افتراضي مشكلة " الأخلاق " :

في محاورة أوطيفرون ( Euthyphron) نجد سقراطَ يلتقي أوطيفرون في دار القضاء ،
فيسأله : ما السبب الذي لأجله جاء ، كسقراط ، هذا المكان .
فيجيب أوطيفرون بأن غرضه إقامة دعوى الـ فجور ، وذلك بحق أبيه . وكان أبو أوطيفرون رجلاً طاعناً في السن ، ويؤسس أوطيفرون لموقفه هذا بأن أباه ارتكب جريمة قتل غلامٍ عنده .
يطلب سقراط من أوطيفرون تفسيراً لفعلته هذه . فيقول أوطيفرون إنه يفعل ذلك استجابة لآمر الـ تقوى الداخلة في مفهوم المقدس .
سقراط : ما قولنا في التقيّ ، يا عزيزي أوطيفرون ، ألا تحبه الآلهة جميعاً ؟ ،
أوطيفرون : بكل تأكيد ،
سقراط : وهل هي تحبه لأنه تقيّ ؟ ، أم لسبب آخر ؟ ،
أوطيفرون : إنها تحبه لسبب واحد ... هو أنه تقيّ ،
سقراط : فهي ، إذن ، تحبه لأنه تقيّ ، لكنه ليس تقياً لأنها تحبه .
هذا الحوار أسس ، في تاريخ الفكر الفلسفي ، والديني تحديداً ، ما يعرف بـ : إحراج أوطيفرون .
درس هذه الإشكالية ، من متكلمي المسلمين وفلاسفتهم : المحدّثون / النقليون ، والأشاعرة تعبيراً عن الاتجاه التسليمي ، كما درسها المعتزلة تعبيراً عن الاتجاه العقلي . ودرسها ، من الفلاسفة غير المسلمين : توما الأكويني وكانط ورسل .
صورة الإحراج كالآتي :
هل يكون فعلٌ ما خيراً / حسناً لأن الله ، أو الشرع ، قد أمر به ؟ ،
أم أن الله ، أو الشرع ، قد أمر بذلك لأن هذا الفعل ، أو ذلك ، خيّر / حسن في ذاته ؟ .
ثم ها هو إحراج آخر :
هل يمكن أن يكون الفعل الفاجر تقياً لمجرد أن الشرع أعلن ذلك ؟ وهل يمكن أن يكون الفعل الحسن قبيحاً لمجرد أن الشرع أعلن ذلك ؟ .
ما الذي يؤسس لخيرية فعل أو شريته : العقل ( الإنسان( أم الشرع ( الله ) ؟ .

افتراضي مشكلة " الأخلاق " :

افتراضي مشكلة " الأخلاق " : :: تعاليق

افتراضي مشكلة " الأخلاق " :