** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 منطق الافتنان بمحنة الضحية الكحولية ليست قيمة مضافة للإبداع!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

منطق الافتنان بمحنة الضحية الكحولية ليست قيمة مضافة للإبداع!  Empty
08112011
مُساهمةمنطق الافتنان بمحنة الضحية الكحولية ليست قيمة مضافة للإبداع!

منطق الافتنان بمحنة الضحية الكحولية ليست قيمة مضافة للإبداع!  Fadeh_74_A

قبل بضعة أسابيع، نقلت أنباء من بغداد نبأ وفاة الشاعر العراقي عقيل
علي، بما أضاف نبأ فاجعاً للأنباء التي تترى دون انقطاع، مما كانت عاصمة
الرشيد. لم يحظ نبأ الوفاة في بادئ الأمر بتأكيدات، بل إن هناك من نفى
النبأ، قبل أن تتبين صحته للأسف.

وقد رحل الشاعر في ظروف مأسوية إذ كان مشرداً بلا سقف يؤويه، في شوارع
وأحياء مشحونة بالفخاخ. لم يتعرض عقيل علي لحادث اعتداء عرضي أو مقصود،
ولكنه فارق الحياة إثر نزيف داخلي عجز الأطباء عن وقفه، بعد تأخر وصوله
إليه وتلكؤ سيارة إسعاف في نقله. على أن الشاعر قبل رحيله، تعرض لتفوهات
حاول أصحابها النيل منه ومن موهبته. فقد قيل أنه نسب أشعار غيره إليه، وأن
شخصه لا ينبئ بقدرات إبداعية. غير أن هذه التقولات التي لا تعدو أن تكون
نميمة سامة، لم تنل من عقيل علي، الذي لم يكن يسعى للبرهنة على شيء سوى على
استقلاليته وفرديته، وعلى عدم النسج على منوال أحد من سابقيه أو مجايليه.

وقد تمكن من الصمود في حقبة التسعينات الحالكة، وغادر في أواسط هذه
الحقبة إلى عمان، لكنه لم يكن "جاداً" في الهجرة، إذ لم يلبث أن عاد بعد
بضعة شهور إلى حياة المحنة في وطنه. ويقال إنه بدد ثروة ورثها عن والده،
وربما كان ذلك صحيحاً أو مجرد إدعاء، غير أن المؤكد "اختياره" لحياة
التشرد، أو اندفاعه لتقبل هذا الخيار، بعد فترة عمل فيها خبازاً في فرن،
ويا لها من مهنة شاقة في قيظ بغداد المضغوط، والذي لا ينقص المرء فيه
الوقوف في حفرة فرن، كيما يستشعر حرارة لافحة. ولعل هذه التجربة القاسية
بالذات هي ما دفعته بصورة مباشرة للخروج إلى الهواء الطلق. ولعله فشل خلال
هذه المحنة الممتدة، من العثور على صديق يسند كتفيه إليه ويعينه على مباشرة
حياة غير انتحارية، ولا عثر على هيئة أو جماعة تمد له يد الاهتمام، وخاصة
بعد أن انفجرت حرب الشوارع بعد الاحتلال المزدوج الذي شهدته الديار
العراقية، من طرف الاحتلال الأميركي والجماعات المسلحة المتطرفة. وبذلك
تحول تشرد هذا الشاعر المتفرد، إلى نزهات يومية في حقول ألغام لم يكن
الشاعر يبالي بها، بعد أن ذهب بعيداً في وحدته واستيهاماته، وفي آلامه
الجسدية.

من الغريب الآن أن توصف هذه المحنة الشخصية والوجودية، على أنها "ممارسة
شعرية"، على ما ذهب إليه الصديق الناقد المترجم كاظم جهاد في "السفير"
(27/5/2005). فهذه المحنة تستحق تعاطفاً وتفحصاً أميناً لبواعث ومظاهر هذه
المأساة، وليس المسارعة إلى امتداح تجربة كان من الواضح أنها لا تقود سوى
إلى خاتمة مروعة. وهي التي انتهى إليها عقيل علي: نزيف داخلي من فرط تناول
الكحول، وبالتأكيد لغياب المتابعة الطبية، وعدم انتظام تناول الطعام مثلاً،
وربما عدم توفره أحياناً.

لقد ذهب الشاعر مضطراً إلى ما ذهب إليه، بسبب أحوال بلده وشعبه وربما
لظروف عائلية وشخصية، كما ذهب إلى ما ذهب إليه باختياره، باحتساب إن التشرد
هو الطريق الذهبي إلى الفراديس.

ربما كان ذلك ملائماً كمزاج وحتى كخيار فردي وهوى شخصي لهذا المبدع أو
ذاك. غير أن المرء يساوره تشكك عميق في قابلية أن يرفع إلى مثل هذا الخيار
الشديد الخصوصية وتالياً الاستثنائية، إلى مصاف قانون يتطلب اللجوء
والاحتكام إليه. أو تزيينه على أنه بمثابة معجزة، على ما يقول كاظم جهاد في
المقال ذاته "يتخيل البعض ان الارتماء في البؤس المادي أو في العري،
والسعي في الأوان ذاته إلى إثرائه بمقاربة شعرية هو مشغلة سهلة، لا تعدو ان
تكون ارتماء في أحضان كسل ملائكي، ووجه الخلاف هنا أن هذه الخيارات
انتحارية. حتى لو لم تكن مَرَضية فإنها تحمل من البسالة بقدر ما تنطوي على
محنة حقيقية، تستحق النظر إليها بإنصاف، بغير تهويل ولا تزيين وعدم
احتسابها كفاكهة في جنائن آدم". فكيف يتسنى حقاً أن ينال الشاعر الراحل
الحسد والافتنان بيومياته، وهو لا يعدو أن يكون ضحية ظروف ضاغطة وشرسة،
يقتضي معها الركون إلى أن خيار الشاعر الحياتي هو خيرة ما اختار؟

كان يتعين أولاً ان يتوفر له ولشعبه الأمن الذاتي والكرامة الشخصية
المصانة، وأسباب الحياة الأولى، قبل أن يتم إرسال التصفيق والإطراء لما
اندفع إليه. كان على الشاعر أن يتمتع أولاً برباط الزواج، حتى يتم قبل كيل
المديح لاجتراحه الطلاق. ومع ذلك فإن النهاية المروعة التي انتهى إليها هذا
الشاعر المتفرد، وقد سقط صريع نزف داخلي على قارعة الطريق، هذه النهاية لم
تلق من الصديق الناقد، سوى الإطراء والإعجاب لما اعتبره "نهاية ظافرة توج
بها مشروعه الشعري وحياته، ظفر يتمثل في حقيقتين حياتية وشعرية"، فهل هذا
هو ما تستحقه الضحية: تزيين البؤس واحتسابه ظفراً والحرمان من الإنصاف
والتعاطف، وبدعوى ان الافتنان بصنيع الشاعر، يوجب الإعجاب (الإعجاب فقط)
بآلامه المبرحة ودمائه النازفة. فهل يتعين حقاً أن يدفع الشاعر والمبدع
عموماً حياته كقربان لآلهة الشعر وربما النقد الجديد ؟ وهل الذهاب بعيداً
في الكحولية، هو بمثابة قيمة مضافة للإبداع؟

لقد عرف الشاعر الراحل عقيل علي، كشاعر متميز دون أن يحتاج في البدء وفي
الأساس، للتضحية بحياته عبر أقصر الوسائل وأقربها: التشرد في الشوارع تحت
رحمة العاديات جميعها، وهو ما يسميه الصديق كاظم جهاد غير مُغالٍ، وغير
مبالٍ بأنه "حوّل الحياة نفسها إلى مراس شعري".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

منطق الافتنان بمحنة الضحية الكحولية ليست قيمة مضافة للإبداع! :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

منطق الافتنان بمحنة الضحية الكحولية ليست قيمة مضافة للإبداع!

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: استـــراجيــات متحـــــــــــــــولة يشاهده 478زائر-
انتقل الى: