** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 لماذا هذا القبر بارد يا نهى ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يقيني بالله
مرحبا بك
مرحبا بك
avatar


عدد الرسائل : 44

تاريخ التسجيل : 05/07/2015
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6

لماذا هذا القبر بارد يا نهى ؟  Empty
08072015
مُساهمةلماذا هذا القبر بارد يا نهى ؟

لماذا هذا القبر بارد يا نهى ؟ 
 لماذا هذا القبر بارد يا نهى ؟  046  
 

“ ما الذي يضايقك ، يا عزيزتي ؟ “
“ البرد الشديد والوحشة . “
تتحرك في مكانها ثم تقول بنفاد صبر :
“ لماذا هذا القبر بارد جدا ً ؟ إنني أرتجف من البرد ؟ “
 

“ إنه ليس قبرا ً . نحن في مشرحة . “
“ هل قلت ِ إنها مشرحة ؟ “
“ نعم . “
“ لماذا لا يغطوننا بالبطانيات ؟ “
“ هم يعتقدون أننا ميتتان ، الموتى لا إحساس لهم ، هذا ما يظنونه على الأقل .”
“ لكنني أحس بكل شيء وأتذكر كل شيء . أحس بالوجع والبرد والوحشة ، كما أتذكر كل شيء . أتذكر خالتي أنعام التي كانت تصنع لنا البيتزا ، وأتذكر والدي الذي يأخذني إلى بيت جدتي ( صفية ) في كل جمعة . وأتذكر معلمتي ازدهار التي حكت لنا عن شلالات بيخال . لماذا نحن هنا ؟ ومتى جئنا ؟ “
“ لسنا وحدنا هنا . المشرحة مليئة بالشهداء .”
“ هل يعني أننا شهيدتان ؟ “
“ نعم . وسوف نذهب إلى الجنة . سنجد هناك شهداء ً كثيرين . “
“ هل الجنة جميلة؟ “
“ طبعا ً . هي أجمل من جزيرة بغداد السياحية ، وهي حتما ً أجمل من الحبانية . هل رأيت الحبانية ؟
“ لا ، لم أشاهد الحبانية .”
“ كنت في الخامسة حين أخذنا بابا إلى الحبانية . لبست المايوه ودخلت في ماء البحيرة . كان باردا ً ومنعشا ً . أنا وصديقتي لمى كنا نرمي الكرات المطاطية الملونة ونسبح في اتجاهها . كنا نضحك من أعماقنا ، ونرش إحدانا الأخرى بالماء .”
“ لم تجيبي على سؤالي . متى أتينا إلى هنا ؟
“ أنا أتيت في يوم الأحد. أنت ِ أتيت ِ في اليوم التالي ، أي في يوم الاثنين . سمعت في التلفاز أنهم صاروا يسمون الأيام التي يموت فيها عدد كبير من الأبرياء الأيام الدامية . عمي نعمان يقول دائما ً : أيام الأسبوع كلها دامية . كيف فاتني أن أسألك عن اسمك ! اسمي نهى . “
“ أنا سهى . سهى ونهى . اسمانا متشابهان . دعينا نكتب إنشاء ً يحمل عنوان : سهى ونهى في المشرحة . ولماذا إنشاء ؟ لنكتب قصة . قصة قصيرة للأطفال . ولتكن البداية هكذا : سألت سهى صديقتها : لماذا هذا القبر بارد ، يا نهى ؟ “
تحل هنيهة صمت ثم تقول سهى بتعجب وهي تتلمس مؤخرة رأسها : “ ما هذا ؟ أين شريطي الساتان الأبيض ؟ إنه غير موجود . حتى ضفيرتي لا أثر لها .”
“ ياه ، كيف نسيت . أين هي أزهاري الملونة التي صنعتها في يوم الجمعة . لقد أخذتها معي صباحا ً . شاهدت الست حمدية ، معلمة التربية الفنية ، في باب المدرسة ، أردت أن أعطيها الباقة ؛ لكنها قالت لي : ليس الآن ، يا نهى . أعطني إياها في الدرس . لكن ، سهى ، جرس المدرسة لم يدق منذ الدرس الثاني . لماذا لم يقرعوا جرس المدرسة حتى الآن ؟ أريد أن ترى صديقاتي سوزان وأطياف وأفراح أزهاري الملونة . كانت المعلمة ستقول لطالبات الصف صفقن لنهى بحرارة ، بأعلى صوت . “
سهى : لا ترفعي صوتك يا نهى . الشهداء نائمون . إنهم متعبون . “
في اللحظة التالية يستيقظ رجل على اليمين ومن ثم رجل آخر على اليسار . وفي النهاية يصبح عددهم خمسة . ثلاثة رجال وامرأتان . وإذا حسبنا سهى ونهى يصبح عدد الشهداء الذين أفاقوا من نومهم سبعة .
تهمس سهى لنهى : ألم أقل لك ِ لاترفعي صوتك ِ ؟ ها هم قد استيقظوا .
حين يستيقظ الرجال الثلاثة يصيحون بصوت واحد : ما الذي جاء بنا إلى هذا المكان ؟
وتقول المرأتان بصوت أنثوي لا يخلو من الرقة : من الذي أودعنا في هذه الثلاجة الكبيرة ؟
تقول الأولى : كنت ذاهبة إلى صالون التجميل كي أقص شعري . زوجي يحبه قصيرا ً . فمن أتى بي إلى هنا ؟
وتقول الأخرى : أما أنا فكنت ذاهبة إلى عملي . أنا معلمة في روضة أطفال . كنت أعلم الأطفال نشيد ( موطني ) .. فاطمة وإحسان حفظا النشيد بسرعة . أما الباقون فيحتاجون إلى وقت إضافي كي يحفظوه جيدا ً . لماذا جئتم بي إلى هنا يا أوغاد ؟ كيف سيمكنني أن أتابع برنامج ( هن ) بعد الآن ؟ هل يعرضون لنا هنا البرامج التلفازية ؟
ترد عليها السيدة الأولى ساخرة ً : ولماذا البرامج ؟ أليس من الأفضل أن تعرفي شيئا ً ما عن أخبار بلدنا ؟ تعطي الأعمى عينين فيطالبك بالحاجبين !! احمدي ربك ؛ فأنت تستطيعين الرؤية بعينيك مع أنك في عداد الأموات . “
تجيب المرأة الثانية : أريد العودة إلى الروضة . الأطفال لم يحفظوا النشيد بعد .
وترد المرأة الأولى : وأنا أريد العودة إلى بيتي . سيندهش زوجي بتسريحة شعري الجديدة . سأبدو أجمل من كيلوباترا !! قال لنا إنه سيأخذنا أنا وأطفالي إلى متنزه (الزوراء) في يوم الجمعة . ثريا وأمجد سيلعبان في المتنزه وأنا وهو نشم الهواء العليل ونحكي النكات ونضحك .
“ هل تعتقدين أننا ميتتان ؟ أنا لا أريد أن أموت . أريد أن أسافر إلى الإسكندرية أو اللاذقية . أريد أن أرى البحر المتوسط . أريد أن أسمع صراخ النوارس وأسمع هدير الموج . أتمنى سماع الأطفال وهم يلعبون ويضحكون ويركضون بالطائرات الورقية على شاطئ المتوسط . أريد أن أرى العالم من دون مرارة . أريد أن أسمع أصوات الطبيعة ، أريد أن استمتع بالحياة ، بمباهجها ، أعراسها ، أصواتها ، موسيقاها ، غنائها ، مرحها . “
ويقول الرجل الأول : لماذا لم يبدأ مهرجان الشعر حتى الآن ؟ كتبت أمس قصيدة ً جميلة ً . أريد أن أقرأ قصيدتي . أمضيت خمسة أيام في كتابتها . أريد أن أعلن امتناني للحياة ، امتناني للجمال ، امتناني للطفولة البريئة . “
يرد الرجل الثاني وهو يدعك عينيه : “ ياه ! يا لها من غفوة عميقة ! لا أدري هل نمت في المقهى أم في منزلي ؟ منذ قليل غادر آخر زبائن المقهى . كان يلعن حظه العاثر لأنه لم يعد يملك دينارا ً واحدا ً في جيبه . قرأ جريدة ( الصباح ) بإمعان ، قرأها من الصفحة الأولى حتى الأخيرة ، وبين صفحة وأخرى كان يتمتم بعبارات غير مفهومة . لماذا لم يأت الصبي هذا اليوم ؟ هل وجد عملا ً له في مقهى آخر ؟ بسبب غيابه المفاجئ اضطررت لخدمة الزبائن بنفسي . كان عددهم قليلا ً على أية حال . رواد مقهاي جلهم من الصحفيين ، كانوا يتناقشون بصوت ٍ عال ٍ وغالبا ً يطلقون الشتائم . “
ويقول الرجل الثالث وعلى وجهه ابتسامة غامضة : “ كم كانت حياتي موجعة ؟! كنت أتجول في عدن وبيروت ودمشق وموسكو وبرلين ومدريد ومالمو ولويفن ، وكان النحس يتجول معي ، يرافقني أينما حللت . المأساة تتجول هنا وهناك . حياتي نزيف موجع للأحلام والآمال . بالأمس حلمت برجال يتنافسون على كرسي مذهب أو ربما عرش . كانت الأيدي تسحب من اليمين واليسار . بعضهم يسحب من المسند والآخر من الظهر ونفر ثالث يعض بأسنانه على خشب الساق ؛ أما أنا فكنت أبكي بكاء المجانين . “
يقول الرجل الأول : لماذا لم يحضر الجمهور بعد ؟
يقول الرجل الثاني : لماذا لم يأت ِ الصبي ؟
يقول الرجل الثالث : متى ينتهي نزيف الأحلام ؟
تقول المرأة الأولى : متى أرى تسريحة شعري الجديدة في مرآة صالون التجميل ؟
تقول المرأة الثانية : متى يحفظ الأطفال نشيد ( موطني ) ؟
تقول سهى : لماذا تأخروا في جلب البطانيات ؟
تقول نهى : لماذا لم يدق جرس المدرسة حتى الآن ؟
يقول الرجل الثالث : لا أريد أن أغادر العالم على الرغم من فظاظة الوطن وقسوته . عانيت من صقيع المنفى وجحيم الغربة ، لكنني لا أريد أن أنسى شارع الأميرات ولا شارع الحمرا ولا حي مونماتر . لا أريد أن أبقى في هذه الثلاجة فقد شبعت من صقيع السويد وموسكو . دعوني أخرج ، أرجوكم .
يتململ في مكانه .
يقول الرجل الأول : إلى أين أنت ذاهب ؟ نحن أموات ولا يحق لنا مغادرة المشرحة ؟
“ ولماذا لا يحق لنا ؟ “
“ إنها قوانين المشرحة . ألا تقرأ هذه اليافطة ؟ مرحبا ً بكم في المشرحة . ممنوع مغادرة المشرحة إلا بعد الحصول على الموافقات الرسمية الأصولية . “
“ نموت بقرار ونحيا بقرار . هل ننتظر قرارا ً يعيدنا إلى الحياة ؟ أريد أن أرحل إلى وجهة مجهولة . أريد أن أعرف حقيقة ذاتي . أريد أن التصق بعالمي التصاق الوشم بالجلد . أريد أن أسبر أغوار المعاني ، وأفهم ما يعتمل في داخل روحي من حرائق وتناقضات وصدوع مؤلمة . “
“ ها قد بدأت َ تتفلسف . كيف ستخرج من هنا يا فيلسوف القرن الحادي والعشرين ؟ “
“ لا أدري ، لكنني سأخرج حتما ً . لن أبقى في هذا الصقيع الذي يشل العقل والحواس . لن أسمح لذاكرتي بالتلاشي . سأبقى أبحث عن المدن التي ضاعت ، سأستعيد حتما ً أراجيح الطفولة والصنارات التي كنت أصطاد بها صغار السمك . “
“ كنت أرتعد خوفا ً وأنا ذاهب إلى مهرجان الشعر . الأمن مفقود والانفجارات تتواصل على الرغم من الأعداد الغفيرة للجيش والشرطة . لكنني حدثت نفسي قائلا ً : ما جدوى أن تبقى القصيدة حبيسة الورق ؟ الجلوس في البيت ممل ولا طائل من ورائه . هنا ، أيضا ً ، أشعر بالضجر ، فالبقاء في المشرحة قاتل وغير ذي جدوى . أنا ، مثلك ، لا أريد أن أبقى هنا . أريد أن يسمع الجمهور قصيدتي .”
تهمس سهى لصديقتها نهى : “ في زيارتنا الأخيرة ، وضعت جدتي في حضني حفنة من قطع الشوكولاته . قالت لي : إنها لم تعد قادرة ً على تناولها ؛ لأن أسنانها صناعية . لم أفهم ما قالته . وفي الحال نزعت طقمها الصناعي وأرتني لثتها الدرداء .”
“ في كل عيد تأخذني أمي لخالاتي غيداء وهديل وأريج . أقول لخالاتي لا أريد الحلوى . أريد نقودا ً . أجمع ( عيديات ) خالاتي وأشتري بها دمية ً جميلة ً.أشتري ( فلة ) أخرى بحلة جديدة . أشترى دوما ً الدمى ذوات الوجوه الضاحكة . أحب الأعياد ، أتمنى أن تتحول أيام حياتنا كلها إلى أعياد . نبتهج ونضحك ونلعب ونتبادل التهاني . نرفل بثيابنا الجديدة ، ونحشو جيوبنا بقطع الحلوى . وحين نركب دولاب الهوا نتلمس جيوبنا خشية ضياع ( عيديتنا ) . فساتيننا تطير في الهواء . فساتيننا تهفهف وتكشف سيقاننا ، نمد أيدينا ونغطي ركبنا بسرعة . “
تقول المرأة الأولى : “ انظري . لقد تركوا آثار مخالبهم في صدري . جسدي كله يحمل آثار تعذيبهم . لا أريد أن يعبثوا بجسدي كما يشتهون . لا أريد أن أتحول إلى كائن ممسوخ ، لا أريدهم أن يشوهوا مفاتني ويحطموا أنوثتي . أريد أن أستعيد جمالي المفقود وشرفي الضائع . “
تقول المرأة الثانية : “ ألا تعتقدين أن الوقت ما زال مبكرا ً كي نفارق الحياة ؟ مع أنهم جاؤوا بي إلى هنا بجسد معطوب ، إلا أن روحي لا تريد أن تذبل ، روحي ترفض الانكسار والهزيمة . مع أنني صرت من الأموات إلا أن أيام وليالي بغداد ما تزال تبحر في دموعي . أرى حدائقها وبساتينها وشوارعها ، صفصافها ونخيلها ، كرخها ورصافتها . “
“ أنا مثلك يا عزيزتي لا أريدهم أن ينهشوا أنوثتي . لا أريدهم أن يسحقوا روحي . لا أريد أن أصرخ وأتوسل . كان يدور بخلدي أن وحشيتهم ستنتهي بانتهاء لهاثهم . لكنهم واصلوا أفعالهم السود المرة تلو الأخرى . كان الدم يسيل من زوايا أفواههم وهم ينقضون على جسدي . لم يتركوا بوصة ً من لحمي لم يغرسوا فيها أنيابهم . كنت أتمنى أن أتوارى عن أنظارهم ، لا بل تمنيت أن أختبئ حتى من نفسي . لا أريد أن أموت وأنا ملطخة بدناستهم ، أريد أن أمحو قذاراتهم وأحلق في الفضاء كحمامة وديعة . لا أريد البقاء في هذا المكان البارد كالصقيع . “
ينهض الرجل الأول . يفتح السحاب الطويل للكيس المصنوع من المشمع . يقلده الرجل الثالث ومن ثم الأول .
الشهداء السبعة يغادرون أكياسهم . يمسحون بقع الدم العالقة بأجسادهم . يفتحون باب الصندوق البارد . كان ثقيلا ً جدا ً وكأنه مصنوع من الرصاص . يسخرون من اليافطة المثبتة على الجدار الجنوبي للثلاجة .
يقول الرجل الثالث : من هذا الصقيع ستخرج الحياة .
يقول الرجل الأول : من هذا اليباب سينبت البرتقال .
يقول الرجل الثاني : في خضم هذه العفونة سنشم رائحة الهيل .
تقول المرأة الأولى : من هذه البشاعة سيطلع الجمال .
تقول المرأة الثانية : من جراح العذراوات ستتصاعد أناشيد الفرح .
تقول سهى : هيا بنا ، يا نهى ، لم نعد بحاجة للبطانيات . الربيع جاء .
يخرج الشهداء السبعة من المشرحة . الممرضون نائمون على الأسرّة في غرفة كبيرة متاخمة . يشم الشهداء رائحة الزهور المنبعثة من حديقة قريبة .
يقول الرجل الثالث : لا نريد أن نبقى في هذا الظلام . علينا أن ننسى الصندوق البارد الذي أودعنا فيه . انسلخوا ، أعزتي ، من عالم الأموات .البسوا ثيابكم ، واجمعوا حاجياتكم . نحن عائدون إلى الحياة .
تقول نهى لصديقتها سهى : دعيني ألملم أزهاري من الأرض المبقعة بالدم . المراقبة قرعت الجرس ، والست حمدية ، معلمة التربية الفنية ، سترى أزهاري الملونة . ستصفق لي طالبات الصف كلهن . هيا بنا . لقد أضعنا وقتا ً طويلا ً في هذه الثلاجة الكبيرة . هل قلت إنها قبر ؟ لا ، سهى ، أنا لم أمت ولا حتى أنت ِ . كنا في رحلة قصيرة وها نحن جميعا ً نعود من جديد . هيا .ألم يقل زميلنا الشهيد إننا عائدون إلى الحياة .
ترد سهى : صحيح . هو ذا شريطي الساتان الأبيض . وهي ذي ضفيرتي الشقراء تتأرجح على صدري .
تقول المرأة الأولى بعد أن تلتقط حقيبتها النسائية من الأرض وتتأمل وجهها في المرآة الصغيرة المدورة : ياه ، أنظري ، عزيزتي ، كم يبدو وجهي جميلا ً بهذه التسريحة . ألم أقل لك ِ إنني سأكون أجمل من كيلوباترا ؟ !
تطرح سهى سؤالا ً لمع في ذهنها : متى نذهب إلى الجنة ، يا نهى ؟ ألم تقولي لي إننا شهيدتان وسوف نذهب إلى الجنة ؟
تجيبها نهى : “ بلى ، قلت ُ لك ذلك . سوف نذهب إلى الجنة . سوف نذهب ، حتما ً . “
تقول المرأة الأولى : انظروا جميعا ً . الناس يتطلعون إلينا من العمارات السكنية كلها . إنهم فرحون بعودتنا إلى الحياة . كانت نوافذهم مشرعة للريح ، خلال غيابنا . كانوا ينتظرون رجوعنا . أما الآن فقد انتهى زمن الفقدان والحسرة . انظروا ، الشوارع ، خلت من الكلاب الضالة . لا عواء ولا نباح الآن .
يقول الرجل الأول : ما أحلى نشوة الانتصار ! ارهفوا السمع جيدا ً . اسمعوا أصوات الحياة !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

لماذا هذا القبر بارد يا نهى ؟ :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

لماذا هذا القبر بارد يا نهى ؟

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: