** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 محاورة حول فانتازيا الخيبة والذنوب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

محاورة حول فانتازيا الخيبة والذنوب Empty
08112011
مُساهمةمحاورة حول فانتازيا الخيبة والذنوب

محاورة حول فانتازيا الخيبة والذنوب Dictator_1278595



محاورة حول فانتازيا الخيبة والذنوب

جينا سلطان


تدور محاورة الشاعر العراقي أسعد الجبوري في روايته

«ديسكولاند»
( دار فضاءات)حول إمكانية امتحان التاريخ والجغرافيا في مساحة غرفة، وفي
سرعة تشبه سرعة البرق، من أجل جعل فكرة التفسخ في العزلة، فردوسا لائقا
بالأحياء من سلالة الحضارة الغربية!


يدعو
«الجبوري» بطله «مالك» للتجمل برائحة الهجرات باعتبارها أولى خطوات
التجريب، ويفسح المجال أمام العقل كي يمزج الخوف بالمغامرة، بالحلم، بكسوف
الروح تحت سقف إسكندنافي يدعوه «ديسكولاند». ‏


تهيأ
لمالك ُمفتتح الرواية أنه لوح سومري، أصابه الاضطراب في لحظة غامضة من
الزمن، فدارت به الأمواج محمولا من أرض ما بين النهرين إلى أعالي بحر
الشمال، حيث أغرقه شعور بالتضاؤل دفعه للتحايل على الفزع الداخلي بتحريك
النفس والعالم تخيلاً، والقيام برحلة تكوين عبر برزخ زمني طويل الأمد. ‏


تبدأ
الرواية فعليا بحادثة تحرش فاشلة، تحرر نبض السفر الزمني المكاني، وتطلق
جدال الحوار بين الشرق والغرب حول شهوة الحياة وضراوة التاريخ وأساطير
الطغاة. ‏


تطلق
«جينفرس» ملتهبة الشهوات إشارة البدء لاتحاد الجينات تحت تأثير طغيان
الشهوات، فتشرق بمالك وتنجب منه «المثنى»، لكن تلألأ تاريخها لا يدوم
طويلا، إذ تنفصل عن الطفل ووالده في نكران عنصري هادئ، ليبدأ مسلسل الهجرات
وتحولاتها ما بين القطبين، ضمن ثنائية العنف والجنس. ‏


يترك
«الجبوري» للمثنى وهم الاعتقاد بأن «ديسكولاند»، قطعة أرض من أملاكه التي
توفرها له العدالة الاجتماعية والحرية وسيادة القانون بعيدا عن الخوف
والقسوة والاضطهاد والخسارات، لكي يوضح أن العزلة البيولوجية المتزايدة تضع
المسالم بعد مرور ثلاثين عاما في مشهد ثلاثي الأبعاد، يظهر فيه كشجرة
سيكولوجية ملتهبة، تعاني من رياح التعرية.. ‏


جسد
«المثنى» بذهنه اليقظ، مختبرا لفحص العالم، الصداقات والحب والنوايا
والشكوك والموت واللغات والخصائص والزمن والديانات والجذور والأفكار، وبقي
مؤيدا للتسامح حتى بلغت الانهيارات الكبرى للأحقاد ذروتها بطوفان العنصرية،
بعدما أثبت الاندماج أنه قبر مثالي في المناطق المُشيدة على أساس محو
الآخرين. ‏


عقب
اندلاع العنف ضد الأجانب تجمع المصابون في المشفى وعقدوا أول قمة للمهمشين
باعتبارهم المخلوقات الوحيدة القابلة للصيد في الزمن العنصري. ثم أذن
اغتيال الملك في أيلول عام 2021 أثناء رحلة صيد، بانتشار البكتيريا
العنصرية في كل اتجاه، كي تبني نقاط ارتكاز لها، حيثما وجدت المكان المناسب
للهيجان الوحشي. ويعرف «الجبوري» تلك البكتيريا العنصرية، بلغته الحيادية
المتهكمة، بأنها أقوى من الجيوش في شراستها، وأسرع فتكا من أسلحتها، إذ
تهدم النظام وتصيب القانون بعدواها وسمومها وتجعل الغريب، مجرد كائن قابل
للموت، أي فائض حاجة فقط، وبمعنى أدق الجثة التي لا بد لرائحتها من
الاختفاء! ‏


تتطور
الأحداث في الرواية سريعا عندما تؤجج الحركات العنصرية والنازية سعير
العنف والبغضاء في بلاد التحيز الديمقراطي للنخبة، وتكلله بانقلاب عسكري
يبعث الأنين المرافق لأساطير قراصنة الفايكنع من أدغال التاريخ. ‏


تدور
نقاشات وسجالات عديدة بين الشخصيات الثانوية حول صنعة التاريخ ومقاومته
للموت، وتبين أن الماكينات قادرة على إنتاجه، بالحجم والشكل والهيئة التي
يريدها المنتجون الاستعلائيون الكبار. ففي كل يوم، هناك تاريخ ُينتج
بمواصفات عالمية تنال موافقة واستحسان العقل بضفتيه الشعبي والنخبوي. ‏


احتاج
«الجبوري» إلى نقطة التقاء متفجرة بين الشرق والغرب لتكون في مركز الزلزال
الإيديولوجي، وسماها «طوروس»، المهاجر الأجنبي الذي أسس أول جناح عسكري
مسلح من الأجانب، وحقق أول ثغرة في الجدار العنصري. ‏


يتمكن
«طوروس»، الجندي الفار من الخدمة العسكرية في بلاده، ووريث العنف الممزوج
بالكيد والدهاء، من إقناع عشيقته بقتل زوجها الحاكم العسكري، ليقوم بانقلاب
عسكري يوصله إلى مقاليد السلطة في البلاد، فيصبح البطل الوطني للإذلال
العام! ‏


طور
«طوروس» قوانينه وفقا لسوريالية خاصة. فبدأت الأحلام المحلية التي كانت
بعيدة المنال، بالتحقق تباعا على يد الملك المظفر، وبات كل ما يخدم عزلة
الشعب، والتقوقع داخل المحارة الوطنية موضع التنفيذ العملي، بهدف تنظيف
الديسكولانديين من شوائب علاقتهم مع الغرباء من ذوي الأوبئة والوسخ الديني
الوافد من أعماق الشرق وأطراف آسيا وجنوب القارة الإفريقية. ‏


وأول
قانون سنّه «طوروس»عقب سلسلة التصفيات والإعدامات كان قانون الكلاب، الذي
يقضي بضرورة أن يقتني كل مواطن كلبا: «إن مجموعات بشرية تحب العزلة، وتفضل
معاشرة الكلاب على الاختلاط بالشعوب الأخرى، حري بها هذا المجد: أن تعيش في
غابات نباح». وهكذا تعلم الديسكولانديون مع «طوروس» حكمة أن يكونوا قطيع
كلاب تحبس نباحها في رقابها، وبالتدريج اكتشفوا مناقب الفلسفة الكلبية التي
تعني أن يكون النباح جزءا من تراثهم وتاريخهم القومي! ‏


استكمل«طوروس»
سياسته في تطبيق العزل بمنع الزواج بين الأجانب والمواطنين وبناء سور
يماثل سور الصين العظيم، ثم امتد الإرهاب الطوروسي، وبكل ما يحمله من
فانتازيا ورعب وخرافات مضادة للوعي الإنساني، ليطبق على شبكية التشكيل
الروائي للنص، فيصبح الانتقام المزمن إعلانا عن فتح الهاوية أمام الجميع. ‏


المشفى
الذي شهد أول قمة للمهمشين تحول إلى محجر يتيح أمام الصفوة المثقفة تملي
موهبة الفزع، والتذكر بأن الحضاريين لم يجربوا من بؤس البشرية إلا النادر
والقليل، إذ رفضوا مشاركة الآخرين تعاستهم، واعتبروا ذلك حقهم الذي آمنوا
به، بما قد يعنيه اتخاذ موقف الفرجة على من يدخلون قبورهم مستسلمين للقهر. ‏


يعتبر
«الجبوري» الحضارة مثل المخلوق الحي الذي توصله تخمة الشعور بالاستعلاء
إلى المصير المغلق أو الغامض، فالشعوب التي تنتمي إلى نفسها فقط، تبقى
شعوبا متحجرة، لأنها تمنع عن روحها التلاقح مع ثقافات الآخرين وحضارتهم. ‏


وحين
فتح الإرهاب الطوروسي الباب واسعا أمام هجرة الديسكولانديين، تهيأت وسيلة
فعالة أخرى لغربلة التلاقح الحضاري بين الشرق والغرب، وفضح الأمراض
التاريخية الغربية التي تم التعامل معها كما لو أنها حمى تزول بمجرد تعاطي
خافض الحرارة. ‏


تستمد
المناظرة الغرائبية قوتها في كون «طوروس» لم ينظر إلى العنصرية كفكرة
خاطئة وخاصة بمجموعات ما، بل اعتبرها مرضا واجهه بالانتقام المسلح. فقد فكر
بالإبادة لا بالحوار، من أجل أن يدرك المترفلون حقيقة المأساة الإنسانية
المروعة التي يعيشها المواطنون في بلدان الجنوب والتي تفترسها الطواطم
الإرهابية. ‏


يتركز
الحوار بين الشرق والغرب على مفهوم الجنس وطرق تصريفه الحيوية، فالغربيون
تخيلوا الشرق على الدوام قفصا جنسيا، يضم عوالم متعددة تُوسوس للمريدين
بمتع الكشف المتجددة، وطقوس الاستحواذ المحكمة. بالمقابل يفضح التهتك
الجنسي الغربي تصحر المشاعر الإنسانية وشيخوختها المبكرة التي تطبع الناس
أحرفا لمسودة تاريخ الموت المبكر. ‏


يحرك
«الجبوري» ببراعة فكرة صيد الشهوات بين العالمين الثلجي والحار، ويدفع
إحدى الشخصيات «سوني» للتعمد في صحراء المغرب في الأجواء ُالمختمرة بالشمس
والعواطف، فيخرجها من إطار التهميش الأنثوي ويعرفها معنى وجودها البيولوجي،
ما يساعدها على تكوين شخصية جديدة لها. ‏


تتأكد
الفكرة مع «مونو» طفلة سوني التائهة، إذ تدخل تحت شمس الشرق ونوافذ آفاقه
المفتوحة، وتسمح لطاقة الصحراء كي تنبت في دواخلها وتحرك ما كان ساكنا
فيها. ‏


يصل
الكشف الجنسي إلى ذروته في صيغة مراسلة صريحة بين سوني وصديقتها لونا،
تنعي الخراب الجنسي الغربي، الذي تحول بفعل بيولوجية الحضارة، إلى شذوذ
ينعكس في مشهد غريزي وبائي مذل للطبيعة الإنسانية!! ‏


اكتشفت
«سوني» الجنس في رجال الشرق، ومازال الجيولوجيون يكتشفون فيه النفط
والمعادن والأنين والعواطف والأقبية السرية التي تحتوي على فلزات نادرة في
قامات البشر! ‏


أما
حنين «الجبوري» المقيم في الدانمارك، فيشرق وينجلي مع انعطافات «سوني»
بمفردات الحياة في الشرق وتأثرها بالشحنة العاطفية التي تستغرق كل شيء فيه،
ابتداء بالفقر واليأس والحب والطقس والعشب، وصولا إلى وجوه الناس، والذي
يساعدها على استدراك مفهوم الوطن والمواطنة:» بالأمس كنا نملك وطنا ونموت
فيه ببطء، واليوم لا نملك وطنا، ولكننا في مركز زلزال الحياة التي كنا
نفتقدها. فهل الوطن هو التراب الذي يغطيك في القبر أم ماذا؟ وطني هو ذاتي
والعكس هو الصحيح أيضا»! ‏


يتفتق
ذهن «طوروس» عن فكرة تخليد إرهابه ضمن رواية تبدد القارئ برعبها، وتذكر
بالدولة التي جعلت الانقراض شأنا عاما، وفوضت الجنون أن يكون الناطق الرسمي
باسم الجوهر، ويدعوها بقيامة الديناصور، وبذلك يفسح المجال أمام الكاتب كي
يضع تقنيته الروائية وعوالمها المتوالدة من بعضها موضع النقاش. فالكتابة
عن الظلام لا تمثل لديه أزمة خانقة إذ يعتبرها أفضل رقيا في العمق المظلم،
لأن العتمة لا تقضي على روح الكلمات بل تجليها، لذا يتحتم على الرواية أن
تتقدم في الذهن كما يفعل البلدوز الأعمى في تراب مبلل، كي تنهض عظمتها إبان
الحرائق التي يفقد مؤلفها سيطرته عليها. ‏


دشن
اللوح السومري «مالك» رواية ديسكولاند وأنهاها آدم السومري في صيف عام
2056 ، وما بينهما امتدت حيوات كثيرة حملت أسمائها وتساؤلاتها، فمر شريط
التاريخ طويلا سريع الإيقاع، أسبغ على الرواية نفسا ملحميا مميزا، دوم في
دواخلنا ورسخ دعوة الكاتب للتخلص من عبادة المخاوف الراهنة. ‏


يتخذ
«الجبوري» من فلسفة الوطن العلبة، مدخلا للبحث عن الأسئلة العالقة
كالغبار، والتي ما تزال تتحدث عن الصناع الأوائل للمسلخ، لذلك فهو غير معني
بإيقاف انهيارات الجسور الوهمية بين الشرق والغرب، بل احتفاؤه الجنوني
المتعاظم بالكرامة الوجودية هو ما يدفعه لقذف استغاثة الضمير الغائب،
واتخاذ القيثار السومري ضريحا للتاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

محاورة حول فانتازيا الخيبة والذنوب :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

محاورة حول فانتازيا الخيبة والذنوب

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» «ديسكولاند» محاورة حول فانتازيا الخيبة والذنوب
» فرسان الأنتظار ..؟! فلسفة من عمق الخيبة : بقلم لعليليس
» محاورة بين النبي محمد والرسام الدانمركي
»  ثوار ليبيا ينفون محاورة النظام القذافي: "الأطلسي" لن يغير أي شيء
» افتقاد الأمل، الخيبة، هذه هي أذرعة التشدد الديني وأقدامه وسواعده أجرت الحوار: سناء ابراهي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: استـــراجيــات متحـــــــــــــــولة يشاهده 478زائر-
انتقل الى: