** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 مطاع الصفدي فيلسوف التفكيك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياة
فريق العمـــــل *****
حياة


عدد الرسائل : 1546

الموقع : صهوة الشعر
تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض
تاريخ التسجيل : 23/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

مطاع الصفدي فيلسوف التفكيك Empty
10102012
مُساهمةمطاع الصفدي فيلسوف التفكيك






أودّ في بداية هذه الأمسية
الفكريّة أن أوجّه كلمة شكر وامتنان إلى هيئة الحركة الثقافيّة التي
عوّدتنا منذ انطلاقتها على تكريم روّاد الفكر في لبنان والعالَم العربيّ،
لتسليط الضوء على روائعهم في حقل المعرفة. ويَسُرّنا اليوم أن نتحلّق حول
عَلمَين كبيرين من روّاد الفكر والنهضة في الشرق، مطاع صفدي وجورج طرابيشي.
علمان وقفا حياتَهما في خدمة الكلمة الحرّة من أجل تَحرير الإنسان في هذه
المنطقة من الظلاميّة القسريّة التي غرّبته عن ذاته وأرغمته على العيش في
الذُلّ والمهانة. ويشرّفني أن أطوف، ولو باقتضاب، في رحاب فكر الصديق مطاع
صفدي لأستلهم تَجربته الفلسفيّة الفريدة، التي ما برحت حتّى الآن تترصّد
كلَّ فِكرٍ يسترخي في التبعيّة والامتثاليّة والماضويّة.




مطاع صفدي فيلسوف يَخفي في داخله
ثورةً عارمة، ثورةَ المثقّف المشرقيّ الأصيل الذي اكتشف باكرًا مواطن
التصدّع والانْحلال في جسم الإنسان في هذه المنطقة من العالَم. فراح، من
دون كلل، يذود عنه بقلمه المعبِّر، مستخدمًا ثقافته الواسعة، ليَعمل على
هَدم المحرّمات من أيّة جهة أتت وتفكيك ما يبدو للعِيان جليًّا وواضحًا.




مطاع صفدي فيلسوف يتحاشى عن
التملّق، يرتاب من المسلّمات، ينهال على القارئ دون هوادة. اتّخذ الفكر
النقديّ والتفكيكيّ سبيلاً، إذ من دون هذا الفكر، في رأيه، تقبع الشعوب في
رتابة مُمِلّة، تستسيغ ماضيها، وتذهب ضحيّة الوهم والانطواء والغرور. ولعلّ
«تفوّق» الغرب على الشرق منذ مئات السنين في ميادين شتّى، أنّه فَهِمَ أنّ
مسيرة التاريخ مسيرة تَجاوزيّة، تُفكِّك كلّ مُحاولة تسلّطيّة أو
دوغمائيّة، سواء أكانت سياسيّة أو اجتماعيّة أو دينيّة.




عاصر مشاهير الفلاسفة في فرنسا
وألمانيا وحاورهم في مؤلّفاته المتنوّعة، من أمثال جان بول سارتر وجيل
دولوز وميشال فوكو ودريدا وهيدغروهابرمس وغيرهِم، مِمّا أضفى على فكره
التنويريّ رونقًا خاصًّا تَجلّى في معظم كتاباته. من يرغب التعرّف إلى
قراءة دقيقة لِهؤلاء الفلاسفة بلغة عربيّة واضحة ومتينة، لا يُمكنه أن
يتجاهل ما تركه مطاع من ترجَمات ودراسات قيّمة في هذا المجال.




من يتعمّق في مؤلّفات مطاع صفدي،
يكتشف باكرًا إلى أيّ حدٍّ استحوذ الفكر النقديّ على مضمونِها. فقد فَهِم
جيّدًا بنيةَ العقل الغربيّ وتركيبَته، وسعى إلى رَفد العالَم المشرقيّ
بِهذا الفكر، في كتابات تكاد كلّها تَحمل كلمة نقدٍ في عنواينِها. فمن نقد
العقل الغربيّ إلى نقد الشرّ المحض في جزئيه إلى كتابه ماذا يعني أن
نُفكِّر اليوم. فلسفة الحداثة السياسيّة، نقد الاستراتيجيّة الحضاريّة،
مرورًا بـ نظريّة القطيعة الكارثيّة، إلى مقالاته الشيّقة في مَجلّة «الفكر
العربيّ المعاصر»، ترتسم ملامح فكره متجلّية في مواضيع تفكيكيّة متشعبّة،
حاول أن يُعيدَ بناءها من جديد، كيما ينفض عنها غبار الأفكار المسبّقة
والتأويلات المزيّفة والعمارات الكاذبة، سواء أكان في الغرب أو في الشرق.




سأحاول في هذه المداخلة، ولو بخطى
متردّدة، أن أعرض رؤية مطاع صفدي التفكيكيّة التي رافقت نضاله الفكريّ
الطويل، مستندًا إلى أهمّ المواضيع التي تطرّق إليها، كمفهوم الحداثة،
ومفهوم القطيعة في فكر جيل دولوز وميشال فوكو، ونقد المعرفة التسلّطيّة،
والمقدّس والدنيويّ، ومُحاولة غربنةِ العالَم وأمركته، وموقع العالَم
العربيّ من هذه الرؤية التساؤلات كلّها.




الحداثة الدائمة



يعتبر مطاع صفدي أنّ العقل الغربي
منذ عصر التنوير في حداثة دائمة. فمن مزايا هذا العقل أنّه لا يتورّع من
نَقْدِ ذاته، إذ لا يركن إلى أيّة أنظومة ثقافيّة أو مُجتمعيّة، بل يُعمِل
فيها النقد والتفكيك كي يصون نفسه من «كلّ جهاز يُحاول احتباسه»(1) . ولعلّ
سِرَّ نَجاحه أيضًا أنّه لا يستسلم للغرور من جرّاء نَجاحاته الباهرة،
و«لا يغرق في منتجاته»(2)، وكأنّه تَعلّم من الحضارات الأخرى، التي انْهارت
الواحدة تلو الأخرى، أنّ التعايش دومًا «مع واقعة الانْهيار»(3) خيرُ
وسيلة لتفاديه. ومع أنّ العقل الغربيّ كان السبّاق في نَشْر الإيديولوجيّات
في المجتمع المعاصر، إلاّ أنّه كان أيضًا من «أكبر مكتشفي ألعابِها، وأشجع
المتصدّين لقلاعِها، والمدّمرين لِهياكلِها»(4) .




لا شكّ أنّ المشروع الغربيّ
الثقافيّ وَقَعَ في نَموذج «فكرة الواحد وسلطانه المثاليّ المطلق، سواء في
صفحته الميتافيزيقيّة التيولوجيّة، أو في صفحته… الواقعيّة»(5)، إلاّ أنّ
تَمرّد العقل وقدرته الدائمة على النَقْد، أسهم إلى حدّ كبير في زعزعة هذه
الأحاديّة وحَملها على مراجعة ذاتِها. وهذا ما كشفه هيغل في منهجه الجدليّ،
إذ انتقل الفكر من قطيعة إلى قطيعة ومن انفصال إلى انفصال (من دون أن ندخل
في نقاش مع هيغل) في حركة نفي دائِمة، وكأنّ القطيعة باتت «إيقاعًا
دائِمًا لأزمانه المتغيّرة المتقلّبة»(6) .




ما يُميّز العقل الغربيّ عن سائر
الحضارات الأخرى أنّه كان أوّل من أحدث «قطيعة كبرى مع الواحد
اللاّهوتيّ»(7) وأخرجه من دائرة بنيته السياسيّة والاجتماعيّة. «هذا
الانفكاك عن الواحد اللاّهوتيّ، على حدّ تعبيره، هو منطلق الحداثة». إلاّ
أنّ هذا النفي للواحد اللاّهوتيّ اتّبعه أيضًا نفيٌ للآخر. فقد استخدم
العقل الغربيّ الشعوب الأخرى فاغتنى بِها ثُمَّ رماها بعيدًا، مفتّشًا عن
بديل آخر. فإذا بالحداثة تتحوّل إلى حداثويّة، استخدمها الغرب في المجالات
كلّها، إلى حدِّ استنْزاف مضمونِها النيّر والنبيل. فَظَنَّ أنّه بِمشروعه
الثقافيّ سيستوعب حركة التاريخ العالَميّ. لقد «ضَمِنَ بذلك ألاّ يدع أحدًا
سواه يَمتلك الوعي والفعل في لَحظات ضعفه، وأن ينتزع منه زمام المبادرة،
واحتكار القيادة. وأكثر من هذا فإنّه استخدم عثراته كمناسبات لعودته إلى
ذاته، وإعادة النظر في كلّ ما تفَهمه وخَطَّطَ له»(8) .




في هذه القراءة المقتضبة للحداثة
وللعقل الغربيّ، حاول مُطاع صفدي أن يُبيّن أيضًا كيف يواجه هذا العقل
مرحلة دقيقة من تطوّره. إنّه اليوم في مرحلة نَقْد النَقْد، أي في مرحلة
نَقْدِ مكتسباته، إذ اكتشف أنّه لَمْ يَعُدْ كما كان من قبل مِحور كلّ شيء.
وهو الآن في مرحلة تفكيكيّة جديدة لنفسه لإعادة انتشاره بطرق مُختلفة…
وهذا ما يَجعله، على الرغم من تنامي ثقافات أخرى تضاهيه، في طليعة الثقافات
العالميّة.




ويتساءل مطاع صفدي عن موقع العالَم
العربيّ من خطاب المشروع الثقافيّ الغربيّ. هذا العالَم كان، وما برح حتّى
الآن، ساحة لبطولات الغرب الدونكيشوتيّة، وفرصًا لفتوحاته العلميّة
والاستعماريّة؟ يستاءل، وفي قلبه مرارة الكاتب العارِف والناقد، وفي الوقت
عينه، العاجز عن إحداث تغيير فيه، إذ يَعتبر أنّه طالَما لَمْ تتوفّر فيه
العناصر التي قام عليها العقل الغربيّ، عنيت بِها النَقْد الصريح، وتَخطّي
الموروث، ووضع حدّ لتدخّلات الواحد التيولوجيّ في أدقّ تفاصيل الحياة،
سيبقى هذا العالَم، حتّى بعد استقلاله، خاضعًا للغربنة أو للأمركة، ينتقل
من عزلة إلى أخرى.(9)




صراع مطاع صفدي مع الخطاب الفكريّ
العربيّ صراعٌ جوهريّ. فهو يَعتبر أنّ مِحنة هذا الفكر تَكمن في الأجوبة
الجاهزة عن كلّ شيء. خطابٌ يفتقر إلى «سؤال واحد»(10)، على حدّ تعبيره.
خطابٌ فكريّ يتفّصح في الكلام لتقديم الحلول قبل طرَح الإشكاليّات. «هذا
الخطاب يُهاجم العالَم بكلّ اليقينيّات والوثوقيّات التي لديه قبل أن يَطرح
على ذاته وعلى العالَم من حوله، من يكون هو، ومن يكون الآخر الذي عليه أن
يستوعبه قبل أن يعرفه»(11).




هذا الخطاب الجاهز، في رأيه، بات
خارج حركة الزمن المعاصر. إنّه خطاب يرفض الانْخراط في التاريخ، بل يَخاف
من مواجهة الفكر النقديّ والتفكيكيّ، لأنّه يعتبر نفسه فوق التاريخ، وفي
منأى عن النقاشات الفكريّة التي تعمل دومًا على ضبط المفاهيم بغية تأوينها،
كي تكون أكثر ملائمة مع العصر. خطابٌ أجاب عن أسئلة لَمْ يطرحْها، لا هو
ولا أحد، عليه، ومع ذلك يطرحها على نفسه برتابة لفظيّة عقيمة. ويتابع في
السياق عينه: «هذا الخطاب أَعدّ عُدَّته الكاملة ليجعلها أبستيميةَ
الإبستيميّات (أو معرفة المعارف). وبذلك أخرج نفسه من حلقة البحث. ولَمّا
كان هو الموجود وحدَه فقد فَرَضَ ماضيه الدائم باعتباره ذاكرةً مستقبليّة،
ذاكرة للمستقبل كلِّه… اعتبر هذا الخطاب أنّ كلامه هو كلام الواحد،
والآخرين هم المستمعون الذين لا كلام لَهُم»(12). ولعلّ أهميّة الفكر
الغربيّ أنّه تَمكّن من خلال ما يُسمّى بالقطيعة أو بالتفكيك من خَلْقِ
مناخ فكريّ متجّدد، إذ أحدث ثورة لسانيّة مهمّة، حرّرت «اللغة من سلطان كلّ
أمر مطلق»(13).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مطاع الصفدي فيلسوف التفكيك :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

مطاع الصفدي فيلسوف التفكيك

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
انتقل الى: