** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الجرذ الذي ضحك(*) هل لبعض الحيوانات غير الإنسان طبيعة فكاهية؟ ربما نعم.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هشام مزيان
المشرف العام
المشرف العام
هشام مزيان


التوقيع : الجرذ الذي ضحك(*)  هل لبعض الحيوانات غير الإنسان طبيعة فكاهية؟ ربما نعم. Democracy

عدد الرسائل : 1749

الموقع : في قلب كل الاحبة
تعاليق : للعقل منهج واحد هو التعايش
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 25

الجرذ الذي ضحك(*)  هل لبعض الحيوانات غير الإنسان طبيعة فكاهية؟ ربما نعم. Empty
29122012
مُساهمةالجرذ الذي ضحك(*) هل لبعض الحيوانات غير الإنسان طبيعة فكاهية؟ ربما نعم.

الجرذ الذي ضحك(*)
هل لبعض الحيوانات غير الإنسان طبيعة فكاهية؟ ربما نعم.


ذات
مـــرة بينمــا كنت في حالة نعـاس وهـذيـان على ارتفـاع 000 35 قدم في
مكان ما فوق أيسلندا، أخذت أتحسس بطانيتي الزرقاء الدافئة المدسوسة تحت
مقعدي لأتحقق فقط في ظل رعبي الذي لا يوصف من أنني في الواقع كنت أجذب
أصبع قدمِ رجل كبير يتلوى داخل جوربه. والآن مع مزاج مثل مزاجي، تبدو
الحياة موقفا محرجا في إثر آخر، ولذا فعندما التفت حولِي وتبسمت واعتذرت
لصاحب هذا الأصبع، وقع نظري على رجل ضخم الجثة تشي قبعتُه بأنه يجد صعوبة
في العثور على النكتة في هذا الحادث.

هذا
ليس سارا بالمرة، غير أنني أعد هذا الحدث من قبيل المصادفة. وبينما أسند
رأسي إلى وسادة شركة الطيران المغطاة بالمناشف الصحية، خطرتْ في ذهني
ذكريات أكثر سعادة، واحدة منها تتضمن أصبع قدم كبيرا آخر، غير أنه ينتمي
إلى حيوان يتمتع بطبيعة جيدة للفكاهة وملحوظة أكثر من ذلك الجالس خلفي.
وهذا الأصبع الآخر – الذي يشعر بكل لمسة كما يشعر بها نظيره من البشر، وجب
عليّ أن أضيف ذلك - كان لغوريلا يزن 450 رطلا يسكن في السهول الغربية،
مُكلَّس اللثة ويسمى الملك. عندما كان عمري 20 عاما وعمره 27 عاما، أمضيت
معظم صيف عام 1996 مع صديقي الملك الذي أصبح بلا أسنان، أستمع إلى سيناتر> والتينورات الثلاث، وأطـارده مـن جانب إلى آخـر، وأدغدغ أصابع
قدمـه. وقـد كان مستلقيا على ظهره في منزله الليلي، مادّا قدما رمادية
شاحبة ضخمة من خلال قضبان قفصه تاركا إياها تتدلى بينما أتوقع انفجاره في
نوبة من القهقهة الشديدة حين قبضت على أحد أصابع قدميه وضغطت عليه ضغطة
واضحة. وهو بالكاد لم يستطع السيطرة على نفسه حينما استلقيت على الأرض
يوما ما متظاهرا بأنني سوف أقضم ذلك الأصبع السمين. وإذا كنتَ لم تشهدْ
غوريلا منهمكا في نوبة من الضحك، فإنني أوصيك بأن تبحث عن هذا المشهد قبل
أن تنتقل من هذا العالم. إنه شيء ما يثير تصارع الأفكار حتى عند أقوى
هؤلاء المؤمنين «بالخَلْقيَّة»(1) creationists.

هل تتمتع حيوانات أخرى غير الإنسان بحِسّ الدُّعابة(2)؟
ربما نعم في بعض النواحي. ولكن من نواح أخرى، فمن المحتمل أن تكون للإنسان
خصائص فريدة لهذه العواطف. وبصرف النظر عن القصص اللطيفة، فنحن نعلم
القليلَ فقط عن الضحك وروح الدعابة لدى الرئيسيات غير البشرية، غير أن بعض
أهم النتائج في علم المقارنات(3) على مدى العقد المنصرم اشتملت
على الاكتشاف غير المتوقع في أن الجرذان – وبخاصة الصغار منها - تضحك. هذا
صحيح، الجرذان تضحك. على أقل تقدير ذلك الجدل الشجاع الذي أثاره الباحث
الذي نشر مقالا رائعا بل وساخنا حول هذا الموضوع في مجلة أبحاث السلوك الدماغي(4).

وعلى
وجه الخصوص، ركزت أبحاث <پانكسيب> على «إمكانية كون الحيوانات
الأكثر استخداما كأدوات، أقصد القوارض المختبرية، تمتلك تجارب من نوعية
المرح الاجتماعي أثناء أنشطة لعبها وأن مكونا مهما للتواصل المرتبط
بالمزاج لتلك العملية، والتي تنشط التواصل المجتمعي، يُعد شكلا بدائيّا من
أشكال الضحك». والآن قبل أن تذهب متخيلا بعض القهقهات على غرار ستيوارت
ليتل (5) Stuart Little
أنيق المظهر (أم كان فأرا؟)، فإن ضحكة الجرذ لا يصدر عنها صوت مثلما هو
الحال في النوع البشري، الذي عادة يتضمن اندفاعات صوتية نابضة تبدأ
باستنشاقٍ ناطق ويتكون من سلسلة من الشهقات القصيرة المميزة تفصلها فترات
زمنية متساوية إلى حد ما. والنمط الصوتي للضحك البشري هو استنشاق حرف h
يليه حرف علة، يكون عادة a، وذلك إلى حد بعيد لأن حنجرتنا غنية
بالإيقاعات. وفي المقابل، ضحك الجرذ يأتي عــلى شــكل نـــداءات فـــــوق
صوتيــــة عــاليــة التـــردد تصــل إلـى 50 كيلوهرتز، أو «زقزقات» تكون
مميزة من غيرها من الانبعاث الصوتي في الجرذان. وإليك كيف وصف
<پانكسيب> اكتشافه لهذه الظاهرة:

وقد
انتهيت للتو ربما من أول تحليل إثنولوجى منهجي (أعني أنه تحليل منضبط بشكل
جيد) للألعاب الشرسة والمثيرة في الجنس البشري في أواخر التسعينات، حيث
كان الضحك هو الاستجابة الأكثر، كـانـت لديّ البصيــرة (وربمـا التـوهـم)
أن الـزقـزقـة ذات الـ50 كيـلـوهـرتـز فـي الجرذان اللاعبـة ربما كانـت
لها عـلاقـة سلفية(6) بضحك البشر. وفي صباح اليوم التالي، ذهبت إلى المختبر وطلبت إلى أحد تلامذتي في ذلك الوقت أن يأتي ليقوم بدغدغة بعض الجرذان معي.

وعلى
مدى السنوات التي تلت ذلك قام <پانكسيب> ومعاونوه بدراسات منهجية
الواحدة تلو الأخرى لبحث ضحك الجرذان، وقد كشف عن تداخل لافت بين الخصائص
الوظيفية والتعبيرية لهذه الزقزقة في الجرذان الصغيرة وبين نظيراتها في
ضحك أطفال البشر. ولحثِّ جرائه الصغيرة على الضحك، استخدم <پانكسيب>
تقنية أسماها الألعاب اليدوية النوعية المغايرة heterospecific hand play، وهو مصطلح علمي يعبر عن الدغدغة tickling.


الجرذ الذي ضحك(*)  هل لبعض الحيوانات غير الإنسان طبيعة فكاهية؟ ربما نعم. 2012_09_10_47_b

والجرذان
بشكل خاص حساسة للدغدغة، وعلى ما يبدو، في مؤخرتها، وهو المكان الذي
تستهدفه الجراء الصغيرة في أنشطة لعبها مثل سلوك التسلق (حيث يتسلق أحد
الجراء ظهر آخر). وسرعان ما وجد <پانكسيب> أن الجرذان الأكثر حساسية
للدغدغة، وهي عمليا وببساطة، تلك الجرذان التي أصدرت بين يدي البشر زقزقات
بتردد 50 كيلوهرتز كانت الأقوى والأكثر تواترا، كانت أيضا الجرذان الأكثر
نشاطا في اللعب بين الجرذان المدروسة. وقد اكتشف <پانكسيب> أن تحفيز
الضحك لدى الجراء عزز الروابط: بحيث إن الجراء المدغدغة سعت سعيا حثيثا
إلى اليد البشرية التي جعلتها تضحك سابقا. وفضلا عن ذلك، وكما يتوقع في
البشر، فإن بعض المحفزات البيئية المنفرة قد خفضت بشكل كبير حدوث الضحك
بين الجرذان موضع الدراسة.

وعلى
سبيل المثال، فحتى عندما أُبقي التحفيز بالدغدغة ثابتا، تضاءلتْ الزقزقة
بشكل معنوي عندما حصلت الجراء على نفحة من رائحة القطط، أو عندما كانت
جائعة جدا وكذلك عندما تعرضت لضوء ساطع أثناء دغدغتها. وقد اكتشف
<پانكسيب> أيضا أن الإناث البالغة كانت أكثر استجابة للدغدغة من
الذكور، غير أنه بشكل عام كان من الصعب الحث بالدغدغة عند الجرذان البالغة
«ما لم تكن قد دُغدغت كثيرا حال كونها جراء». وأخيرا، عندما تم تخيير
الجراء بين جرذين بالغين – أحدهما كان لا يزال يزقزق بشكل تلقائي بينما
توقف الآخر - أمضت الجراء وقتا أكثر مع الجرذ النامي الذي بدا أكثر سعادة.

وربما
ليس من المدهش أن <پانكسيب> واجه مقاومة مؤسفة لتفسيره لهذا الكم من
النتائج، وبخاصة في صفوف زملائه الباحثين. ومع ذلك فهو يعترض:

«حاولنا
أن ننفي رأينا مرارا وتكرارا، ولكننا فشلنا في ذلك. ووفقا لذلك، نحن نرى
ما يبرر أن ندفع بحذر وأن نضع البذرة الأولى للاحتمالية النظرية بأن هناك
نوعا من العلاقة السلفية بين زقزقات اللعب لدى الجراء وبين ضحكات رضع
البشر.»

والآن، قد يكون
<پانكسيب> أول من يعترف بأن نتائجه لا تعني أن الجرذان لديها «حسُّ
الدعابة»، بقدر ما تقول إنه يبدو أن هناك تماسا تطوريا بين الضحك في
الأطفال أثناء الألعاب الشرسة المثيرة وبين التعبير بالأصوات نفسها في
جراء الجرذان. فحِسُّ الدعابة – لاسيما لدى البالغين - يتطلب آليات معرفية
ربما تكون أو لا تكون موجودة في أنواع أخرى. ومع ذلك، فقد اقترح
<پانكسيب> أنه ربما يكون ذلك تساؤلا تجريبيا يمكن دحضه. «إذا كان
القط يمثل ملمحا مزعجا مستمرا في حياة جرذ ما، فهل يصدر الجرذ بعضا من
الزقزقة السعيدة إذا ما حدث مكروه لعدوه؟ وهل يزقزق جرذ من السعادة إذا
سقط القط في المصيدة أو طُوِّح به في الهواء ممسوكا بذيله؟ نحن لا نحبذ
إجراء هذه التجارب الانفعالية، ولكننا نشجع أي شخص يرغب في المضي في هذا
الاتجاه أن يجد طرقا أكثر أمانا لتقييم هذه الأمور.

والاختلافات
في «نظم» الضحك بين الثدييات تعكسها الاختلافات الهيكلية عبر النوعية في
مناطق الدماغ فضلا عن البناء الصوتي. وفي العدد نفسه من مجلة أبحاث السلوك
الدماغي، وصف
[المتخصص في علم النفس العصبي] وزملاؤه هذه الاختلافات بشكل مفصل. ومع أن
دراسات صور دماغ البشر وهم يشاهدون أفلام كارتون مضحكة أو يستمعون إلى
نكات، قد أثبتت تنشيط تراكيب تطورية قديمة مثل اللوزات المخية amygdala والمتكئة nucleus accumbens، فقد أوضحت مؤخرا أن هناك تراكيب «أوامر عليا» قد نشطت أيضا، تشمل مناطق متفرقة من القشرة المخية الأمامية(7).
ولذا فمع أن الرئيسيات غير البشرية تضحك، فإن الفكاهة البشرية يبدو أنها
تنطوي على العديد من الشبكات الإدراكية المتخصصة غير الموجودة في الأنواع
الأخرى.

الضحك في نوعنا البشري،
بطبيعة الحال، يُستحث بمجموعة كبيرة من المحفزات الاجتماعية ويحدث تحت
مظلة واسعة من المشاعر، ليست دائما إيجابية. وعلى سبيل المثال لا الحصر،
هناك بعض أنماط السياقات العاطفية للضحك يمكن أن ترافق الفرح والمحبة
والتسلية والمرح والدهشة والعصبية والحزن والخوف والخجل والعدوان
والانتصار والتهكم والشماتة (المتعة في مصائب الآخرين). ولكن الضحك عادة
يعمل بمثابة إشارات اجتماعية مشحونة بالعواطف ويحدث في وجود آخرين، وهو ما
قاد العالمة النفسانية وفريقها البحثي إلى استكشاف الوظيفة التكيفية الممكنة للضحك البشري. وهذه الدراسة، التي نشرت في مجلة العاطفة Emotion،
توفر أول دليل تجريبي يبين أن البشر يمتلكون قدرة خارقة على اكتشاف نية
الضاحك النفسية فقط من الخصائص الصوتية للضحكة وحدها. وأحيانا، كما يؤكد
الباحثون، فإن الضحك يشير إلى نوايا عدوانية جدا، وهي حقيقة ينبغي - من
منظور تطوري - أن تحفز استجابات سلوكية، متكيفة بيولوجيا ومناسبة من جانب
المستمع.

الآن، يبدو صعبا، إن لم يكن
مستحيلا، استحثاث مشاعر أصيلة ومتوالية تحت الظروف المخبرية المنضبطة،
ولذا فلدراستهم الأولى قامت <زاميتات> وزملاؤها بالشيء الأفضل
التالي: فقد استخدموا ثمانية من الممثلين المحترفين (ثلاثة رجال وخمس
سيدات) وسجلوا ضحكهم. هذا ليس مثاليا، وضوحا، فقد اعترف الباحثون بمحدودية
تطبيق استخدام «التصويرات العاطفية» بدلا من المشاعر الحقيقية. ولكن «أخبر
الممثلون بالتركيز حصريا على الانخراط في الحالة العاطفية وليس على
التعبير الخارجي للضحك». وهذه هي أنماط الضحك الأربعة الأساسية التي طُلب
إلى الممثلين أداؤها، جنبا إلى جنب مع أوصاف عينات الضحك والسيناريوهات
المستخدمة لتسهيل اندماج الممثلين في أدوارهم:

ضحك البهجة: مقابلتك لصديق حميد بعد انقطاع رؤيته لفترة طويلة.

ضحكة السخرية: ضحكك على خصمك بعد أن هزمته. وهي ضحكة تعكس عاطفة الاحتقار وتعمل على إذلال المستمع.

ضحكة
الشماتة: ضحكك على شخص ما أصابته مصيبة مثل الانزلاق في قذارة كلب. وخلافا
لضحكة السخرية، فالضاحك ضحكة الشماتة لا يريد أن يلحق ضررا بالغا بالشخص
الآخر.

ضحكة الدغدغة: وهي حرفيا الضحك عندما يدغدغ أحدهم جسدك.

وبمجرد
تجميع هذه التسجيلات، تمت دعوة 72 مشاركا من المتحدثين بالإنكليزية إلى
المختبر، وأعطوا سماعات أذن وطلب إليهم تعرف المشاعر وراء هذه الضحكات
المتتالية. وقد استمع هؤلاء الناس إلى العديد من تتابعات الضحك - 429
مقطعا من الضحك إجمالا، كل منها تمثل ضحكات متداخلة عشوائية تراوحت
أطوالها ما بين ثلاث إلى تسع ثوان، وعلى ذلك كان هناك ما بين 102 إلى 111
ضحكة لكل عاطفة. (وقد استغرق ذلك نحو الساعة، أفكار كابوسية تذكرني
بمسلسلات السيت كوم التليفزيونية television sitcomes
في فترة الثمانينات، وتركز انتباهي على مقاطع الضحك الغريبة في الخلفية).
ولكن النتائج كانت مثيرة للإعجاب؛ فقد تمكن المشاركون من تصنيف مقاطع
الضحك بشكل صحيح من خلال مشاعرهم التي عبَّروا عنها بمهارة والتي كانت
بشكل معنوي فوق مستوى الصدفة.

وفي
دراسة أخرى، كانت الخطوات تقريبا متشابهة، غير أن المشاركين قد سئلوا
أسئلة مختلفة تتعلق بالديناميكية الاجتماعية (السلوك المجتمعي) social dynamics.
وتحديدا، لكل مقطع ضحك، جرى سؤالهم عما إذا كان «المرسل» (الضاحك) في حالة
بدنية متوترة أم كان في حالة هادئة، وهل هو أو هي مهيمنا أم منقادا
بالنسبة إلى «المتلقي» (الشخص موضع الدراسة)، في حالة سارة أم غير سارة،
وهل هو أو هي كان ودودا أم فظا تلقاء المتلقي. وفيما يخص هذه الدراسة
الثانية لم تكن هناك استجابات «صحيحة» أو «غير صحيحة»، وذلك لأن إدراك
خصائص مقاطع الضحك المعنية تشتمل على صفات ذاتية. ومع ذلك، كما هو متوقع،
فقد كان لكل فئة من الضحك (المرح والسخرية والشماتة والدغدغة) ملمح فريد
لهذه الأبعاد الاجتماعية الأربعة. وهذا يعني أن المشاركين استخدموا هذه
الأصوات لاستنتاج معلومات اجتماعية محددة فيما يخص المواقف غير المرئية.
فالمرح، على سبيل المثال، استدعى الحكم عليه بأنه قليل الاستثارة ومستكين
وإيجابي التكافؤ على كلا الجانبين. وضحكة السخرية قد برزت بوضوح: كانت
مهيمنة للغاية كما أنها كانت الصوت الوحيد الذي اعتبره المشاركون ذا تكافؤ
سلبي موجه للمتلقي.


يبدو أن الفكاهة (التندُّر) لدى البشر توظف شبكات تفكّرية لا تتقاسمها الأنواع الأخرى.

وقد
كان تصور المشاركين لضحكة الشماتة مثيرا للاهتمام. فقد سُمع كما لو كان
مهيمنا، غير أنه لم يكن كالسخرية؛ والأشخاص الذين شاركوا في هذه الضحكة
اعتُبروا في حالة إيجابية أكثر من أولئك أصحاب ضحكة السخرية وأقل من هؤلاء
أصحاب ضحكة الدغدغة. وكانت ضحكة الشماتة قد صُنِّفت من قِبل المتلقي بأنها
ليست فظة ولا ودودة ولكنها كانت محايدة. ووفقا للباحثين، الذين كانت
تفسيراتهم لهذه البيانات مرة أخرى مستوحاة من منطق تطوري: «ضحكة الشماتة
ربما تمثل أداة دقيقة (ومحتملة مجتمعيا) للسيطرة على المستمع دون عزله في
الوقت ذاته عن سياق المجموعة.»

وأود الاعتقاد بأنني كنت أشاهد مرحا بريئا نقيا في الملك King طيلة تلك السنوات الفائتة، غير أن دماغي بالطبع لم يصمم لحل انفعالات بعينها لدى الغوريلا. ومنذ أن كان يضحك، فيما يبدو، على (8)
بينما كان يشاهدها في التلفاز من قفصه؛ فإن اثنين هو حجم عيّنة صغير، إني
أدرك ذلك، لكنه ربما يجد الكائنات البشرية المثلية الجنس, بصفة خاصة,
مضحكة. وعلى أية حال، لقد أصبحتُ فرحا بدراسة تطور الفرح. ويمكنني هنا
القول إن بيانات الجرذان هذه جعلتني أفكر جديّا في العودة إلى سابق عهدي
حيث كنت نباتيا - وليس يعني ذلك أنني أتناول الجرذان على العشاء، بالطبع،
ولكن الحيوانات الضاحكة أوحت بإمكانية معاناتها على نحو غير عادي وغير
مريح، في ذهني .


المؤلف
Jesse Bering

<بيرنگ> من المساهمين بشكل متكرر في مجلة ساينتيفك أمريكان ومجلة
سليت أند داس Slate and Das (سويسرا). <بيرنگ> هو المدير السابق
لمعهد المعرفة والثقافة بجامعة كوين، ببلفاست. وهو يعيش بالقرب من إيثاكا
بولاية نيويورك.
الجرذ الذي ضحك(*)  هل لبعض الحيوانات غير الإنسان طبيعة فكاهية؟ ربما نعم. 2012_09_10_47_a


(*)THE RAT THAT LAUGHED

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الجرذ الذي ضحك(*) هل لبعض الحيوانات غير الإنسان طبيعة فكاهية؟ ربما نعم. :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الجرذ الذي ضحك(*) هل لبعض الحيوانات غير الإنسان طبيعة فكاهية؟ ربما نعم.

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» عشر حقائق مدهشة حول الدماغ البشري! الدماغ البشري هو أكثر أعضاء جسم الإنسان تعقيدًا، بل ربما يكون أعقد وأعظم شيء في هذا الكون بأسره! إن كل روائع العالم التي أبدعها عظماء البشر هي من إنجاز الدماغ، كما أنه آلة لتخزين ذكريات الإنسان والاحتفاظ بلحظاته الخالدة.
» لماذا يتبادل الإنسان القبل بشفتيه وبلعابه ليعبر عن الحب، في حين أن الحيوانات الأخرى لا تفعل هذا؟
» ليك بعض المفردات في الإنجليزية لأعضاء جسم الإنسان، بالإضافة لبعض المفردات لحواس
» الإنسان إله العالم الافتراضي الذي لم يخلقه من العدم
» ما مدى قوة شعر الإنسان؟ هل باستطاعة شعر الإنسان رفع فيل بالغ؟

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: منبر البحوث المتخصصة والدراسات العلمية يشاهده 23456 زائر-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: