** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 الانسان والعنف محمد وقيدي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

الانسان والعنف محمد وقيدي Empty
19072015
مُساهمةالانسان والعنف محمد وقيدي

الانسان والعنف
[img]http://www.ebn-khaldoun.com/timthumb.php?src=images_articles/30350_373085342785873_854953497_n[1].jpg&w=270&h=200[/img]

مالذي يمثله العنف في حياة الإنسان؟ هل هو حقيقة في كيان الإنسان لاخلاص له منها، أم مجرد إضافة على حقيقة الإنسان العميقة بفعل شروط ومحددات خارجية؟ لانتصور الإنسان تبعا للفرضية الأولى بدون عنف تختلف أشكاله ومستوياته، بينما تدفعنا الفرضية الثانية إلى البحث في الشروط الخارجية التي ينبغي اجتثاثها للقضاء على مظاهر العنف لدى الإنسان على الصعيدين الفردي والجماعي.
مانفكر فيه الآن هو العنف الذي أصبح يحيط بحياة الإنسان من كل جهة ويتمظهر في جملة من المظاهر التي تلحق الأذى بالحياة الإنسانية، بل وتقضي عليها.ولاتسمح العجلة التي يطرح بها السؤال في هذه الحالة بالمضي في تحليل التوجهين التنظيريين اللذين يرجع أحدهما العنف إلى الإنسان ذاته ككيان، بينما يرجعه الآخر إلى الشروط الخارجية المحيطة به والمؤثرة في سلوكه.
نوجز القول، مع ماسلف ذكره، فنؤكد أن ما يدعم الفرضية الأولى هو حضور العنف لدى الإنسانية على مدى تاريخها،إذ لم تخل فترة من تطور المجتمعات الإنسانية دون وجود مظاهر العنف في المستويات المختلفة للحياة المجتمعية، ولم يخل مجتمع من العنف مهما كانت الأسس التي يقوم عليها والعقائد والإيديولوجيات التي يتبناها.فللعنف،إذن، تاريخ في حياة المجتمعات من حيث إنه رافق تطوراتها، بل وكان من المؤثرات الفاعلة في تلك التطورات.ولن نغفل الإشارة إلى إن بعض فلسفات التاريخ أدمجت بعض مظاهر العنف، على الأقل، بوصفها عوامل فاعلة إيجابية في تطور المجتمعات، من حيث إنها مايسمح بتطورات كيفية تخرج المجتمع من الرتابة التاريخية التي قد تمتد فيها على مدى زمن طويل إلى الحد الذي يكون معه التغيير مطلوبا ولاتكون هناك من طريقة لبلوغه غير العنف.ومن أبرز هذه النظريات، مع أنها ليست الوحيدة في هذا الاتجاه، النظرية الماركسية. فقد أكد ماركس أن صراع الطبقات كان دائما المحرك الأساسي للتطورات التي عرفتها المجتمعات البشرية.(1) ودعم إنغلز هذا التصور بتخصيصه أحد مؤلفاته للبحث في دور العنف في التاريخ.(2)
التاريخ،إذن، دليل على أن العنف كان باستمرار نمطا من السلوكات الإنسانية، سواء جاء بوصفه فعلا أو رد فعل على سلوك يصدر عن ذات فردية أو جماعية أخرى، أي سواء كان مظهره عدوانية ضد الغير أو دفاع عن النفس إزاء هذه العدوانية.ويجد الدليل التاريخي سندا له في الدليل الذي يقدمه البحث في علم النفس، وذلك حين التأكيد على أن العدوانية مكون من مكونات السلوك الإنساني بصفة عامة، وهو مكون لايمكن اقتلاعه بصفة تامة من حياة الإنسان،ويمكن الاكتفاء بعد معرفة شروطه بالعمل على تجنبه أقصى مايستطيع الإنسان فردا أو جماعة.(3)
لدى الإنسانية إلى جانب العنف، الذي هو مكون من مكوناتها،رغبة في تجاوز العواقب الوخيمة له على حياتها. وهناك استناد إلى هذه الرغبة العميقة للعيش في سلام وبعيدا عن التدمير والتدمير الذاتي للحياة الإنسانية أمل في إمكانية التغلب على العنف. لذلك، فإنه بقدر مايكون هناك سعي لتمثل أسباب العنف والشروط التي تحفز ظهوره لدى الإنسان، فإن هناك سعيا متواصلا للعمل على توفير الشروط المضادة للعنف ولآثاره التدميرية.
إذا اتبعنا الطريق الذي يوجهنا نحوه الدليلان التاريخي والنفسي، بدا العنف ظاهرة راسخة في الحياة الإنسانية الفردية والجماعية، إذلاوجود لإنسان تخلو حياته من شروط نفسية تدفعه إلى ممارسة العنف فعلا أو ردفعل،كما أنه لاوجود لكائن مجتمعي تخلو حياته من الشروط المحفزة على ممارسة العنف داخل كل مجتمع أو بين المجتمعات المختلفة.
مما يجعل من الصعب تفسير العنف منذ الملاحظة الأولى له أن للعنف علاقة مزدوجة بالإنسان: يصدر عنه ويكون بذلك الذات الفاعلة،ويتجه إليه ويكون بذلك الذات المنفعلة به والموضوع الذي تقع عليه آثار الممارسات العنيفة.وقد نتجت عن ممارسة العنف في المستويات المتعددة لحياة الإنسان أشكال مختلفة من السلوكات العنيفة التي لاتقبل أن تندرج جميعها ضمن نفس التفسير للظاهرة. ففضلا عن ضرورة البحث في العوامل الفاعلة في كل مستوى من مستويات العنف، هناك في الوقت ذاته تداخل قوي بين أسباب ظهور العنف في كل مظهر من مظاهر حياة الإنسان.
لانستطيع الآن أن نعدد كل أشكال العنف نظرا لكثرتها وتنوعها وتداخل عوامل تكونها. فليس عنف الحرب هو ذاته العنف المتجه من المجتمع إلى الفرد، ولاهو كذلك ذاته الذي يتبادله أفراد نفس المجتمع،وعنف الجريمة والجريمة الحربية والجرائم ضد الإنسانية، والعنف الذي أصبح يحيط بنا كل يوم في البيت والمؤسسات التربوية، ونشاهده في الملاعب الرياضية، ونعاينه في شكل عنف إرهابي، ولاهو عنف الرموز والعنف المتضمن في اللغة، وغير ذلك مما ذكرناه من الأشكال التي يقتضي كل واحد منها دراسة خاصة به. ولكننا نستفيد من تعدد أشكال العنف واختلاف مكوناتها وشروط ممارستها، أننا أمام ضرورة التكامل بين مستويات متعددة من التحليل يلائم كل واحدمنها مستوى من مستويات العنف، دون أن يكون هناك مانع لتداخلها في تحليل نفس الظاهرة.
كل محاولة لتفسير أشكال العنف كلها بإرجاعها إلى عامل واحد هي مجرد تعميم زائف قد يرضي حاجة لتفسير ما يجري أمامنا من أشكال العنف، ولكنه لن يكون الأساس الموضوعي لتمثل ظاهرة العنف في أشكالها المختلفة، ولا كافيا لرسم الطريق لتجاوز آثار العنف وضبط العوامل الحافزة على السلوكات العنيفة.



الهوامش

1) عبر ماركس عن ذلك في كتابه: البيان الشيوعي. وللكتاب ترجمات عديدة إلى اللغة العربية اطلعنا منها على تلك الموجودة ضمن مختارات لماركس وإنغلز صادرة عن دار التقدم ، موسكو.
2) اطلعنا أثناء إعدادنا لهذه الدراسة على ترجمة فرنسية لكتاب إنغلز:

Friedrich Engels, Le role de la violence dans l,histoire,éditions sociales, paris1962.
3) عبر فرويد عن نظريته في أكثر من موقع، راجع منها بصفة خاصة كتابه: الموجز في التحليل النفسي.

مالذي يمثله العنف في حياة الإنسان؟ هل هو حقيقة في كيان الإنسان لاخلاص له منها، أم مجرد إضافة على حقيقة الإنسان العميقة بفعل شروط ومحددات خارجية؟ لانتصور الإنسان تبعا للفرضية الأولى بدون عنف تختلف أشكاله ومستوياته، بينما تدفعنا الفرضية الثانية إلى البحث في الشروط الخارجية التي ينبغي اجتثاثها للقضاء على مظاهر العنف لدى الإنسان على الصعيدين الفردي والجماعي.
مانفكر فيه الآن هو العنف الذي أصبح يحيط بحياة الإنسان من كل جهة ويتمظهر في جملة من المظاهر التي تلحق الأذى بالحياة الإنسانية، بل وتقضي عليها.ولاتسمح العجلة التي يطرح بها السؤال في هذه الحالة بالمضي في تحليل التوجهين التنظيريين اللذين يرجع أحدهما العنف إلى الإنسان ذاته ككيان، بينما يرجعه الآخر إلى الشروط الخارجية المحيطة به والمؤثرة في سلوكه.
نوجز القول، مع ماسلف ذكره، فنؤكد أن ما يدعم الفرضية الأولى هو حضور العنف لدى الإنسانية على مدى تاريخها،إذ لم تخل فترة من تطور المجتمعات الإنسانية دون وجود مظاهر العنف في المستويات المختلفة للحياة المجتمعية، ولم يخل مجتمع من العنف مهما كانت الأسس التي يقوم عليها والعقائد والإيديولوجيات التي يتبناها.فللعنف،إذن، تاريخ في حياة المجتمعات من حيث إنه رافق تطوراتها، بل وكان من المؤثرات الفاعلة في تلك التطورات.ولن نغفل الإشارة إلى إن بعض فلسفات التاريخ أدمجت بعض مظاهر العنف، على الأقل، بوصفها عوامل فاعلة إيجابية في تطور المجتمعات، من حيث إنها مايسمح بتطورات كيفية تخرج المجتمع من الرتابة التاريخية التي قد تمتد فيها على مدى زمن طويل إلى الحد الذي يكون معه التغيير مطلوبا ولاتكون هناك من طريقة لبلوغه غير العنف.ومن أبرز هذه النظريات، مع أنها ليست الوحيدة في هذا الاتجاه، النظرية الماركسية. فقد أكد ماركس أن صراع الطبقات كان دائما المحرك الأساسي للتطورات التي عرفتها المجتمعات البشرية.(1) ودعم إنغلز هذا التصور بتخصيصه أحد مؤلفاته للبحث في دور العنف في التاريخ.(2)
التاريخ،إذن، دليل على أن العنف كان باستمرار نمطا من السلوكات الإنسانية، سواء جاء بوصفه فعلا أو رد فعل على سلوك يصدر عن ذات فردية أو جماعية أخرى، أي سواء كان مظهره عدوانية ضد الغير أو دفاع عن النفس إزاء هذه العدوانية.ويجد الدليل التاريخي سندا له في الدليل الذي يقدمه البحث في علم النفس، وذلك حين التأكيد على أن العدوانية مكون من مكونات السلوك الإنساني بصفة عامة، وهو مكون لايمكن اقتلاعه بصفة تامة من حياة الإنسان،ويمكن الاكتفاء بعد معرفة شروطه بالعمل على تجنبه أقصى مايستطيع الإنسان فردا أو جماعة.(3)
لدى الإنسانية إلى جانب العنف، الذي هو مكون من مكوناتها،رغبة في تجاوز العواقب الوخيمة له على حياتها. وهناك استناد إلى هذه الرغبة العميقة للعيش في سلام وبعيدا عن التدمير والتدمير الذاتي للحياة الإنسانية أمل في إمكانية التغلب على العنف. لذلك، فإنه بقدر مايكون هناك سعي لتمثل أسباب العنف والشروط التي تحفز ظهوره لدى الإنسان، فإن هناك سعيا متواصلا للعمل على توفير الشروط المضادة للعنف ولآثاره التدميرية.
إذا اتبعنا الطريق الذي يوجهنا نحوه الدليلان التاريخي والنفسي، بدا العنف ظاهرة راسخة في الحياة الإنسانية الفردية والجماعية، إذلاوجود لإنسان تخلو حياته من شروط نفسية تدفعه إلى ممارسة العنف فعلا أو ردفعل،كما أنه لاوجود لكائن مجتمعي تخلو حياته من الشروط المحفزة على ممارسة العنف داخل كل مجتمع أو بين المجتمعات المختلفة.
مما يجعل من الصعب تفسير العنف منذ الملاحظة الأولى له أن للعنف علاقة مزدوجة بالإنسان: يصدر عنه ويكون بذلك الذات الفاعلة،ويتجه إليه ويكون بذلك الذات المنفعلة به والموضوع الذي تقع عليه آثار الممارسات العنيفة.وقد نتجت عن ممارسة العنف في المستويات المتعددة لحياة الإنسان أشكال مختلفة من السلوكات العنيفة التي لاتقبل أن تندرج جميعها ضمن نفس التفسير للظاهرة. ففضلا عن ضرورة البحث في العوامل الفاعلة في كل مستوى من مستويات العنف، هناك في الوقت ذاته تداخل قوي بين أسباب ظهور العنف في كل مظهر من مظاهر حياة الإنسان.
لانستطيع الآن أن نعدد كل أشكال العنف نظرا لكثرتها وتنوعها وتداخل عوامل تكونها. فليس عنف الحرب هو ذاته العنف المتجه من المجتمع إلى الفرد، ولاهو كذلك ذاته الذي يتبادله أفراد نفس المجتمع،وعنف الجريمة والجريمة الحربية والجرائم ضد الإنسانية، والعنف الذي أصبح يحيط بنا كل يوم في البيت والمؤسسات التربوية، ونشاهده في الملاعب الرياضية، ونعاينه في شكل عنف إرهابي، ولاهو عنف الرموز والعنف المتضمن في اللغة، وغير ذلك مما ذكرناه من الأشكال التي يقتضي كل واحد منها دراسة خاصة به. ولكننا نستفيد من تعدد أشكال العنف واختلاف مكوناتها وشروط ممارستها، أننا أمام ضرورة التكامل بين مستويات متعددة من التحليل يلائم كل واحدمنها مستوى من مستويات العنف، دون أن يكون هناك مانع لتداخلها في تحليل نفس الظاهرة.
كل محاولة لتفسير أشكال العنف كلها بإرجاعها إلى عامل واحد هي مجرد تعميم زائف قد يرضي حاجة لتفسير ما يجري أمامنا من أشكال العنف، ولكنه لن يكون الأساس الموضوعي لتمثل ظاهرة العنف في أشكالها المختلفة، ولا كافيا لرسم الطريق لتجاوز آثار العنف وضبط العوامل الحافزة على السلوكات العنيفة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الانسان والعنف محمد وقيدي :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الانسان والعنف محمد وقيدي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
انتقل الى: