطيعان أن يذهبا ويشتريا محركا أفضل وفقا لقول <روبرتسون>: «عليك أن تحل مشكلاتك من دون تغيير في موارد الطاقة لديك، إذ لا يمكنك أن تزيدها». وبالتأكيد، فإن <O. وW. رايت>، اللذين كانا يمتلكان متجرا لبيع الدراجات العادية، كانا سيقدران الدور المحوري للدراجة العادية في اختراعات <ريتشرت> و <روبرتسون>. وإضافة إلى الطائرة أطلس، قام هذان الشابان ببناء طائرة ناجحة ذات جناحين مرفرفين تعمل بواسطة دراجة عادية أسمياها ornithopter.
 
[/rtl]
طيران مستحيل(*) 2015_06_05_71
شغل محركاتك: <ريتشرت> جالس على منظومة التحكم في أطلس، في حين أن <روبرتسون> يضبط الأسلاك.
 
[rtl]إلا أن ما هي أكثر شبها بالأخوين <رايت> لدى <ريتشرت> و <روبرتسون> هي طريقتهما. ويقول <روبرتسون>: «كان الأخوان <رايت> ميّاليْن إلى العمل الميكانيكي. فقد عرفا كيف يطوعا ويضبطا الأشياء، وكانا أيضا ضليعين علميا، وتلك هي الخلطة التي تحتاج إليهما حقا.»
 
[/rtl]
[rtl]لم يكن هذان المهندسان الكنديان من مصممي الحوامات، وهذا هو سبب جهلهما بالمقالات العلمية التي أكدت عبثية محاولاتهما. بيد أن ما عرفاه هو أن الحسابات المعقدة التي كان عليهما القيام بها تحتاج إلى مدة طويلة من وقت حاسوب فائق لا يمكن لهما توفير تكلفته. فقد شعرا بأن عليهما تحسين برنامجهما بحيث يتجاوز الطريقة الشائعة في تصميم الطائرات، والتي تقوم فيها فرق عمل منفصلة بتطوير المكونات البنيوية والإيروديناميكية(11)، وتتداولها فيما بينها جيئة وذهابا. ويقول <روبرتسون> إن تلك العملية لا تعطي «حلا مثاليا من الناحية الإيروديناميكية، ولا من الناحية البنيوية.»
 
[/rtl]
[rtl]إن ما كانا بحاجة إليه لمعالجة جميع هذه القضايا هو برنامج يدمج معا العناصر البنيوية والإيروديناميكية من موسطات التصميم الخاصة بالحوامات التي تعمل بقوة البشر. وكان من الضروري أيضا أن يكون تنفيذ البرنامج رخيصا وسريعا.
 
[/rtl]
[rtl]لذا, كتبا برنامجا على حاسوبيهما في عملية مجهدة دامت خمسة أشهر، واستندا جزئيا إلى عمل سابق لـ <ريتشرت> يخص الطائرة ornithopter حصل بنتيجته على درجة الدكتوراه. وللانتقال من حاسوب فائق لا يمكن تحمل نفقاته إلى حاسوب محمول، قررا التضحية بالنمذجة العالية الدقة لأشياء من قبيل انسياب الهواء حول المراوح، والاستعاضة عنها بنماذج ذات دقة متوسطة. ويمكن للبرمجيات العالية الدقة أن توفر تفاصيل دقيقة لما يحصل عندما تكون الظروف الإيروديناميكية معقدة جدا، كتلك التي تكون عند حواف المراوح. إلا أن ذلك ضروري لتصميم الطائرات التجارية، وليس لطائرة بطيئة ومنخفضة جرى تعديلها بسهولة مثل أطلس. ويقول <روبرتسون>: «إن الدقة المتوسطة تتيح لك دائما الحصول على جواب بخطأ ضمن حدود 2 في المئة تقريبا من الجواب الصحيح، وهذا ما كنا نبحث عنه حقا.»
 
[/rtl]
[rtl]لقد مكنهما برنامجهما من اختبار تصميم أي مروحية تقريبا بواسطة حاسوبيهما. فقد أدخلا فيه عشرات المتغيرات المختلفة لتصاميم مقترحة، من قبيل الشكل الهندسي للمراوح، وأوزان وأبعاد وأنماط إخفاق مواد البناء التي من مثل أنابيب ألياف الكربون. وعالج البرنامج تلك البيانات كلها في غضون دقائق، وأعطى التصميم الأمثلي للطائرة المطلوبة، والحد الأدنى من الطاقة اللازمة لرفعها في الهواء. ويجري الآن استعمال البرنامج ضمن مكتبة برمجيات ناسا، لأنها استحسنت الطريقة التي قارب بها الجواب الصحيح بسرعة كبيرة.
 
[/rtl]
[rtl]وكان قرار التصميم الأول الذي اتخذه <ريتشرت> و <روبرتسون> هو الانتقال إلى التكبير: أي إلى أذرع طويلة وشفرات مراوح كبيرة لتحقيق أقصى قدر من قوة الرفع. ولدى مشاهدة الڤيديو الخاص بتحليق أطلس حينما ربحت الجائزة، قد تبدو مراوحها الدائرة بسرعة عشر دورات في الدقيقة أبطأ كثيرا من أن تكون فعالة. لكن مقاسها الكبير، لا سرعتها، هو الذي وفر القوة التي رفعت الحوامة عن الأرض. لقد أدرك الاثنان أن إخفاقات المحاولات السابقة هي التي حدت، من دون مسوغ، من مقاسات الحوامات والمراوح التي تجعلها ملائمة لأمكنة من مثل الصالات الرياضية. لكن هبات الريح في الهواء الطلق يمكن أن تكون أقوى مما يمكن لهذه الطائرات الحساسة أن تتعامل معها أيضا. لذا، اتفقا على أن البقاء في مكان مغلق هو فكرة جيدة، لكنهما وجدا أن الصالات الرياضية أصغر كثيرا من أن تكون ملائمة لمثل هذه المحاولة. وهذا هو سبب اختيارهما لحظيرة كهفية مهجورة شمال تورونتو ثم لملعب كرة القدم بالقرب من المدينة نفسها، ليكونا موئلا للحوامة التي تعمل بقوة البشر، على غرار Kitty Hawkا(12).
 
[/rtl]
[rtl]وكان القيد الرئيسي الآخر لتصميم أطلس هو وزن واستطاعة محركها، وهو <ريتشرت> الذي يزيد طوله قليلا على خمس أقدام وعشر بوصات(13)، ويزن نحو 180 باوندا. فقد تطلب تصميم الطائرة أَلّا يزيد وزن الطيار على 165 باوندا، ولذا كان على <ريتشرت> أن ينقص وزنه بمقدار 15 باوندا. وكان عليه أيضا أن يولد ما يكفي من الطاقة أثناء التحليق ليرفع نفسه مع الطائرة التي تزن 121 باوندا، أي ما مجموعه 286 باوندا، حتى الارتفاع المطلوب الذي يساوي عشر أقدام، والبقاء في الأعلى مدة الدقيقة المطلوبة. وتمثلت الاستطاعة التقديرية المستهدفة، وهي تابعة لوزن الطائرة الكلي ولمقاس المراوح الأربع، بدفعة أولية تساوي نحو 1000 واط للإقلاع، تليها استطاعة ثابتة تساوي نحو 600 واط للمدة المتبقية من التحليق. ومن حيث المبدأ، كان الأمر كالجري مسافة 100 متر بسرعة قصوى، يليه جري مسافة 400 متر بسرعة أبطأ قليلا.
 
[/rtl]
[rtl]ويتصف <ريتشرت>، الذي قد يكون أكثر مهندسي الطيران لياقة في أمريكا الشمالية، بأنه رياضي متفانٍ، وقد شارك في مباريات تزلج كندية من أعلى المستويات. وبوصفه جزءا من الطائرة، كان عليه أن يهتم مع <روبرتسون> بالقياسات كثيرا. ويقول <ريتشرت>: «حالما تستطيع قياس الشيء، يمكنك تحسينه». وخلال دورته التدريبية التي استغرقت أشهرا، استعمل مع <روبرتسون> منظومتي قياس طاقة لقياس ما ينتجه من الطاقة. وقد ساعد <ريتشرت> على تحقيق المطلوب إنقاصه لوزنه حتى 160 باوندا، أي إلى أقل من الوزن المستهدف بخمسة باوندات، مقلصا بذلك مقدار الطاقة اللازمة لتحليق الحوامة من دون خفض كبير في استطاعة المحرك.
 
[/rtl]
طيران مستحيل(*) 2015_06_05_73
نحو الأعلى: تقلع أطلس في تحليق فاز بجائزة عام 2013، وتمخر مراوحها الأربع الهواء في ملعب كرة قدم مغلق. و<ريتشرت>، المعلق تحت الشفرات والذي يدور الدواسات بقوة، يحافظ على الطائرة مستقرة في الأعلى مدة تزيد على الدقيقة.
 
[rtl]ولضمان أداء أفضل، يوقِّت الرياضيون المتميزون تدريبهم عادة بحيث يصلون إلى مستويات الذروة من اللياقة البدنية قبل المباريات. لكن التأخير المتكرر لأسباب تقنية، أجبر <ريتشرت> على الحفاظ على أعلى مستوى من القوة واللياقة البدنية طوال أكثر من تسعة أشهر. والمدهش هو أنه تجاوز أثناء التحليق الذي فاز فيه الاستطاعة المستهدفة، إذ ولد 1100 واط (أي ما يقارب 1.5 حصان بخاري) خلال الاثنتي عشرة ثانية الأولى قبل أن يتراجع إلى ما متوسطه 690 واطاً خلال المدة المتبقية لوجود أطلس في الهواء، والتي بلغت 64 ثانية.
 
[/rtl]
[rtl]لقد صنع <ريتشرت> و <روبرتسون> وفريقهما المكون من ثمانية طلبة في جامعة تورونتو، الحوامةَ أطلس في صيف عام 2012. ومع أنهما كانا يبنيان آلة رائعة لتحقيق هدف «مستحيل»، فإنهما لم يهدرا وقتا أو مالا في جهود غير مفيدة، أو على مواد غير مألوفة. ولجآ إلى الحلول المعروفة ما أمكنهما ذلك، مستعملين عناصر جاهزة بغية خفض التكاليف، وركزا اهتمامها على المشكلات التي هي أكثر إلحاحا. وبدلا من صنع دراجة خفيفة جدا خاصة بهما، على سبيل المثال، قاما بتعديل الدراجة Cervélo R5ca المتوفرة في الأسواق، وهي واحدة من أخف الدراجات العادية المتاحة. ووفقا لما يحب <روبرتسون> أن يقوله لمجموعات طلبة المدرسة الثانوية الذين يتحدث إليهم أحيانا، فإن معظم المواد التي استعملاها لصنع أطلس كانت متوفرة في متاجر مواد الحرف والهوايات التجارية التي من مثل Michaels. وكانت المادة ڤكتران Vectran، وهي من ألياف بوليمر البلورات السائلة، أحدث منتج استعملاه لصنع حبال متطورة ذات مقاومة شد استثنائية دون حصول تغير في أبعادها، إي إنها لا تمتط حين تحميلها.
 
[/rtl]
[rtl]ويقول <ريتشرت> إن الرياضيات المعقدة والخوارزميات الحديثة أخلت السبيل أثناء العمل في الحظيرة بشمال تورنتو أمام الحدس والتجربة والخطأ. وأحد أوائل ضحايا العملية كان نظام التحكم في أطلس، وهو جملة معقدة من الرافعات والأسلاك الموصولة مع جنيحات صغيرة على شكل حرف مثبتة على نهايات المراوح. فقد كان من المفترض منع الحوامة من الانزياح إلى خارج حيز مساحته عشرة أمتار مربعة، منصوص عليه في قواعد جائزة سيكورسكي، وذلك بتغيير درجة ميل المراوح.
 
[/rtl]
[rtl]لكن، نظرا للتأخير الكبير بين الإجراء الذي يتخذه الطيار وحصول النتيجة، فإن منظومة التحكم المعقدة لم تعمل. «لقد كانت رائعة حقا من الناحية الميكانيكية،» كما يقول <روبرتسون>، إلا أنها لم تستطع منع الانزياح. لذا، استعاضا عنها بمنظومة أبسط، وذلك بتغيير مسار بضعة حبال تربط الجزء السفلي من الدراجة بمحاور المراوح الأربع. وهكذا تحكم الطيار في الانزياح، وذلك بالانحناء إلى الأمام للتحرك إلى الأمام، ويسارا للتحرك يسارا.. إلخ. «لا أزال عاجزا عن تصديق أن الفكرة قد نجحت،» كما يقول <ريتشرت> الذي يمكن أن يُرى مائلا بقوة نحو اليمين معظم الوقت في ڤيديو تحليق الفوز بالجائزة. وهذه الطريقة لم تمكن أطلس من التحليق بسهولة فحسب، بل خفضت أيضا وزنها الكلي بنسبة 10 في المئة. وقد أدى ذلك، مع التقليص الناجم في مقاومة الجر، إلى تقليل الاحتياجات من الطاقة بنسبة هائلة بلغت 20 في المئة.
 
[/rtl]
طيران مستحيل(*) 2015_06_05_74
طيران مستحيل(*) 2015_06_05_75_a
طيران مستحيل(*) 2015_06_05_75_b
طيران مستحيل(*) 2015_06_05_75_c
كيفية عمل أطلس: تبدو الطائرة، وهي بكاملها على الأرض، على شكل X مع مروحة في نهاية كل زاوية (1). وتوفر شفرات المراوح ذات الغلاف المصنوع من البلاستيك الحراري قوة الرفع (2). ويدوّر <ريتشرت> دواسات الدراجة العادية التي تفتل مسنناتها أسلاكا تدوّر المراوح (3). وتحت كل مروحة، تعمل نوى من الكيڤلار Kevlar الأصفر وألياف الكربون بصفتها بكرات للكِبال (4).
 
[rtl]لقد تحطمت أجزاء من الطائرة الهشة دائما أثناء الاختبارات، ومن أمثلة ذلك حادثان مثيران حصلا قبل بضعة أسابيع من التحليق الناجح. وقد حصل الحادثان كلاهما نتيجة لظاهرة إيروديناميكية تسمى حالة الدوامة الحلقية(14)vortex ring state، وفيها تغرق المراوح الدوارة في الهواء الذي تكون قد دفعته إلى الأسفل فعلا، وتفقد قوة الرفع. وتفحَّص المهندسان المراوح عن كثب، فوجدا أن حوافها الأمامية ليست ملساء بقدر كاف: فالغلاف المصنوع من البلاستيك الحراري، الذي جرى تطبيقه على وجه السرعة في سباقهما مع الزمن لاستكمال صنع الطائرة، احتوى على بقع خشنة أدت إلى مقاومة زائدة. فقاما بتنعيمه بعناية، وقصَّرا أطوال الدعامات المكونة من ألياف الكربون، وزادا من صلابة منظومة التربيط السلكية على أذرع المراوح.
 
[/rtl]
[rtl]وكانت تلك الإصلاحات مجدية. فبعد ثمانية أسابيع من الحادث الثاني، فازا بجائزة سيكورسكي. وشوهد الڤيديو، الذي يظهر ذلك التحليق، والذي يبدو فيه <ريتشرت> طائرا وكأنه معلق برافعة بناء أفقية مجهزة بمراوح ضخمة، أكثر من 3.1 مليون مرة في اليوتيوب. لقد كان الهدف من المسابقة تحفيز الجيل القادم من المهندسين، والاستحواذ على خيال العامة. وبمعايير اليوتيوب، فقد كان تحليق أطلس ناجحا.
 
[/rtl]
[rtl]وبعد تحليق <ريتشرت> الناجح، سنحت الفرصة لجميع أعضاء الفريق ليحلقوا بأطلس، حيث ارتفع كل منهم قدما أو قدمين عن الأرض على الأقل. ويقول <روبرتسون>: «قبل ذلك اليوم، كان عدد الناس الذين مشوا على سطح القمر أكبر من عدد أولئك الذين طاروا بمروحية تعمل بقوة البشر، ونحن ضاعفنا هذا العدد.»
 
[/rtl]
[rtl]وعندما يتحدث <ريتشرت> عن أسباب نجاحه ونجاح <روبرتسون>، فإنه يذهب إلى ما هو أبعد من التقانة. فهو يتحدث عن التزامهما القيام بما هو مستحيل، أو محاولة القيام بذلك على الأقل. وهو يقول: «عليك أن تضع أهدافا مجنونة، لأن هذا هو ما يحفز الناس.»
 
[/rtl]
[rtl]ويقول <روبرتسون> إن هناك الكثير من الأهداف العادية وغير الخيالية التي يجب العمل على تحقيقها، وقد طرح معايير كفاءة الوقود لتكون مثاله الرئيسي على ذلك. فهو يقول إن جهود الحكومة المثيرة للإعجاب والرامية إلى زيادة الكفاءة الكلية لوقود السيارات، ومنها الهدف الأمريكي الحالي المتمثل بالوصول إلى 54.5 ميلا للغالون الواحد بحلول عام 2025، وتلك زيادة تعادل 88 في المئة من الشائع حاليا، ليست طموحة بالقدر الكافي. ويقول: «لو أمرت الحكومة فجأة بزيادة مقدارها 1000 في المئة في اقتصاد الوقود، فإنك تكون قد أجبرت الجميع على التوقف والتفكير في المسألة بشكل مختلف كليا». ويضيف أن ذلك يمكن أن يساعد على إطلاق حقبة جديدة في النقل العالي الكفاءة.
 
[/rtl]
[rtl]لكن ذلك يمثل أيضا طرحا غير مقبول في الأوساط السياسية ودوائر رسم السياسات، لأسباب واضحة. و <ريتشرت> و <روبرتسون> يعرفان ذلك. إلا أن ما يأملان به هو أن تشجع هذه الأهداف السامية على اتباع طريقة جديدة في النظر إلى المشكلات التي تبدو مستعصية الحل. ويقول <ريتشرت>: «إن الاضطلاع بالمستحيل ليس أسهل بالضرورة، لكنه أكثر إشباعا، وأكثر تحفيزا، وفي النهاية، أكثر أهمية.»
 
[/rtl]
[rtl]وفي خريف عام 2014 حاول الرجلان كسر الرقم القياسي الدولي لسرعة الدراجات العادية، والتي تبلغ 83.127 ميلا في الساعة، وذلك في سباق أقيم في Battle Mountain بنيڤادا، لكنهما أخفقا في ذلك مقصِّرين بنحو أربعة أميال ونصف في الساعة. وسوف يعودان في عام 2015 إلى التحليق في الهواء ضمن مشاركة في تحدٍ آخر يعتمد على قوة البشر لم ينجح فيه أحد طوال عقود، وهو جائزة ماراثون <كريمر> التي تساوي 000 50 جنيه إسترليني مقابل تحليق يغطي مسافة 26.2 ميلا في ساعة واحدة أو أقل. وهما يقومان بالفعل بتحديد عوائق ومتطلبات تلك المسابقة، وهما واثقان من أنه يمكنهما تحقيق فوز آخر غير متوقع.
 
[/rtl]
[rtl]لكن نظرا لأن الطائرة الوحيدة التي تعمل بقوة البشر، والتي وصلت إلى تلك السرعة، قد سقطت بعد نحو دقيقتين من إقلاعها، أي قبل أن تقطع مسافة السباق بمدة طويلة، فإنه يمكن للمرء أن يستنتج أنه «لا يمكن عمليا تحقيق» متطلبات الحصول على الجائزة. ويمكن للمرء أن يستنتج أيضا، وعلى نحو صحيح، أن هذا بالضبط هو ما يريد <ريتشرت> و <روبرتسون> أن يسمعاه.
 
[/rtl]


[rtl]المؤلف[/rtl]
 
   David Noonan
  <نونان> كاتب مستقل في مجال العلوم، ومحرر رئيسي سابق لدى مجلة Newsweek.
طيران مستحيل(*) 2015_06_05_72



  مراجع للاستزادة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

طيران مستحيل(*) :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

طيران مستحيل(*)

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: منبر البحوث المتخصصة والدراسات العلمية يشاهده 23456 زائر-
انتقل الى: