** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 الحجاج : منطلقاته ، تقنياته و مفاهيمه - عبد الرزاق السّومري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نابغة
فريق العمـــــل *****
نابغة


التوقيع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة

عدد الرسائل : 1497

الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة
تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي

تاريخ التسجيل : 05/11/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

الحجاج : منطلقاته ، تقنياته و مفاهيمه - عبد الرزاق السّومري Empty
25102013
مُساهمةالحجاج : منطلقاته ، تقنياته و مفاهيمه - عبد الرزاق السّومري

[url=http://www.anfasse.org/images/stories/ijjomla 220x140/6.jpg]الحجاج : منطلقاته ، تقنياته و مفاهيمه - عبد الرزاق السّومري 6[/url]
الحجاج : منطلقاته ، تقنياته و مفاهيمه - عبد الرزاق السّومري Hijaj1_250_250
الحجاج : منطلقاته ، تقنياته و مفاهيمه - عبد الرزاق السّومري Hijaj2_250_250
الحجاج : منطلقاته ، تقنياته و مفاهيمه - عبد الرزاق السّومري Hijaj3_250_250
الحجاج : منطلقاته ، تقنياته و مفاهيمه - عبد الرزاق السّومري Hijaj4_250_250

  • Prev
  • 1 of 5
  • Next

0inShare
Share on Tumblr

I-    في بعض المنطلقات :
- الحجاج لصيق لتاريخ الفلسفة و فنّ الخطابة .  درّسه السفسطائيون منذ القرن الخامس قبل الميلاد و كان يرمي إلى اقتناص مواقف الجمهور و دفعه للانخراط في موقف سياسيّ أو دينيّ أو فكريّ ما .
- من مظاهر الممارسة الحجاجية في الموروث الإغريقي
- محاورات إفلاطون
- مساهمات بروتاغوراس و جورجياس من خلال تأسيسهما لما يسمّى بالخطاب المزدوج : مع/ضدّ في معالجة كلّ مسألة فلسفية أو سياسية
- دور الجدل الأرسطي و خاصّة في تأسيس طريقتيْ :
الاستنباط و الاستقراء . كما حاول تقنين الخطابة في ثلاثة أجناس يوضحها الجدول التالي :
الأجناس الخطابية
 
مُشاوري
قضائي
بياني
العمل القولي
النصح/النهي
الدّفاع/الاتّهام
المدح/الذمّ
الهدف
نافع/مضرّ
عادل/ظالم
جميل/قبيح
 
النتيجة أو الغاية المستهدفة
أخذ القرار إجباريّ
لا يوجد قرار
المقرّر
عضو من أعضاء الاجتماع
القاضي
الجمهور
الزّمن
المستقبل
الماضي
الماضي/الحاضر/المستقبل
- مبحث الحجاج يستدعي تقاطع جملة من العلوم و الاختصاصات : المنطق و الخطابــة و فلـــسفة اللغة و علم الاجتماع و الـــــــتداولية و نحو النصّ ....
- يتأسس المبحث الحجاجي على خلفية فلسفية فكرية تقوم على مبدأ النسبية العامة : لا توجد حقيقة مطلقة / الهدف من الخطاب هو النجاعة و ليس الحقيقة.

- الخطاب الحجاجي هو نقطة تقاطع بين :
- المنطقي : logos
- الأخلاقي :l’éthos
- العاطفي : pathos
أي مجالات : العقل و العادة أو العـــــــــــرف و الوجدان

I-     الحجاج في القرن العشرين :
1- أعمال مدرسة بروكسال : بيـــــــــــرلمان و أولبريشت تيتيكا و صدور كتابيهما في الحجاج سنة 1958 .
و نلخّص مساهمتهما في ما يلي :
- الوضعية الحجاجية هي دائما وضعية خلافية
- التمييز بين ما هو صائب و ما هو حقيقي .
- مجال الحجاج ليس الحقيقة العلمية أو اليقين  و إنّما هو الملائم و المشاكل و المعقـــــــــول و المحتمل .(القطع مع اليقين الديكارتي)
- لا يستهدف الحجاج الوضوح و البداهة أو المنطق و إن كان يستعين بها للإقناع .
- مجال المنطق صوري و شكلي أمّا مجال الحجاج فهو نفسي اجتماعي ...(الحجاج هو منطق اجتماعي Tarde)
- الاستدلال العلمي يصبو إلى الحقيقة أمّا الاستدلال الحجاجي فيصبو إلى التأيـــــــــــيد و الموافقة : L’adhesion
- المغزى الحجاجي ثلاثيّ الأبعاد :
- البعد العملي : الحصول على ردّ فعل
- البعد الفكري : الحصول على تأييد
- البعد الأخلاقي : تغيير سلوك    
- المرجعيات التي ينقع منها الحجاج تنقسم إلى نوعين :
- كونية : أحداث ، حقائق ، قناعات
- خاصة بمجموعة بشرية : قيم متواضع عليها
تراتبية  قيمية ،  مواضع
2- مساهمات : آبوستيل ، رايش ، غريـــــز ، و فينيو(المدرسة الفرنسية الألمانية )
- الحجاج هو تفاعل لساني بين ما هو قيـــــــــــــمي و ما هو دلالي استثارته حاجـــــة ما .
- المنطق الصوري في شكله التقليدي هو منطق توصيفي للعالم في حالته الساكنة أمّا المنطق الحجاجي (منطق الفعل و الأخلاق) فهو يضع في اعتباره الاستدلالي تغيير العالم .
- العملية الحجاجية حسب فينيو هي عملية مسرحة : Théâtralité  تقتضي : ممــــــثلين و قضـــــــــية و وضعيات و علامات تحويـــــــــــل و ديكور...إلخ
3-    المدرسة الأمريكية (أعمال تولمــــــــــــــان و النموذج الاختزالي : القياس المتكون من أطروحـتين : مقدمة و استنتاج فقط : L’enthymème)
- وقع تطعيم الحجاج بالتداولية : الخطابة الأمريكية ظاهرة اجتماعية للتواصل و التفكير قبل أن تكون مسألة لغويّة .
الحجاج حسب تولمان هو تكييف الناس مع الأفكار أو العكس تكييف الأفكار حسب عقول الناس .
- الحجاج لا يصبو فقط إلى استمالة النــــفوس و العقول بل إلى إنتاج الأفكار و المواضعات.
4-    نموذج ديكرو و آسكومبر (المدرسة الفرنسية ) :
- أسّسا لمفاهيم : العوامل الحجاجية ، السلالم الحجاجية ، الوجهة الحجاجية ،القوّة الحجاجية ، تعدّد الأصوات....
مثال عن الوجهة الحجاجية :
في سياق تلفّظي مرتبط بقضاء سهرة ا لسبت
نقول : "حتّى صادق جاء إلى السهرة"
يمكن أنّ يوجّه الخطاب نحو معنيين :
إمّا أنّ  سهرة فاسدة أو سهرة جميلة
مثال آخر عن القوّة الحجاجية :
"جئت أحمل البندقية بيميني و غصن الزيتون بيساري ، لا تسقطوا غصن الزيتون الأخضر من يدي ..."
يوجّه المخاطب الحجاج بعمليتي :
المقابلة (العنف و اللطف)
التلطيف : لا تسقطوا ...
المماثلة (السلاح(القوة )/الغصن الأخضر(السلم))
- يربط ديكرو الحجاج بجملة قرائن أو مؤشرات لغوية تساهم في تمفصل الخطـــــاب و تقويته مثل : لكن ، حتّى ، أكيد ، و قبل كلّ شيء ، إذن ، على الأقلّ ، قليلا ما ، بما أنّ
ما كاد ، فقط ، بقدر ما ، تقريبا ، لأنّ ،أرى أنّ ...إلخ
II-    في المفاهيم :
1- القوّة الحجاجيّة /الوجهة الحجاجيّة :
اعتبر آسكومبر أنّ المحتوى الدّلاليّ لكلّ قول يتكوّن من مصراعين أو واجهتين :
 - الإخبار أو الإبلاغ :L’informativité
- المحاجّة : L’argumentativité
 مثال :
”اعلمْ أنّ المصلحة    في أمر ابتداء الدّنيا إلى انقضاء مدّتها امتزاج الخير بالشرّ ”
 هذا قول واصف يقدّمه الجاحظ وهو متضمّن لـ :
- حكم أوليّ  عن حال الدّنيا : حال لا يصلح إلاّ بامتزاج الخير و الشرّ و منه يُفهم أنّ الشرّ كما الخير نافع هو الآخر
و منه يفهم أيضا أنّ الله قد وضع الشرّ إلى جانب الخير لحكمة ...إلخ
- قوّة تأثيرية بالقول من خلال الرابط (اعلم) تجعل القول يتخطّى عتبة الإخبار و الإبلاغ إلى الحجاج حيث يروم الجاحظ تغيير سلوك الإنسان و نظرته إلى الكون و طريقة تبرير أفعـــــــــاله و أعماله : فالقول فيه قوّة /وجهة حجاجية داعية إلى :
             تنزيه الله تعالى  أن يضاف له الشرّ فأفعاله كلّها  حسنة
            الإنسان موجد لأفعاله  خيرها و شرّها
           حريّة الإنسان تقوم على فكرة الاستطاعة قبل الفعل
 
 فالوجهة الحجاجية للقول الجاحظي المذكور تروم تعبئة المتلقّي في الانخراط في الفكر الاعتزالي الوسطي

*الوجهة الحجاجية :
ما هي الموجّهات الحجاجية ؟ و هل يمكن رصـــــــــــدها و تمييزها على المستوى النحوي ؟
تكون هذه الموجّهات  أحيانا و في كثير من الأوقات أهــمّ و أنجع من المضمون القضوي أو الخبر الذي الذي يتضمّنه القول . فكلمة ” مصلحة“ في المثال السابق موجّه تثمينيّ (Appréciatif) أهمّ من الخبر ذاته كما يمكن أحيانا أن تكون موجّهات التفضيل و المقـــــــــــــــــــــارنة (Evaluatifs)  أهمّ و أنجع من غيرها و هي التي تجعل المحاجّة تطفو و تغلب الإخبار .الوجهة الحجاجيّة للقول هي قاعدة الاستنتاجات الضمنية التي يمكن أن نتأوّلها من خلال واســمات لغوية أو مقامــية أو إشارية و التي تعبّر عن مقصد و غايات المتكلّم . (La visée argumentative)
تُشبّه هذه الواسمات بمحوّلات الخطاب : les aiguilleurs    du discour 
وهي تخضع  لشروط و دوافع مرتبطة بالقصـــــــــــــدية و المواضــــعات و حاجات المؤسسة .


مثال : ”زعم ابن أبي العجوز أنّ الدّساس تلدُ“
هذا القول يحتوي مضمونا قضويا قابلا للتصــــــــديق أو التكذيب : الدّساس تلد و لا تبيض . وهو خبــــــــر خارق للمواضعة و العرف و الحسّ المشترك فالحيّات كما هو معلوم من الزواحف البيوضة : Ovipares و لكنّ الواسم النّحوي : ”زعم ” يوجّه القول وجهة تشكيكيّة قابلة للنّـقض و التبكيت . إضافة إلى أنّ هذا الفعل ينحو بالكلام  منحى بعيدا عن الخطاب العلمي بحكم وروده في السرد القديم (الخرافات و الحكاية المثلية) و يمنح القضية سمة الابتداع و الاختراع و عسانا نخفّف شيئا من التشكيك لو استبدلنا الفعل بـ : أبلغني أو أخبرني ....
كما أنّ التّشكيك يزداد و يجعل حظّ الصّدق من الخبر قليلا طبيعة الإسناد (المعا ضلة و الانقطاع : ابن أبي العجوز مجرّد مروّض حيّات) : فالإسناد يسير بنا نحو أصول غير واضحة وهو أقرب إلى الشكل بلا محتوى .
2- الطبقات الحجاجية /السلالم الحجاجية:
أحيانا يكون التدرّج و التنظيم في المسار الحجاجي أهمّ من المحتوى القضوي و مفهوم السلّم يهتمّ بهذا الجانب : أي دراسة مسار الحجاج انطلاقا من قول الحجة إلى نتيـــجتها و طريقة التــــــلازم و التعاقد و سلّم التفاضل بين الحجج من حيث القوة و الضعف و الكم و الكيف ...إلخ
مثال : في كلام الجاحظ عن فخر السودان على البيضان يعقد سلّما حجاجيّا تفاضليا يتدرّج من النقض إلى التبكيت :
النقض :  ”فقلنا لهم  :بئس ما أثنيتم على السّخاء و الأثرة“
التبكيت : ”و قد وقّفناكم على إدحاض حجّتـــــكم في ذلك بالقياس الصّحيح“
و بين النقض و التبكيت نظّم الجاحظ الحجج حسب مسار تصاعديّ كالتالي :
1- مقارعة الخصوم بنفس الحجة (القياس) ويسمّى هذا الحجاج : مقارعة الشخص بأقــــــــــــواله و أعماله : Argumentation ad hominem
فإذا صحّ القياس الذي يعتبر السودان أسخياء لأنّهم ضعفاء العقول نتج عن ذلك أنّ أكثر الناس علما و عقلا هم الأكثر بخلا و أقلّ خيرا .
2- حجّة الواقع وهي أقلّ قوّة و نجاعة من الأولى :
- الصّقالبة أبخل من الرّوم مع أنّ الروم أبعد رؤية و أشدّ عقلا .
- الرجال و النساء و الصبيان ...إلخ
3- حجة الهجوم الشخصي :Argumentation ad personam كنفي صفة العلم عن الخصـــــم و نعته بالادّعاء :”و قد أقررتم لهم بالسّخاء ثمّ ادّعيتم ما لا يعرف“
3- الإيقاع الحجاجي :   Tonalité argumentative
 هو جملة الخصائص و السلوكات و المواقف التي تظهر في كلام المحاجّ  :
فالحجاج يظهر في درجات عدّة فيكون :
تراجعي/هجومي
مطوّل/مقتضب
شكلي/نوعي
ثاقب/ثقيل
فيه اقتصاد في المجهود/يعبّر عن إطناب مقصود
مستهلك /طريف
جريء /مهادن
بسيط/معقّد
جدّي/ساخر تهكّمي
مباشر/غير مباشر
عدواني/مسالم
III-    أنماط الحجاج : Les types d’argumentation
1- الحجاج الإقناعي : convictif
المحاجّ يستدعي المنطق أو الاقتدارات التحليلية و مهارات البرهنة و الاستدلال لحمل الخصم على المـــــــــــــــوافقة و الإذعــان .
الحجج تكون موجّهة نحو الدعم و الإدراج :L’étayage
أو النقض و التبكيت :Négation et refutation
تكون الحجج مسنودة بأمثلة مختلفة المصادر :
- التجارب الشخصية
 - القراءات
- مجالات معرفية : العلوم ، التاريخ ، الفلســـفة ...
- شواهد أو شهادات
- قيم رمزية أو ثقافية متواضع عليها : أساطير، طقوس ، رموز حيوانية
- حكمة الشعوب : حكم ، أمثال ، نكت ، حكايات شعبية
- نصوص دينية أو قصص وعظية ..
تبنى الحجج حسب مسار استدلالي مخصوص
- استنباطي/استقرائي/ جدلي/تنازلي/تماثلي/لامعقولي/مغالطي
تنتظم المقاطع الحجاجية بواسطة روابط منطقية تكون بمثابة إشارات استهداء موجهة لاستراتيجية المخاطب : مثال : الإكثار من أدوات الشكّ و التبعيض  و الاحتمال(لعلّ ، ربّما ، أعتقد ، ريثما ،إنّ بعـض ، و من ، ... ) قد يوجّه الحجاج في سياقات معيّنة نحو : توخّي الحذر و الخوف من التعميم أو نحو المغالطة و الاستدراج .
أهمّ الروابط :
 - الروابط المتعلقة بالتعليل أو السببية
- الروابط التنظيمية و الترتيبية : أمّا ،   و بخصوص ،  و قبل كلّ شيء ...
- المنظمات المكانية و الزمانية : تارة /أخرى من جهة ، من جهة ثانية ...
- المنظمات العددية :أولا ، ثانيا ، ثالثا ...
- الروابط التنظيمية مهمة في اقتناص المتلقي و شدّ انتباهه . مثال :
نحن الآن في هذه المرحلة ... لقد أنهينا الحديث في الموضوع السابق و سوف  نخوض لا حقا في مسألة كذا...
2- الحجاج المشاوري : A. Deliberatif
المشاورة هي معالجة مسألة من وجهات نظر مختلفة لأخـــذ قرار أو موقف أو تخيّر حلّ من جملة حلول مقترحة .
المشاورة هي مواجهة اعتراضات الأنـــــــــــا و اعتراضات الآخر لبناء قرار حاسم .
المشاورة تأخذ في الاعتبار قيمة القضية قبل إقناع الخـــــــــــــصم و إفحامه .
تكون المشاورة صالحة في السياقات المصيرية ذات الشـــــــأن العام :مشاورات المــــحكمة ، مشاورات البرلمان .
الحوار و المثل و المقال من الأجناس الملائمة للحجاج المشاوري
3- الحجاج الاستمالي : A.persuatif
عندما يستدعي الخطاب الحجاجي مشاعــــــر و أحاسيس المتلقّي فهو يروم استمالته بدرجة أولى .
المحاجّ يستثمر في هذا النوع القــــــــــــــــــيم و المواضعات الثقافية العامة : على المحاج أن يكون مُحيطا بالنسق الفـــــــــــكري و الثقافي للمتقبل
- الاستمالة ترتكز على :
- مبادئ كونية مشتركة : الحقيقة ، الإخلاص ، العدل و الإنصاف ، السعادة ...
- قيم رمزية تتواضع عليها مجموعة بشرية أو تعلي من شأنها على حساب قيم أخرى : الشرف ، الشجاعة ، الكرم ، الصدق ، العمل ، الوطنية 
- أعراف ثقافية و لغوية و بلاغية مثل :
المقابلة (لن تهنأ بعيشٍ مع شدّة التحرّز و لن يتّسق لك أمرٌ مع التّضييع )
-    التضمين
- الإيحاء
- التلميح و التعريض
مثال :
"يا أمير المؤمنين ، أقرّ الله عينك و فرّحك بما أتاك و أتمّ سعدك ، لقد حكمت فقسطت ."
الحجاج الاستمالي يحقق وظيفتين :
التعبيرية (بلاغة القول)
التأثيرية (نجاعة القول أو بلاغة الإقناع)
IV-     الاسترتيجيّة الحجاجيّة :
هي مجموع الأعمال اللغوية القائمة على منطق خطابيّ ما و قوّة قوليّة كامنة و هدف حجاجيّ مضمر أو صـــريح .  و من أنماط الاستراتيجيات الحجاجية التي ضبطها ديــــــــــكرو و آسكومبر :
* الاستراتيجية التشاركية : وهي تروم تقاسم فكرة مع الآخر و قد لا يكون خصما بالضرورة و تبرز من خلال واسمات لغوية أو مقامية نجد ما يقابلها عند الجاحظ من قبيل : ”و لم نر الصمت –أسعدك الله- ... ”و العقل حفظك الله  “ أو كاستعمال ضمير الجمع للمفرد كدليـــــــــــل على التواضع أو للمخاطب للتعظيم و التوقير أو عبــــــارات للتلطيف و التنسيب من قبيل : " و الله أعلم ، و الله وليّ التوفيق ..."
1-     الاستراتيجية السجالية أو التبكيتية : 
 و نراها في بعض النصوص التي تطرح بعض القضايا الكلامية و المذهبية و ينتصب فيها الجاحظ خصما لبقية الملل .
* استراتيجية الدعم و التبرير : وهي استراتيجية بارزة في النصوص التعليمية و خاصة في الرسائل المدافعة عن العقل ووجوه إدراك العلم ...إلخ
2-  استراتيجية دفاعية
3- الاستراتيجية الإنشائية
V-    العوامل و الروابط الحجاجية :
دائرة الروابط الحجاجية أوسع و أشمل من الروابط النحوية و يمكن أن نتحدّث عن روابط دلالية أو مقامية لا تُمثّل لغويّا لذلك يمكن أن يكون الرابط الحجاجي : حرفا أو اسما مفردا أو تركيـــــبا أو جملة أو صوتا أو تعبيرا صوتيا :
Interjection  ...إلخ
الروابط  تمثّل واسمات تداوليّة تربط القول بالمقـــــــــــام و القصديّة  و بفضلها نستطيع تحديد استراتيجية المخاطب

مثــــــــــــــال : يستعمل الجاحظ في كثير من نصوصه الرابط الحجاجي ”اعلمِ“ مخاطبا متلقيا افتراضــــيا أو حقيقيا (محمد بن أبي دؤاد ،الفتح بن خاقان ...إلخ ) وهو رابــــــــــــــــــــط مُشــــــــــــــــــاركيConnecteur de coopération  و يستدعي استحضار منظومة أفكار القارئ ليقاسمه نفس المواقف و القناعات .فهذا الواسم اللغوي يحمل قوّة قوليه تجعل من المتلقّي حاضرا في سياق التلفّظ و طرفا في الخـطاب . و قد لا نغفل عن وظائف أخرى لهذا الرابط من قبيل : الوظيفة التنبيهيّة و التعليميّة .
ومن الروابط البارزة في خطاب الجاحظ : أداة الشرط ”لو“ المفيدة لافتراض الممتنع و ما يلحق بها من قرائن كـــــ“اللاّم ”و ”أو“ ...إلخ  . هذه الروابط تحكم علاقات التركيب التلازمي القائم على السبب و النتيجية أو المقدّمة المفترجة و النتائج المحتملة و قد يعمد الجاحظ أحيانا إلى توسيع و تضخيم دائرة النتائج بقصد التهويل و التفــــــخيم و تبكيت الخصم و حمله على الإذعان .
مثال :
المقدّمة المفترضة :
افتراض أنّ الدّنيا قائمة على ”الشرّ الصّرف“ أو ”الخير المحض“ .
جملة النتائج المحتملة :
هلك الخلق / سقطت المحنة /تقطّعت أسباب الفكرة/عدم الحكمة / ذهاب التمييز /لا تثبّت / لا علم / لا صبر على المكروه / لا شكر على محبوب ...إلخ
و قد ينبّهنا الرابط بمعيّة التركيب إلى تقنية الحجاج القائمة على ما يسمّى : بحجــــــــــّة الانتشار أو العدوى : Argument de propagation/de contagion
وهي التي تقوم على مبدأ عدم تناسب حجم النتائج مع الأسباب أو هول النتائج مع قلّة الأسباب  ، فالجاحظ يجعل من إحدى الفرضيتين (قيام الدنيا على الشرّ الصرف أو الخير الصّرف) سببا في الوبال والفساد الكونيين.

VI-    صنافة الحجج :
 لا توجد حجج صرفة : des arguments purs و إنّما يقاس النوع أو النمط بدرجة التفاوت : فحجة المثال قد نجد فيها المقـــــارنة و السلطة و الواقع .

قسّم بيرلمان و تيتيكا الحجج حسب معيار المرجع :
- حجج قاعدتها الذهن : وهي الحجج شبه المنطقية
- حجج قاعدتها الواقع : وهي الحجج القائمة على بنى الواقع .

 الحجج القائمة على بنى الواقع قُسّمت حسب علاقتيْ التتابع و التزامن :
1-  التتابع  مثل :علاقة الظاهرة بنتائجها أو بأسبابها
2- التزامن : مثل علاقة الفرد بأقواله  أعماله  أو علاقة الفرد بالمجموعة أو علاقة قيمة مجرّدة بمظاهرها الماديّة :
 
I-    في الحجاج المغالطي :
مثل : تشويه حجة السلطة : و نجده عند الجاحظ مثلا عندما يتلاعب بالإسناد أو يحاكيه محاكاة ساخرة من قبيل : "زعم "" أصحابنا " أو تزعم الأعراب و ناسٌ من جهّال أصحاب الأخبار ..."
أو "حدّثني صاحب مسلحة بباب الكرخ" ...
قالوا أنّ ....
تشويه الحجاج السببي :
"لا يصحّ  ذلك لأنّه يحمل أفكارا هدامة تضرّ بالقيم التي أجمعت عليها المجموعة الوطنية ."
- الحجاج السطحي : symptomatique
بناء حكم عام انطلاقا من ملاحظات أو مقدمات جزئية :
مثال : "النظام الأمريكي لا يحمل همّا لما يحصل للمرضى ، أعرف امرأة توفّيت منذ أن دخلت المستشفى بيومين ".
- انتهاك المماثلة :
"أنت تلحّ على اقتناء آلة حاسوب ، هل تعلّمنا أنا و أبوك بهذا الجهاز سابقا عندما كنّا شبابا؟ "
- تشويه الترتيب السببي :
"المغازات مغلقة يوم الأحد لأنّها تفتح يوم السبت"
- حجة التضييق (A. de restriction) أو التوريط (Dilemme)
وهو شبيه بقول أحد بخلاء الجاحظ لمحفوظ النقّاش : "فإن شئت فأكلةٌ و موتةٌ ، و إن شئت فبعض احتمال و نومٌ على سلامة "
- تقنيات أخرى :
الاستدراج بتحريف وجهة نظر الخصم أو  تنسيب موقف وهمي غير مقصود .
أدوات التشويه و التحريف :
- التبسيط
- المبالغة
- التجذير
- التعميم
- التناسي
مؤشرات لغوية مساعدة على ذلك :
أدوات التبعيض و التقليل و أدوات الشــــــــكّ و الاحتمال ، أفعال الاعتقاد ...
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الحجاج : منطلقاته ، تقنياته و مفاهيمه - عبد الرزاق السّومري :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الحجاج : منطلقاته ، تقنياته و مفاهيمه - عبد الرزاق السّومري

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الحجاج في العصر الحديث
» من المنطق إلى الحجاج حوار مع الأستاذ أبو بكر العزاوي
» نحو نظرية فلسفية في الحجاج ـ شاييم بيرلمان ـ ترجمة: أنوار طاهر
» لوسيط في شرح القانون المدني لعبد الرزاق السنهوري
» لوسيط في شرح القانون المدني لعبد الرزاق السنهوري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
انتقل الى: