** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 نيتشة والعدمية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سبينوزا
فريق العمـــــل *****
سبينوزا


عدد الرسائل : 1432

الموقع : العقل ولاشئ غير العقل
تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..

من اقوالي
تاريخ التسجيل : 18/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5

نيتشة والعدمية Empty
28072015
مُساهمةنيتشة والعدمية

نيتشة والعدمية

نيتشة والعدمية 220px-portrait_of_friedrich_nietzsche(4)

في احدى رسائل نيتشة التي كتبها عام 1886 يذكر: ان المثالية الانسانية كلها على وشك التحول نحو العدمية – نحو الايمان بعدم الجدوى و الخواء المطلق .... نحو تحطيم المثل، الفراغ الفكري والروحي الجديد، الفنون الجديدة لإدامة الوجود، وجودنا نحن البرمائيين.
هذه العملية يجب استمرارها والمثابرة عليها: ليست هناك عودة للوراء، ولا اندفاع متهور للامام. في الوقت الحاضر نحن نقوم برواية تقليدية ساخرة لكل القيم السابقة ولأحلام نيتشة في الخروج من الكمال.
هو يقصد بالمثالية الطريقة التي ادركت بها البشرية وجودها على الارض وعرضت فيها القيم والمثل: هي لم تعرف ذاتها ولم تعرف ماذا كانت تعمل. هناك نموذجان من التفكير يعكسان حالياً ما فيهما من نقص: الاول هو المثالية لأننا مع ما في حوزتنا من اصناف لم يعد بامكاننا ايجاد معنى لكل ما يحدث، الثاني، الميكانيكية: النظرية الميكانيكية لن تحتاج ولن تخلق انطباع بالاّمعنى.
العدمية تدل على الخبرة بخفض القيم العليا. فلا توجد حالياً غاية، ولن نجد جواباً للسؤال الى اين؟. هذا يشير الى ما يطلق عليه نيتشة بـ "العدمية الراديكالية": حيث يصبح من المتعذر الدفاع عن الوجود بالنسبة للقيم العليا التي يعترف بها الفرد. كذلك، هناك ادراك اننا نفتقر للحق بافتراض الما وراء كمصدر للحقيقة والقيمة، وبذاتية الاشياء المجسدة دينيا واخلاقيا. 
العدمية يجب النظر اليها "كمرحلة انتقالية مرضية"، وهي تأثير سايكولوجي ضروري طالما يصبح من الصعب الدفاع عن الايمان الروحي وعن قسرية النظام الاخلاقي. المرضية تأتي من التعميمية الهائلة ومن الاستدلال بعدم وجود معنى اطلاقاً.
نحن فقدنا المحفز الرئيسي (وجودنا لم يعد ملفتاً)، اصبح مرهقاً: نحن لا نستطيع بلوغ المرتبة التي وضعنا فيها القيم ولا نعرف كيف نقيّم المرتبة المتبقية، المرتبة التي نعيش فيها ومقيدين بها (الارض). نحن نشعر الآن بعار جديد تجاه انفسنا: كيف لنا ان نخدع انفسنا كل هذه الفترة الطويلة؟ (العار القديم كان موجّه لطبيعتنا الحيوانية). "الاخلاق" نتعامل معها الآن كمشكلة ، فما هي؟ هي طريقة لإعادة ظهرنا للوجود عبر خيال وفنتازيا النقاء، السلام، الخير، الجمال وغيرها. نحن الآن نمارس احساساً عارماً باليأس.
عندما ندرك ان حاجاتنا السايكولوجية هي التي نسجت العالم، سنصل الى "الشكل الاخير" من العدمية: وهو يأخذ شكل عدم الايمان باي عالم ميتافيزيقي ويحول بيننا وبين الايمان بـ "العالم الحقيقي". هل نستطيع تحمّل العالم الجمعي؟ يكتب نيتشة باختصار في احدى رسائله: "هو في تضاد مع الرغبة بالوئام وحب السلام، وهذا يتضمن كل محاولات التوحد الوجودي".
العدمية بمعناها الايجابي يمكن ان تكون المثال لـ أعلى درجات القوة في الروح، الحياة الاكثر غنىً التي هي مدمرة جزئياً، وهزلية في جزئها الاخر(هذه العدمية هي التي حفزت اعمال مفكري ما بعد الحداثة مثل ريجارد رورتي Richard Rorty و غاني فاتيموGianni Vattimo ). 
وباعتبارها انكاراً للعالم الحقيقي (عالم الوجود الحقيقي) فان العدمية تُعتبر كطريقة دينية في التفكير. ان وصول العدمية الى وعينا هو شيء غامض لدى نيتشة: فمن جهة، انها قد تكون علامة للقوة المتزايدة للروح، ومن جهة اخرى وبنفس المقدار هي ربما اشارة للقوة المتناقصة. الاعراض ذاتها قد تشير للضعف وللقوة. 
الى جانب ضجرنا الحديث هناك القوة غير المختبرة والفعالة للروح، وعليه فان نفس الاسباب التي تنتج الضآلة المتزايدة للانسان هي ذاتها تدفع اقوى وأندر الاشخاص صعوداً نحو العظمة. يتسائل نيتشة ما اذا كان غير صحيح القول ان كل حركة مثمرة للانسانية لا تخلق بنفس الوقت حركة عدمية: هي قد تكون اشارة للنمو الحاسم والاكثر جوهرية في الانتقال نحو ظروف جديدة للوجود ... 
يرى نيتشة ضرورة ان تُواجه العدمية وتُستكمل طالما اي محاولة للهروب منها دون اعادة النظر بقيمنا سوف تُنتج العكس وتجعل المشكلة اكثر حدةً. لدى نيتشة هناك العديد من الاشكال غير التامة للعدمية. احد تلك الاشكال هو الاشتراكية. مشكلة الاشتراكية لدى نيتشة هي انها علمانية تماماً، لا تمتلك تصوراً عن الابدية (التي يجب ان تُفهم الآن وفقا لحياتنا الواقعية وليست وفق فنتازيا الدين او الميتافيزيقا). الاشتراكية هي تعليم موجّه للافراد الذين هم في حالة انتقال صرف يكرسون طاقات وجودهم ليعيشوا مجرد حياة زائلة وحياة اشتراكية .
في الاشتراكية لا يوجد احترام للنبيل (العالي، النادر،المتفرد)، هي تحترم فقط المشترك وتريد هذا الحل الدنيوي لمشكلة الوجود وهو حل صُمم لتهدئة وارضاء وجعل الاشياء اسهل ما يمكن (هي تشجع الكسل و الافتقار للمسؤولية الذاتية). هناك ايضا حقيقة ان المجتمع الاشتراكي، لأنه يسعى فقط للحفاظ على الحياة، سيكون مجتمعاً ضد الحياة ذاتها، لديه رغبة مخفية لرفض الحياة. الاشتراكية لها جذورها في الحياة، ويجب ان تكون كذلك، لكنها مع ذلك تقطع تلك الجذور. 
يتوقع نيتشة حدوث مشكلة فيها تأتي مختلف القوى مجتمعةً فتتصادم وسوف تُخصص مهمات مشتركة للبشرية بطرق مضادة من التفكير، الامر الذي يقود لبدء نظام "الطبقة بين القوى".
يسأل نيتشة من سيثبت نفسه الاقوى في هذا الصراع ويؤكد انها ليست مسألة أعداد او قوة غاشمة. الاقوى سيكون هو الاكثر اعتدالاً والذي لا يحتاج الى اشياء مفرطة في الايمان، ولكنه يستطيع قبول الكثير من الصدف والهراء وربما بشيء من الحب، وهو يمكنه احتضان الحيوان الانساني وبأهمية معتدلة.
هؤلاء هم الاثرياء صحياً، متساوون في محن الحياة ولذلك هم أقل خوفاً منها، وهم متأكدون من قوتهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

نيتشة والعدمية :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

نيتشة والعدمية

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
انتقل الى: