** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 محاربة المؤسسة الإسرائيلية لليبرالية اليهودية في أمريكا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياة
فريق العمـــــل *****
حياة


عدد الرسائل : 1546

الموقع : صهوة الشعر
تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض
تاريخ التسجيل : 23/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

محاربة المؤسسة الإسرائيلية لليبرالية اليهودية في أمريكا  Empty
12102012
مُساهمةمحاربة المؤسسة الإسرائيلية لليبرالية اليهودية في أمريكا




محاربة المؤسسة الإسرائيلية لليبرالية اليهودية في أمريكا







د. حسن صنع الله

2011-12-25




محاربة المؤسسة الإسرائيلية لليبرالية اليهودية في أمريكا  470










يحاول العديد من المفكرين أمثال "بيتر بينارت" (وهو أستاذ
مشارك في العلوم السياسية والصحافة في جامعة في نيويورك) شرح أسباب حالة
التطرف والجنوح نحو اليمين عند الجالية اليهودية في أمريكا، وكيف أنها تشكل
خطرا على ما يمكن أن يصطلح عليه الغربيون على انه ليبرالية يهودية، وكيف
أن المؤسسة اليهودية تحارب ليبرالية الشباب اليهود العلماني من خلال
التعويض عنهم بشباب ارثوذوكس تربوا في مدارس دينية مشبعة بالعداء والكراهية
للعرب والمسلمين، وكيف أن نسبة الولادة المرتفعه في صفوف الأزواج الشابة
المتدينة تلعب لصالح المؤسسة اليهودية في أمريكا ضد اليهودية الليبرالية
الشابة.




الشباب اليهودي العلماني في أمريكا، وخصوصا في صفوف الطلاب
الجامعيين، بدءوا يشكلون عبئا على المؤسسة الإسرائيلية والمؤسسة اليهودية
في أمريكا، فهذه الفئة من الشباب ترفد الدفاع الأعمى عن المؤسسة
الإسرائيلية وجرائمها أمام منتقديها وخصوصا في الجامعات الأمريكية.
خبير الاستطلاعات الجمهوري "فرانك لونتز" بعد أن كلف بالقيام باستطلاع في
صفوف الشباب اليهودي الليبرالي من قبل المتبرعين أو المانحين من يهود
أمريكا، وجد أن المؤسسة الإسرائيلية ليست موضع اهتمام هؤلاء الطلاب في
الكليات والجامعات الأمريكية، فمن خلال ست جلسات مع نوعيات من هؤلاء
الطلاب للحديث عن يهوديتهم وصلتهم بالمؤسسة الإسرائيلية وجد انه في هذه
المرات الست لم يثر موضوع المؤسسة الإسرائيلية من قبل هؤلاء الطلاب، لذلك
اضطر هو لإثارته، ولاحظ أيضا أن هؤلاء الطلاب يستخدمون مصطلح "هم
الإسرائيليون" بدل "نحن الإسرائيليون" من أجل وصف الحالة.
يقول بينارت ان اكتشاف لونتز لهذه الحالة من اللامبالاة لا يثير الدهشة،
ففي السنوات الأخيرة كشفت العديد من الدراسات، كما يؤكد ستيفن كوهن من كلية
الاتحاد العبري أن اليهود الشباب من غير الأوساط الاورثوذكسية على العموم
لا يشعرون بانتماء للمؤسسة الإسرائيلية، كما هو الحال في أوساط الليبراليين
من كبار السن. وهناك العديد ممن يتنبئون غياب شبة تام للمشاعر الايجابية
في أوساط الليبرالية الشابة اتجاه هذه المؤسسة، ففي العام 2006 رفض مجلس
الطلاب في برانديس وهي الجامعة الوحيدة غير الطائفية المدعومة من قبل
اليهود، قرارا للاحتفال بالذكرى الستين للمؤسسة الإسرائيلية.
عندما قام لونتز بسبر آراء هؤلاء الطلاب من الليبرالية اليهودية الشابة حول
المؤسسة الإسرائيلية تفاجئ من بعض المعتقدات الراسخة عند هؤلاء الطلاب،
حيث وجد أنهم يحتفظون بحقهم في نقد ومناقشة الموقف الإسرائيلي رافضين
الطاعة العمياء، ورافضين انه كون المؤسسة الإسرائيلية "مهددة من جيرانها"
كما تحاول هذه المؤسسة تصوير الموقف، وكون أنها ضحية المحرقة، فعليه يحق
لها ان تدافع عن نفسها دون النظر الى النتائج. فهؤلاء الشباب بحسب لونتز
يرفضون " مجموعة التفكير" اليهودي في أمريكا التي تتخذ آراها وتبنيها دون
تقييم نقدي لأفكار بديلة او وجهات نظر. ونادى هؤلاء بحوار مفتوح وصريح حول
المؤسسة الإسرائيلية وعيوبها، ووجد لونتز أيضا ان هذه المجموعة من الشباب
التي تؤمن بالفكر الليبرالي تتوق الى السلام، كما وجد بعضهم يتعاطف مع محنة
الشعب الفلسطيني رافضين توصيف لونتز للفلسطينيين على أنهم مجتمع عنيف
ومفعم بالكراهية، والبعض منهم انتقد الاوصاف التي ساقها لونتز معتبرين
إياها مبنية على أفكار مسبقة مغلوطة وغير عادلة مستشهدين ببعض أصدقائهم
المسلمين.
معظم هؤلاء الطلاب يؤمنون بالفكر الليبرالي وهذا أهم ما يقلق المؤسسة
الصهيونية في أمريكا، فالإيمان بالحوار المفتوح والتشكيك في القوة العسكرية
والالتزام بحقوق الإنسان، كل هذا لا يصب في صالح المؤسسة الإسرائيلية، فما
يقلق المؤسسة الصهيونية في أمريكا أن هذه القيم سيسلط عليها الضوء حينما
يتعلق الأمر عليها بالمؤسسة الإسرائيلية، فهؤلاء الشباب اليوم في أمريكا
يؤمنون بصهيونية جديدة لا تتنكر "للحق اليهودي" ولكنها تعترف أيضا بان
الفلسطيني يستحق الكرامة وانه، على خلاف ما تزرعه المؤسسة الإسرائيلية في
عقول الشباب الاورثوذكس، شعب قادر على صنع السلام، وهؤلاء الشباب على
استعداد لإدانة أية حكومة إسرائيلية لا تشاطرهم هذا الفكر. لذلك هؤلاء
الشباب اليهود هم الذين يزورون خيام الاعتصام في شرقي القدس والبلدة
القديمة ليتضامنوا مع الشعب الفلسطيني ضد الجرائم الاسرائيلية. وبحسب
بينارت هذا ما حاولت المؤسسة الصهيونية محاربة طوال حياتها. أي محاربة
الفكر الليبرالي في صفوف الشباب اليهودي العلماني الذي لا ينتظم في مدارس
دينية للتشبع من كراهية العرب والمسلمين.
في المجتمع اليهودي في أمريكا اليوم، بحسب بينارت يمكن تقسيمه إلى قسمين:
المجتمع الاورثوذكسي وغالبية هذا القطاع من الصهاينة؛ والمجتمع العلماني
الذي يحوي في صفوفه العديد من الليبراليين، وبدأ في الآونة الأخيرة يلاحظ
تنافر بين هذين المجتمعين، خصوصا في صفوف الأجيال الشابة ، فالقليل القليل
من الليبراليين اليهود في أمريكا يمكن اعتبارهم صهاينة، والقليل القليل من
اليهود الصهاينة يمكن اعتبارهم ليبراليين، وأحد الأسباب في ذلك هو أن
المؤسسات اليهودية الرائدة في الولايات المتحدة رفضت تعزيز- وعارضت بالفعل
صهيونية يمكنها أن تتحدى الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية، قطاع غزة
وضد المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني. بينارت يؤكد أن المؤسسة
الإسرائيلية حذرت اليهود الأمريكان من الليبرالية التي تقف على أبوابهم،
ولكنها فوجئت أن العديد من الشبان اليهود اخذوا يفحصون صهيونيتهم في
المقابل.
يرى بينارت أن الصهيونية تدور في حلقة مفرغة من ناحية أخلاقية، مؤكدا انه
إذا لم تقم أيباك ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيسية،
بتغيير مسارها سوف يستيقظون ليجدوا جيلا من الشباب الأرثوذكس التي تهيمن
عليها القيادة الصهيونية والمعادي للعرب والفلسطينيين يخيفهم هم أيضا،
وهذا فيه إشارة إلى التطرف في أوساط الشباب اليهود الأرثوذكس ، الذين
يهاجرون ليستوطنوا الضفة الغربية (أمثال شباب التلال وشباب تدفيع الثمن)
للقيام بأعمال عدائية ضد السكان الفلسطينيين.
منذ عقد التسعينات وصف الصحفيون وعلماء السياسة (أمثال عزرا ازراحي-الجامعة
العبرية) حالة من التشعب في المجتمع الإسرائيلي، فما كان بعد عقود يعرف
بالإجماع القومي على الرواية الصهيونية تلاشت في خضم صراع الروايات، فهناك
رواية تأسست على ذاكرة طويلة من الإبادة الجماعية والاضطهاد ، وصراع مرير
من أجل البقاء ، لا تبعث على التفاؤل، لا تثق بغير اليهود، وتؤمن فقط
بالقوة التضامن اليهودي؛ وأخرى تتغذى من التصورات العلمانية للخلاص ، وكذلك
فكرة التنوير من اجل التقدم التي توضح الشعور العميق لدى هؤلاء بمحدودية
القوة العسكرية، وتنادي بالالتزام بالقيم الديمقراطية الليبرالية. والملاحظ
داخل المؤسسة الإسرائيلية ازدياد رقعة هذا الخلاف في وجهات النظر، ولكن
الغلبة حتما بدأت تظاهر لصالح أصحاب التصور الأول المعادي لليبرالية. وهذا
ما يحاول بينارت أن يوضحه.
أزراحي يرى أن الصهيونية الليبرالية الديمقراطية نمت جنبا إلى جنب مع
الفردية الجديدة ، خصوصا في اوساط العلمانيين في إسرائيل، المطالبة بزيادة
حرية التعبير ، والشكوك في السلطة القسرية، حيث يقول انه يمكنك أن ترى هذه
الروح في "المؤرخين الجدد" مثل توم سيغيف الذين بحث دون خوف في زوايا مظلمة
من الماضي الصهيوني، يمكنك ان تراها ايضا في رئيس المحكمة العليا السابق
اهارون باراك الذي رد قوانين الكنيست التي تنتهك ضمانات حقوق الإنسان في
إسرائيل"القوانين الأساسية. " يمكنك أن ترى أيضا في استعداد رئيس الوزراء
السابق ايهود باراك على ما يبدو للتخلي عن جزء كبير من الضفة الغربية في
عام 2000 وأوائل 2001. ولكنه يتناسى ملف باراك الاسود بحق العرب
والفلسطينيين، وبارك "الليبرالي" هو الذي دخل في تحالف مع أكثر حكومة
متطرفة في تاريخ الإسرائيلي حتى ألان، وهي حكومة تثمل كل المجتمع
الإسرائيلي الذي جنح نحو التطرف، وهذه الحكومة هي التي تشرعن العنصرية
والتمييز العنصري، فالمؤسسة الإسرائيلية لا تحترم هذه المبادئ الليبرالية
التي يتكلم عنها ازراحي فكل من بقي في المجتمع الإسرائيلي يؤمن بهذه
الأفكار أصبح كمن ينفخ في الهواء. ويكفينا هنا ان نذكر حالة استشهد بها
الكاتب نفسه عن ايفي ايتام (2006) الذي اقترح على الحكومة تطهير
الفلسطينيين عرقيا من الضفة الغربية وإخراج عرب الداخل من اللعبة السياسية.
في عام 2008، ودمج ايتام لحزبه آحي مع الليكود . وفي العام 2009-2010 كان
مبعوث خاص لنتنياهو في الخارج لزيارة مؤسسات أكاديمية. وبهذه الصفة ، زار
عشرات المدارس الثانوية والكليات الأمريكية نيابة عن الحكومة الإسرائيلية،
ومن المثير للسخرية أن المجموعة التي دعته نظمت جولته تحت اسم " قافلة من
اجل الديمقراطية".
نموذج اخر من هذه الحكومة هو ليبرمان الذي في شبابه انضم إلى حركة "كاخ"
المحظورة، وبحسب بينارت فإن ليبرمان وحكومته في فترة يمكن ان يطلق عليها
مرحلة ما قبل الطرد (للعرب) فهو يهيئ الساحة السياسية لطرد العرب من خلال
مقترح قانون الولاء وغيرها من القوانين العنصرية وهي أكثر من أن تحصى في
هذا المقال. ويرى بينارت انه عندما يتعلق الأمر بالضفة الغربية فان سجل
نتنياهو أكثر تطرفا من ربيبه ليبرمان. ففي كتابة عام 1993 "مكان بين
الأمم"، نتنياهو لم رفض فقط فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، بل انه أنكر أن
هناك شيء من هذا القبيل يسمى فلسطين، وساوى بين فكرة إقامة الدولة
الفلسطينية والنازية. فقد كتب "انسحاب إسرائيل من الضفة سيكون بمثابة دولة
غيتو "بحدود اوشفيتز"، والمسعى لقلع "يهودا والسامرة" من إسرائيل تشبه
محاولة هتلر لانتزاع منطقة السوديت، الناطقة بالألمانية، من تشيكوسلوفاكيا
في عام 1938. انه أمر غير عادل، يكمل نتنياهو، مطالبة إسرائيل بالتنازل
عن مزيد من الأراضي لأنها قامت بالفعل بتقديم تنازلات مؤلمة. أي نوع من
التنازلات يتساءل بينارت؟ أنها تخلت عن مطالبتها في الأردن، والتي حسب رأي
نتنياهو يجب أن تكون جزءا من الدولة اليهودية.
يرى الكاتب بينارت، وهو يهودي الأصل، في مقاله "انهيار المؤسسة اليهودية
الأمريكية" أن تحالف حكومة نتنياهو هو نتاج مخيف لاتجاهات طويلة الأمد في
المجتمع الإسرائيلي: السكان الارثوذوكس المتشددون الذين تتزايد إعدادهم
بشكل كبير؛ حركة المستوطنين التي تنمو أكثر راديكالية وترسخت أكثر في
البيروقراطية والجيش الإسرائيلي، ومجتمع المهاجرين الروس الميال لعنصرية
معادية للعرب.
الجالية اليهودية المنظمة تحاول منع الآخرين من انتقاد المؤسسة الإسرائيلية
علنا في أمريكا، ففي السنوات الأخيرة شنت المنظمات اليهودية الأمريكية
حملة لتشويه سمعة مجموعات حقوقية لها احترامها عالميا. في عام 2006، وصف
فوكسمان تقرير منظمة العفو الدولية حول قتل إسرائيل للمدنيين اللبنانيين
"بالمتعصبة، والمنحاز ، ومعادي للسامية". و مؤتمر الرؤساء أعلن أن
"المنظمات غير الحكومية منحازة وهذا الاتهام شمل: تشمل منظمة العفو الدولية
، هيومن رايتس ووتش، ومنظمة المعونة المسيحية ، و" أنقذوا الأطفال".
وبذلك يرى بينارت ان المجموعات اليهودية في أمريكا تنحاز إلى إحدى تصورات
الصراع داخل المؤسسة الإسرائيلية حول التصور الصهيوني، وهي بذلك تدعم الفكر
الراديكالي وليس الليبرالي. وفي السياق ذاته المؤسسة الإسرائيلية تتعامل
مع المجموعات الحقوقية في إسرائيل بنفس السياسية، فرغم أن "بيت سيلم" على
سبيل المثال لا الحصر ليست منحازة للجانب الفلسطيني، ولكنها تراقب الخروقات
الإسرائيلية بموضوعية نسبية، إلا أنها نعتت على لسان يعلون بأنها "فيروس"،
كما أن جماعة يمينية تدعى "ام ترتسو" وصفت الجمعيات الحقوقية بتغذية لجنة
غولدستون بالمعلومات عن حرب غزة، ومؤخرا قدم حزب ليبرمان مسودة قرار لتجفيف
منابع ما يسمى المنظمات اليسارية.
لقد فرغت المؤسسة اليهودية الأمريكية اليوم لغة الليبرالية الصهيونية:
مصطلحات حقوق الإنسان، المواطنة المتساوية والتسوية الإقليمية من مضمونها
ومعانيها، إلا أن المروجين للفكر الليبرالي يرون أنها تبقى لغة مشتركة في
جزء منه لأسباب متعلقة بالأجيال اليهودية، فالعديد من شيوخ الصهيونية
الأمريكية لا يزالون يرون أنفسهم ليبراليين نوعا ما، بحيث لا تحركهم دعاوى
توراتية للضفة الغربية، ويرون بالفلسطينيين أناسًا يستحقون الاحترام، إلا
انه غرر بهم من قبل قادتهم، وهؤلاء الشيوخ أيضا يرون أنفسهم أنهم علمانيون،
ولكنهم لا يريدون مؤسسات يهودية تنتقد المؤسسة الإسرائيلية من اليسار، ولا
يريدون أيضا أن يكونوا وكلاء لليمين الإسرائيلي.
الصهاينة الأمريكان، في عيون الكتاب الليبراليين هم إلى حد كبير نتاج لعصر
معين، حيث أن العديد منهم تأثر وتشكل فكريا على ضوء ما يطلقون عليه "الأيام
المرعبة" التي سبقت حرب الأيام الستة، عندما صور الإسرائيليون أن كيانهم
سيجتاح، وكذلك بذكريات حرب أكتوبر 1973 حينما بدا العالم وكأنه ضد الدولة
"اليهودية"، وهم يرون انه في ظل هذا الاختبار "القاسي" أصبحت المؤسسة
الإسرائيلية هوية هؤلاء الليبراليين الشيوخ، وفي نظرهم هذه الحروب أعادت
إلى الأذهان المحرقة وجعلتها مركزية في حياتهم. فهؤلاء اعتنقوا الصهيونية
قبل أن تصبح حركة الاستيطان قوة رئيسة في السياسة الإسرائيلية، وقبل حرب
1982 وقبل الانتفاضة الأولى.
ما يقلق المؤسسة اليهودية في أمريكا والمؤسسة الإسرائيلية، هو أن الشباب
اليهودي الليبرالي في أمريكا لا يعيش هذه الذكريات التي عاشها الكبار، فهم
ولدوا والمؤسسة الإسرائيلية دولة مسيطرة ومحتلة لأراضي الغير، وتتلقى دعمًا
عسكريًا كبيراً من الولايات المتحدة، وهم مدركون أكثر من آبائهم أن
المؤسسة الإسرائيلية تخرق المثل الليبرالية.
في ظل التخوف من فقدان دعم المؤسسة الإسرائيلية في صفوف الشباب الليبرالي،
اتجهت المؤسسة اليهودية في أمريكا لتعوض عن هذا النقص في صفوف الشاب اليهود
الاورثوذكس الذين تربوا في المدارس الدينية والطائفية في أمريكا، فهؤلاء
هم اللذين عدلوا كفة الميزان لصالح المؤسسة اليهودية في أمريكا، كونهم
يلجئون إلى الزواج المبكر ونسبة الإنجاب عندهم عالية جدا، وعليه فإن
الميزان الديموغرافي لعب لصالح اليمين الإسرائيلي داخل المجتمع اليهودي في
أمريكا، وعليه باستطاعة المؤسسة اليهودية رغم وجود عداء ليبرالي لها داخل
المجتمع اليهودي من أن تحافظ على فكر غير ناقد وغير معاد للمؤسسة
الإسرائيلية، فهؤلاء الشباب الاورثوذكس الذين عاشوا فترة الانتفاضة شكلوا
عام 2006 34% من جيل 18-24 وهم يشكلون طفرة بالنسبة للمؤسسة اليهودية في
أمريكا، كونهم تعلموا الولاء الأعمى للمؤسسة الإسرائيلية منذ الصغر، ويقضون
سنين في التعليم الديني بعد الثانوية.
من اجل محاربة الليبرالية اليهودية قامت المؤسسة اليهودية في أمريكا
باحتكار الإعلام من اجل منع بث معاناة الشعب الفلسطيني قدر الإمكان في
الإعلام الأمريكي، كما ونصح لوتنز المانحين اليهود الذين استخدموه في فحص
الليبرالية اليهودية في أمريكا باستخدام كلمة عرب بدل فلسطينيين لان فلسطين
تستحضر مخيمات اللاجئين وضحايا الاضطهاد، فيما كلمة عرب تستحضر الغنى
والنفط والإسلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

محاربة المؤسسة الإسرائيلية لليبرالية اليهودية في أمريكا :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

محاربة المؤسسة الإسرائيلية لليبرالية اليهودية في أمريكا

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: استـــراجيــات متحـــــــــــــــولة يشاهده 478زائر-
انتقل الى: