** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 سلفٌ ندَّعيه لأنفسنا(*) أحافير جديدة مثيرة للجدل يمكن أن تقرّب العلماء أكثر من قبل إلى تعرف أصل الإنسان.

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

سلفٌ  ندَّعيه لأنفسنا(*)  أحافير جديدة مثيرة للجدل يمكن أن تقرّب  العلماء أكثر من قبل إلى تعرف أصل الإنسان. Empty
27102011
مُساهمةسلفٌ ندَّعيه لأنفسنا(*) أحافير جديدة مثيرة للجدل يمكن أن تقرّب العلماء أكثر من قبل إلى تعرف أصل الإنسان.


سلفٌ  ندَّعيه لأنفسنا(*)  أحافير جديدة مثيرة للجدل يمكن أن تقرّب  العلماء أكثر من قبل إلى تعرف أصل الإنسان. SCI2003b19N8-9_H01_00598

أهذا واحدٌ من القردة العليا أو
سلف للإنسان؟ إنه فرد من النوع ساحيلانثروپَس تشادنسز
Sahelanthropus tchadensis، (الذي يحتمل أن يكون الفرد الأقدم من
فصيلة الإنسان في السجل الأحفوري) يبحث عن غذائه في غابة كانت تحيط
ببحيرة تشاد قبل نحو 7 ملايين سنة. وحتى الآن لم يعرف هذا المخلوق
إلا من بقايا من جمجمته وأسنانه فقط، ولذلك فإن جسمه في هذا الرسم
هو بكامله ضرب من خيال الفنان الذي رسمه.




لقد
جرى حديثا ما أكد تلك التنبؤات. ففي السنوات القليلة الماضية قام باحثون
بسلسلة من الاكتشافات المذهلة (ومن بينها اكتشاف <برونيه>)، التي يمكن أن تسهم
بدرجة كبيرة في ملء الثغرة الباقية بين الإنسان وأسلافه من القردة العليا
الإفريقية. إن هذه الأحافير، التي يراوح عمرها بين ما قبل 5 و 7 ملايين سنة،
أدت إلى إعادة النظر في أفكار دامت مدة طويلة تتعلق بزمن نشوء سلالتنا ومكانه،
وماذا كان يشبه السلف المشترك الأخير للإنسان والشمپانزي. وليس عجيبا أنها
أثارت أيضا مناقشات حادة. ففي الواقع انقسم الخبراء إلى أبعد الحدود حول موضع
هذا النوع الجديد في شجرة فصيلة الإنسان، بل حتى حول ما ينبغي أن يتصف به النوع
المنتسب إلى فصيلة الإنسان في المقام الأول.



وقفة منتصبة(**)

في
ربيع العام 2001 أُعلن عن الدليل الأول على نوع من فصيلة الإنسان ينتمي إلى ما
قبل 4.4 مليون سنة، إذ عثر عالما الأحافير پيكفورد> و<.Bسينو>
[من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس]، في تلال توجن بكينيا، على بقايا
مخلوق يعود عمره إلى ما قبل 6 ملايين سنة وأسمياه أورّورين توجينِنْسز
Orrorin tugenensis.
وقد جمع الباحثان حتى الآن تسع عشرة عينة، تتضمن قطعا من فك وأسنانا منعزلة
وعظام إصبع وساعد وبعض أجزاء من عظم الفخذ. وبحسب <پيكفورد> و<سينو> يبدي
"أورّورين" صفات مميزة متعددة تضعه بوضوح في فصيلة الإنسان، وبصورة خاصة تلك
الصفات التي توحي ـ مثل جميع الأنواع التي أتت بعده ـ أنه كان يمشي على قدمين.
فقد صرح <پيكفورد> "أن عظم الفخذ يشابه عظم فخذ الإنسان بصورة لافتة للنظر."
فهو يتميز بعنق عظم فخذ طويل، الأمر الذي وضع جسم هذا العظم بزاوية مع الرجل
السفلى (وهذا يجعل الورك ثابتة)؛ ويتميز أيضا بأخدود على ظهر ذلك العنق، حيث
تضغط عضلة معروفة باسم السِّدادة الخارجية
obturator externus
على العظم أثناء السير بقامة منتصبة. ومن نواح أخرى كان "الأورورين" حيوانا
بدائيا، فأنيابه كبيرة وحادة مقارنة بأنياب الإنسان، وعظام عضده وأصابعه لا
تزال تحمل آثار التكيف للتسلق. غير أن الصفات المميزة لعظم الفخذ تعني بالنسبة
إلى <پيكفورد> و<سينو> أنه عندما كان "الأورورين" يمشي على الأرض كان يمشي على
قدمين كالإنسان.





أقدم أنواع فصيلة الإنسان/ نظرة إجمالية
(***)






تشير الرواية النموذجية التي ترددها المراجع عن تطور الإنسان
إلى أن أنواعه نشأت عن سلف شبيه بالشمپانزي قبل نحو 5 إلى 6 ملايين
سنة في شرق إفريقيا، صار يمشي على قدمين في سهول الساڤانا. ولكن
حتى مدة قريبة لم تعرف أحافير (مستحاثات) للإنسان يعود عمرها إلى
أقدم من 4.4 مليون سنة.



إن الأحافير المكتشفة حديثا في تشاد وكينيا وإثيوپيا يمكن أن
تُرجع السجل الأحفوري للإنسان إلى الوراء إلى ما قبل 7 ملايين سنة
لتكشف عن الأنواع الأقدم للإنسان حتى الآن.



تُشكك هذه المكتشفات في المعارف التقليدية لعلم الإنسان القديم
(الپاليوأنثروپولوجيا). لذلك يختلف الخبراء في درجة قرابة تلك
المخلوقات إلى الإنسان، إن كانت من أقربائه أصلا.



في
الواقع يحاجج هذان العالمان أن "الأورورين" كانت له مشية تشبه مشية الإنسان
أكثر من مشية لوسي الأحدث عمرا. وخلافا لوجهة نظر علم الإنسان القديم افترض
الفريق أن "الأورورين" أعطى جنس الإنسان الهومو عبر الجنس المقترح پرى أنثروپس
Praeanthropus
(الذي يتضمن مجموعة فرعية مؤلفة من أحافير تنسب حاليا إلى أوسترالوپيثيكس
عفارنْسِز وأوسترالوپيثيكَس أنامِنْسز)، تاركين لوسي ونسلها على خط تطوري
جانبي. أما الجنس أرديپيثيكَس فيعتقد الباحثان المذكوران أنه كان سلفا
للشمپانزات.



الجذور الإفريقية(****)




يمكن أن توسّع المكتشفات الحديثة في إفريقيا السجل الأحفوري لأسلاف
الإنسان المبكرين من حيث الزمان والمكان. فقبل عدة سنوات فقط، لم
تعرف بصورة أساسية بقايا يعود عمرها إلى أكثر من 4.4 مليون سنة.
وأقدم العينات جاءت كلها من شرق إفريقيا. في العام 2001، أعلن
علماء الأحافير ـ الذين كانوا يعملون في تلال توجن بكينيا ومنطقة
ميدل أواش بإثيوپيا ـ أنهم اكتشفوا نوعين من فصيلة الإنسان يعود
عمرهما إلى 6 ملايين سنة تقريبا (أورورين توجيننسز
Orrorin
tugenensis
وأرديپيثيكَس راميدَس
كادابا
Ardipithecus
ramidus kadabba
، على التتالي). وبعدئذ أعلن في الشهر 7/2002، عالم الأحافير
[من جامعة پواتييه] أنه اكتشف، مع بعثته الفرنسية التشادية المختصة
بعلم الإنسان القديم نوعا من فصيلة الإنسان يعود عمره إلى نحو 7
ملايين سنة، سماه ساحيلانثروپَسْ تشادنسز
Sahelanthropus
tchadensis،
في موقع يعرف باسم توروس مِنّالا في شمال تشاد، ويبعد هذا المكان
2500 كم تقريبا إلى الغرب من مواقع وجود الأحافير في شرق إفريقيا.
ويعلق <برونيه> قائلا: "أظن أن الأمر الأكثر أهمية في عملنا، فيما
يتعلق بمحاولتنا فهم قصة تطورنا، هو فتح هذه النافذة الجديدة. إننا
نفتخر بأن نكون رواد الغرب."







سلفٌ  ندَّعيه لأنفسنا(*)  أحافير جديدة مثيرة للجدل يمكن أن تقرّب  العلماء أكثر من قبل إلى تعرف أصل الإنسان. SCI2003b19N8-9_H01_00599





لم
يكن الجميع مقتنعين بحجة عظم الفخذ. فقد أجاب <.o.cلڤجوي>
[من جامعة ولاية كنت] أن مسوح التصوير المقطعي الطبقي المحوسب لعنق عظم فخذ
"الأورورين"، الذي قال عنه <پيكفورد> و<سينو> إنه يكشف عن بنية عظم شبيه بعظم
الإنسان، بينت في الواقع توزعا لعظم قشري شبيه بما في الشمپانزي، وهو دليل مهم
على الإجهاد strain
الذي يتعرض له ذلك الجزء من عظم الفخذ في أثناء التحرك، ثم ذكر أن المقاطع
العرضية لعنق عظم فخذ أوسترالوپيثيكَس عفارنسز تظهر، على العكس تماما، أنها
لعنق عظم فخذ إنساني. ويظن <لفجوي> أن "الأورورين" كان في الغالب، وليس دائما،
يمشي على قدمين ويقضي قسما كبيرا من الوقت على الأشجار، وهذا لا يُبعده عن
منزلة الإنسان. فمن شبه المؤكد أن المشي على قدمين على نطاق واسع لم يبرز دفعة
واحدة. وبالأحرى يحتمل ألا يكون "الأورورين" ببساطة قد طور حينها كامل السمات
الضرورية لعملية المشي المعتادة على قدمين. وإذا أخذنا بهذه النظرة فإن
"الأورورين" يمكن أن يظل على خط الأسلاف التطوري، حتى لو أبعده <لڤجوي> عن جنس
الإنسان الهومو أكثر مما أبعده <پيكفورد> و<سينو>.




والدليل الأفضل على ممارسة روتينية مبكرة لعملية مشي على قدمين، بحسب وجهة نظر
<لڤجوي>، ظهر بعد عدة أشهر من التقرير الخاص بالأورورين، عندما أعلن طالب
الدراسات العليا في بركلي هيلا-سيلاسي> اكتشاف أحافير أحدث قليلا في منطقة "ميدل أواش" بأثيوپيا. إن تلك
البقايا ـ التي يعود عمرها إلى ما قبل 5.8 - 5.2 مليون سنة والتي صُنّفت
نُوَيْعًا subspecies
من أرديپيثيكَس راميدَس يسمى أرديپيثيكَس راميدَس كاداباArdipithecus
ramidus kadabba ـ
تتضمن سُلامى قدم كاملة، أي عظم إبهام القدم (الأبخس)
toe bone،
ولذا فإنها تحمل صفة واشِية. ويقول <لڤجوي>، الذي درس الأحفورة، لقد كان مفصل
العظم موجها تماما بعين الطريقة التي نتوقعها، فيما لو كان الأرديپيثيكَس
راميدَسْ كادابا يباعد بين إبهامي قدميه عندما يمشي، كما يفعل الإنسان.



وثمة
باحثون آخرون أقل تأثرا بمورفولوجية إبهام القدم؛ إذ يعقب
[من جامعة تورونتو]: "بالنسبة لي، هي تظهر لكل الناس مثل سلامى قدم الشمپانزي."
فمن ملاحظة الصور تبدو أنها أطول وأنحف وأكثر انحناء مما يجب أن يكون عليه عظم
إبهام نوع يمشي على قدمين. ويمكن أن يُجرى توضيح ذلك عندما ينشر <وايت>
ومساعدوه نتائج دراساتهم عن جزء لم يوصف بعد من هيكل الأرديپيثيكَس. ويقول
<وايت> إنهم يأملون أن يتم ذلك خلال سنة أو سنتين.



ولكن
على الرغم من التفسيرات التشريحية المختلفة، فإذا كان "الأورورين" أو
الأرديپيثيكَس راميدَس كادابا يمشي على قدمين، فإن ذلك لن يؤدي فحسب إلى إرجاع
تاريخ بدء مشيتنا المنتصبة إلى زمن أبكر بنحو 1.5 مليون سنة، وإنما أيضا سيقضي
على فكرة شائعة حول الظروف التي تطورت فيها مشيتنا ذات الخطى الواسعة.
فالاعتقاد العام يعتبر أن أسلافنا صاروا يمشون على قدمين في سهول الساڤانا
الإفريقية، لأن المشي المنتصب ربما أبعد الشمس المحرقة عن ظهورهم وسهَّل لهم
الوصول إلى أطعمة لم يكونوا ليصلوا إليها من قبل، أو أتاح لهم رؤيةً أفضل من
فوق الحشائش الطويلة. غير أن التحاليل البيئية القديمة
paleoecological
تشير إلى أن "الأورورين" والأرديپيثيكَس كانا يسكنان في بيئات تنتشر فيها
الغابات الى جانب القردة وغيرها من المخلوقات النمطية للغابات. وفي الواقع، إن
[من مختبر لوس ألاموس الوطني في الولايات المتحدة] مع زملائه، الذين درسوا
كيمياء التربة والبقايا الحيوانية في الموقع الذي كان يعيش فيه أرديپيثيكَس
راميدَس كادابا، كانوا قد لاحظوا أن أنواع الإنسان الباكرة ربما لم تخاطر
بأنفسها بالانتقال إلى ما وراء هذه المواقع الغابية المطيرة نسبيا قبل 4.4
مليون سنة.






سلفٌ  ندَّعيه لأنفسنا(*)  أحافير جديدة مثيرة للجدل يمكن أن تقرّب  العلماء أكثر من قبل إلى تعرف أصل الإنسان. SCI2003b19N8-9_H01_00600




إن هذا الوجه يمثل وجه
قريبنا المفقود الذي فتش عنه <برونيه>


لمدة 26 سنة. لقد تمتم هذا الباحث المحنك
عن الأحافير القديمة


قائلا: "إنه الأقدم في فصيلة الإنسان."

وإذا
كانت الأمور هكذا، قد لا يكون تغير المناخ لعب دورا مهما في دفع أسلافنا للتحول
من المشي على قوائم أربع إلى المشي على قائمتين، كما كان يُظن. ومن جانبه،
يلاحظ <لڤجوى> أن عددا من الفرضيات التي تقول بنشوء المشية المنتصبة في سهول
الساڤانا لم يجر التفكير فيها ـ أصلا ـ بصورة جيدة. ويذكر مازحا "إذا كانت
عيناك في إبهامي قدميك فإنه يمكنك أن تقف منتصبا على يديك طوال اليوم وتنظر من
فوق الحشائش الطويلة، ولكنك لن تتطور أبدا إلى مخلوق يمشي على يديه." وبتعبير
آخر، لن يؤدي اختيار الوقفة المنتصبة وحده، بحسب رأيه، إلى المشي على قدمين.
والتفسير المقنع لنشوء عملية المشي على قدمين، كما يذكر <لڤجوي>، هو أنها تحرر
اليدين وتسمح للذكور بجمع طعام إضافي يستميلون به القرينات. ففي هذا النموذج،
الذي طوره <لڤجوي> في الثمانينات، تتمكن الإناث اللواتي يخترن معيلين جيدين من
تكريس طاقة إضافية لتربية الأطفال، ومن ثمّ يزداد نجاحهن التكاثري إلى حده
الأعلى.



هل هو السلف الأقدم؟(*****)

كان
الباحثون في مجال علم الإنسان القديم حتى ذلك الحين يقبلون الرأي في النتائج
المترتبة على اكتشاف "الأورورين" و"الأرديپيثيكَس راميدَس كادابا"، عندما ظهرت
أحفورة <برونيه> إلى حيز الوجود. فمع ساحيلانثروپَس ظهرت أجوبة جديدة وأسئلة
جديدة. فبخلاف "الأورورين" و"الأرديپيثيكَس راميدَس كادابا"، لا تتضمن المواد
المتعلقة بـ "ساحيلانثروپَس" أيَّ عظام خلف القحف(1) postcranial،
الأمر الذي يستحيل معه معرفة ما إذا كان الحيوان يمشي على قدمين، وهي الصفة
التقليدية المميزة للجنس البشري. ومع ذلك فإن <برونيه> يحاجج بأن مجموعة من
السمات في الأسنان والجمجمة، التي يعتقد أنها تخص فردا ذكرا (اعتمادا على نتوء
جبهي ثخين)، تربط بوضوح هذا المخلوق بجميع الأنواع اللاحقة من فصيلة الإنسان.
إن <برونيه> ـ في تقييمه ـ يولي أهمية خاصة للصفات المميزة لأنياب
ساحيلانثروپَس. ففي جميع القردة العليا الحالية والأحفورية، وبالتالي في السلف
الأخير المشترك لأنواع الشمپانزي والإنسان، ينشحذ النابان العلويان الكبيران
بالضاحكتين الأوليين السفليتين. ويؤدي هذا الشحذ إلى تكوين حافة حادة على طول
الوجه الخلفي للنابين. وما يُدعى معقَّد الشحذ النابي الضاحكي
honing canine-premolar
complex
يكون واضحا في الذكور الذين يستعملون أنيابهم للتنافس فيما بينهم من أجل
الإناث. لقد اختفت أسنان التصارع هذه لدى البشر وصارت الأنياب أصغر حجما وأكثر
شبها بالقواطع، حيث تتم عملية إطباق الأسنان طرفا إلى طرف
tip to tip،
وهو ترتيب يُحدث نمطا متميزا من التآكل مع الزمن. ويؤكد <برونيه> أن أنياب
ساحيلانثروپَس بحجمها وشكلها ونمط تآكلها، قد تحورت باتجاه أنياب الإنسان.




السمات التشريحية لأحد أسلاف الإنسان(******)




ثمة سمات أساسية تربط أجناسا وأنواعا مفترضة في فصيلة الإنسان:
أرديپيثيكَس راميدَس كادابا وأورورين وساحيلانثروپَس بجنس الإنسان
الهومو وتميزها من القردة العليا، مثل الشمپانزي. وتبدي الأحافير
صفات بدائية تشبه صفات القردة العليا أيضا، كما هو متوقع من
مخلوقات بهذا القدم. فمثلا يشبه عظم إبهام قدم أرديپيثيكَس
راميدَسْ كادابا العظم نفسه في الإنسان، إذ يتجه نحو الأعلى في
سطحه المفصلي، غير أن العظم طويل ومنحنٍ نحو الأسفل مثل عظم
الشمپانزي [الذي يخفي بشكل ما ميل المفصل]. وبصورة مشابهة، إن
لساحيلانثروپَس عددًا من السمات الشبيهة بالقردة العليا، من بينها
قحف دماغه الصغير، ولكنه أكثر تشابها بالإنسان في شكل الأنياب
وبروز الجزء السفلي من الوجه. (إنّ إعادة بناء قحف الساحيلانثروپَس
(المشوه) ستمكن الباحثين من فهم أفضل لمورفولوجيته). ويتسم عظم فخذ
الأورّورين بعنق طويل وأخدود تتثبت به عضلة السدادة الخارجية
obturator externus
muscle،
وهي سمات تترافق بصورة نموذجية مع عملية المشي على قدمين، وبالتالي
مع أنواع فصيلة الإنسان، غير أن توزع العظم القشري في عنق عظم
الفخذ يمكن أن يكون أكثر تشابها بمثيله في قرد يمشي على أربع.







سلفٌ  ندَّعيه لأنفسنا(*)  أحافير جديدة مثيرة للجدل يمكن أن تقرّب  العلماء أكثر من قبل إلى تعرف أصل الإنسان. SCI2003b19N8-9_H01_00601





وفي
الوقت نفسه يبدي ساحيلانثروپَس عددا من السمات الشبيهة بالقردة العليا، مثل:
جمجمته الصغيرة والمسافة الكبيرة الفاصلة بين محجري العينين. وهذه الفسيفساء من
السمات البدائية وتلك المتطورة المحسّنة توحي، في رأي <برونيه>، بوجود قرابة
حميمة مع السلف المشترك الأخير. وهكذا فقد اقترح أن ساحيلانثروپَس هو النوع
الأبكر في سلالة الإنسان وسلف جميع أفراد فصيلة الإنسان الأكثر تطورا، بما في
ذلك "الأورورين" و"الأرديپيثيكَس". فإذا كان <برونيه> على حق، فإن ظهور الجنس
البشري يمكن أن يكون قد تم بصورة أبكر بمليون سنة من الزمن الذي قدرته الدراسات
الجزيئية. والأمر الأهم هو احتمال نشوئه في موقع يختلف عن المواقع التي افترض
وجوده بها. وبحسب أحد النماذج التي تبحث في منشأ الإنسان، الذي أعلنه في
الثمانينات من القرن الماضي ،
[من كوليج دو فرانس]، فإن شرق إفريقيا كان مهد الجنس البشري. وافترض كوپنز ـ
استنادا إلى أن أقدم أحافير الإنسان وجدت في شرق إفريقيا ـ أن الأخدود الإفريقي
العظيم Rift Valley
(وهو صدع أرضي يمتد من الشمال إلى الجنوب) قد شق أفراد نوع سليفي واحد من
القردة العليا إلى جماعتين: جماعة في الشرق أعطت أفراد الإنسان، وجماعة في
الغرب توالدت لتعطي القردة العليا الحالية [انظر: "قصة الجانب الشرقي: أصل
الجنس البشري"،مجلة العلوم ، العدد 2(1995) ، ص 12]. وقد رأى عدد من الدارسين
لبعض الوقت أن الانعزال الجغرافي الظاهر قد يكون سببه ندرة في السجل الأحفوري.
ولكن اكتشاف نوع من أنواع الإنسان يعود عمره إلى ما قبل 7 ملايين سنة في تشاد
الواقعة على بعد نحو 2500 كم إلى الغرب من "الأخدود الإفريقي العظيم" سيوجه إلى
تلك النظرية ضربة قاضية.



لعل الجنس البشري ظهر بصورة
أبكر بمليون سنة من الزمن

الذي قدرته الدراسات الجزيئية. والأمر
الأهم هو أنه ربما

يكون قد نشأ في مكان مختلف.



سلفٌ  ندَّعيه لأنفسنا(*)  أحافير جديدة مثيرة للجدل يمكن أن تقرّب  العلماء أكثر من قبل إلى تعرف أصل الإنسان. SCI2003b19N8-9_H01_00602




وقد
يكون الأمر الأكثر مدعاة للدهشة ما يكشفه ساحيلانثروپَس عن السلف المشترك
الأخير بين أفراد الإنسان والشمپانزي. وكالعادة، تصور علماء الإنسان القديم أن
ذلك المخلوق كان يشبه الشمپانزي في امتلاكه، من بين أشياء أخرى، بروزا كبيرا في
أسفل الوجه وضواحك مغطاة بميناء رقيق وأنيابا كبارا. غير أن ساحيلانثروپَس، مع
كل سماته الشبيهة بالقردة العليا بصورة عامة، يمتلك بروزا متوسطا في أسفل
الوجه، وميناء سنيا ثخينا نسبيا، وأنيابا صغيرة، وحَيْدًا جبهيا أكبر من الحيد
الجبهي لأي نوع من القردة العليا الحالية. ويثير <وايت> ملاحظة مفادها أنه "إذا
كان ساحيلانثروپَس قد أطلعنا على شيء فهو أن السلف المشترك الأخير لم يكن من
الشمپانزي. ولكن لماذا كان علينا أن نتوقع غير ذلك؟" فقد أشار إلى أنه أتيح
لأفراد الشمپانزي من الوقت لكي تتطور، مثل ما أتيح لأفراد الإنسان، وأنها أصبحت
قردة عليا عالية التخصص تغتذي بالفاكهة.



ومع
ذلك لم يمر توصيف <برونيه> للبقايا التشادية على أنها بقايا لسلف الإنسان من
دون تحد. فها هي وورد> [من جامعة ميزوري] تنتقد قائلة "إن السبب في اعتبار ساحيلانثروپَس
بالضرورة نوعا من فصيلة الإنسان ليس واضحا بصورة جلية." فهي، إضافة إلى آخرين،
تشكك في أن تكون أنيابه بنفس الدرجة من التشابه بأنياب الإنسان كما يدعي
<برونيه>. وعلى نحو مشابه رد المتخصص في علم الإنسان القديم في جامعة متشيگان
ـ مع مكتشفي "أورورين" <پيكفورد> و<سينو>، في رسالة نشرت في الشهر 10/2002 في
مجلة "نيتشر"، التي أعلن فيها فريق <برونيه> عن اكتشافه ـ بأن ساحيلانثروپَس
كان من القردة العليا وليس إنسانا. فقد لاحظوا أن الجبهة الضخمة، إلى جانب سمات
معينة على قاعدة جمجمة ساحيلانثروپَس ومؤخرها، تذكِّرُ بصفات تشريحية لواحد من
القردة العليا يمشي على أربع ويتغذى بغذاء يصعب مضغه (غذاء قاس)، في حين توحي
الأنياب الصغيرة بأنها كانت لأنثى هذا النوع وليس لسلف ذكر لإنسان. ويستطرد
ثلاثتهم إلى أن غياب البرهنة على أن ساحيلانثروپَس كان يمشي على قدمين يبطل حجة
<برونيه> (بل إن پيكفورد و سينو ذهبا إلى ما هو أبعد من هذا، فأكدا أن ذلك
الحيوان كان بالتحديد سلفا للغوريلا). وفي جواب لاذع قارن <برونيه> منتقديه
بمجابهي <دارت> في العام 1925، وردّ بأن سمات ساحيلانثروپَس الشبيهة بالقردة
العليا هي ببساطة سمات بدائية احتفظ بها من سلفه القردي. وإذًا، هي لا تقدم
معلومة مفيدة فيما يتعلق بقرابته بأفراد الإنسان.





سلفٌ  ندَّعيه لأنفسنا(*)  أحافير جديدة مثيرة للجدل يمكن أن تقرّب  العلماء أكثر من قبل إلى تعرف أصل الإنسان. SCI2003b19N8-9_H01_00603

البحث عن أنواع من فصيلة
الإنسان: قام (في اليمين)، الذي اكتشف فريقُهُ
ساحيلانثروپَس، بتمشيط رمال صحراء الجوراب بتشاد لمدة 10 سنوات
تقريبا. واكتشف و (في الوسط) الأورورين في تلال
توجن بكينيا. أما ، (في أعلى اليسار)، و (في
أسفل اليسار) فقد عثرا على الأرديپيثيكوس في منطقة "ميدل أواش"
بأثيوپيا.


سلفٌ  ندَّعيه لأنفسنا(*)  أحافير جديدة مثيرة للجدل يمكن أن تقرّب  العلماء أكثر من قبل إلى تعرف أصل الإنسان. SCI2003b19N8-9_H01_00604


سلفٌ  ندَّعيه لأنفسنا(*)  أحافير جديدة مثيرة للجدل يمكن أن تقرّب  العلماء أكثر من قبل إلى تعرف أصل الإنسان. SCI2003b19N8-9_H01_00605سلفٌ  ندَّعيه لأنفسنا(*)  أحافير جديدة مثيرة للجدل يمكن أن تقرّب  العلماء أكثر من قبل إلى تعرف أصل الإنسان. SCI2003b19N8-9_H01_00606





إن
وجهات النظر المتضاربة تعكس جزئيا حقيقة أن الباحثين غير متفقين حول ما يجعل
سلالة الإنسان متميزة. وكذلك يعترف
[من جامعة پواتييه] بصعوبة تعريف أنواع الإنسان. ووفقا للاعتقاد السائد، عدَّ
علماء الإنسان القديم عملية المشي على قدمين على أنها الخاصة التي ميزت أول مرة
أسلاف الإنسان من أفراد القردة العليا الأخرى. غير أن تغيرات أخرى دقيقة -
كالتحول الشكلي للناب مثلا - يمكن أن تكون قد سبقت ذلك الانتقال إلى المشي على
قدمين.



ولفهم
كيف تكون القرابة بين حيوان وآخر، استخدم علماء البيولوجيا التطورية طريقة
تُدعى علم التصنيف التشعيبي
cladistics، حيث
تصنف الكائنات بحسب السمات
traits المشتركة
المتطورة حديثا. واختصارا، فإن المخلوقات التي تشترك في هذه الصفات المميزة
والمشتقة من أصل واحد تكون قرابتها فيما بينها ألصق من تلك القرابة التي تعرضها
فقط سمات بدائية موروثة من سلف مشترك أكثر بعدا. فالظهور الأول في السجل
الأحفوري لسمة مشتركة اكتُسِبت حديثا، يستخدم مؤشرا إلى بدء الانقسام البيولوجي
لنوع سليفي إلى نوعين وليدين؛ هو في هذه الحالة، النقطة التي افترقت عندها
أنواع الشمپانزي والإنسان عن سلفهما المشترك. وتلك السمة تعد الصفة المميزة
المحدِّدة للمجموعة.



وهكذا
فمن الناحية التطورية التشعيبية
cladistically،
شرح ،
[من جامعة ولاية أريزونا] أن ما هو إنسان، من وجهة نظر الشكل الظاهري للهيكل
العظمي، هو ملخص لتلك الصفات المحفوظة في الهيكل والموجودة في الجماعات التي
أعقبت مباشرة حَدَث التشعب الوراثي بين الشمپانزي والإنسان. وفي وجود سجل
أحفوري فقير ومحدود بين أيديهم، لا يمكن لعلماء الأحافير أن يعرفوا على وجه
التأكيد ماذا كانت تلك السمات. ولكن الصفتيْن الفارقتين الرئيسيتين لتوصيف سمات
الإنسان، كما يذكر <كيمبل>، هما عملية المشي على قدمين وتحول شكل الناب. إن
المشكلة التي يواجهها الباحثون الآن ـ في محاولاتهم لفهم ما كانت عليه التغيرات
البدئية، وأي الأنواع المفترضة (إن كان أصلا من بينها) هو الذي يحتل مكانا على
قاعدة الفرع التطوري clade
لسلالة الإنسان ـ هي أن الأورورين والأرديپيثيكَس راميدَس كادابا
وساحيلانثروپَس ممثلة على الأغلب بعناصر عظمية مختلفة، مما يجعل المقارنات
بينها أمرا صعبا.



كم عدد أنواع فصيلة
الإنسان؟(*******)

في
غضون ذلك، أدت إضافة ثلاث وحدات تصنيفية جديدة إلى القائمة، إلى جدل أشد حول
مدى التنوع لدى أفراد الإنسان المبكرين. والخبراء متفقون على أنه بين ما قبل 3
ملايين ومليون ونصف المليون سنة كانت توجد أنواع متعددة بعضها إلى جانب بعض،
على الأقل من وقت لآخر. ويحاجج بعض الدارسين الآن بأن هذه السلسة المتلاحقة من
المكتشفات تبين أن تطور الإنسان كان عملا معقدا من البداية. ويلاحظ <بيگان> ـ
وهو الذي يعتقد أن القردة الميوسينية، أسلاف القردة العليا الإفريقية الحالية
والإنسان، أمضت سنواتها التشكلية التطورية في أوروبا وغرب آسيا قبل أن ترجع إلى
إفريقيا ـ أن ساحيلانثروپَس يحمل تماما نوع السمات غير المتجانسة التي يمكن أن
نتوقع رؤيتها في حيوان كان جزءا من الانتشار (التشعع) التكيفي
adaptive radiation
لقرود تنتقل إلى بيئة جديدة. ويتابع قائلا: "لن يدهشني وجود 10 أو 15 جنسا من
الحيوانات ذات قرابة أوثق بجنس الإنسان الهومو منها بأفراد الشمپانزي." ويتساءل

[من جامعة جورج واشنطن]، أيضا في تعليق له رافق تقرير <برونيه> وفريقه في مجلة
نيتشر، عما إذا كان ساحيلانثروپَس ربما انحدر من قرد إفريقي أعلى، معادل لطَفْل
البرگيس Burgess Shale
المشهور في كندا، الذي أعطى أحافير لافقارية كَمْبَرية(2)
لا تحصى عندما تفجر ظهور مجموعات الحيوانات الحديثة الرئيسية. إن النظر
إلى شجرة نسب الإنسان التطورية بهذه الطريقة يجعلها أكثر تشابها مع جنبة لم يجر
تشذيبها، تحتل فيها بعض المكتشفات الجديدة ـ إن لم تكن كلها ـ الفروع
الانتهائية (الطرفية)، عوضا عن احتلالها بقعا مختارة على طول الخط التطوري
المتعرج الذي قاد إلى الأنواع الإنسانية.



أفراد فصيلة الإنسان على مر
الزمان (********)




يبين السجل الأحفوري لأفراد فصيلة الإنسان أن أنواعا متعددة كانت
موجودة بعضها إلى جانب بعض خلال المراحل الأخيرة من تطور الإنسان.
ولكنّ إطلاق القول نفسه فيما يتعلق بالنصف الأول من وجود فصيلتنا
يثير نقاشا حادا بين علماء الإنسان القديم؛ إذ يعتقد البعض أن جميع
الأحافير قبل 7 إلى 3 ملايين سنة تتلاءم بصورة مريحة مع السلالة
التطورية نفسها. ويرى آخرون أن هذه العينات ليست فقط أعضاء في
سلالات مختلفة على الأغلب، ولكنها أيضا تمثل تنوعا هائلا مبكرا في
فصيلة الإنسان ينتظر الكشف عنه (ويميل مؤيدو السيناريو الأخير إلى
تنسيب بقايا أفراد فصيلة الإنسان المعروفة إلى عدد من الوحدات
التصنيفية أكبر مما ورد هنا).



تُصوّر مخططات التفرع (المؤطرة) فرضيتين متنافستين حول الكيفية
التي تنسب فيها الأنواع المكتشفة حديثا: ساحيلانثروپَس والأورورين
والأرديپيثيكَسْ راميدَس كادابا، إلى جنس الإنسان. ففي شجرة النسب
التي في اليسار تظل جميع المكتشفات الجديدة على الخط المؤدي الى
جنس الإنسان مع كون ساحيلانثروپَس الجنس الأقدم من فصيلة الإنسان.
وبالمقابل، في شجرة النسب التي في اليمين يعد الأورورين فقط سلفا
للإنسان. وفي وجهة النظر هذه، يمثل الأرديپيثيكَس سلفا للشمپانزي
ويمثل الساحيلانثروپَس سلفا للغوريلا.







سلفٌ  ندَّعيه لأنفسنا(*)  أحافير جديدة مثيرة للجدل يمكن أن تقرّب  العلماء أكثر من قبل إلى تعرف أصل الإنسان. SCI2003b19N8-9_H01_00607





ويحذر
دارسون آخرون من استنتاج وجود أنواع متعددة من فصيلة الإنسان كانوا يتعايشون
معا(3)
على أساس ما وجد حتى الآن. ويستطرد <وايت> مازحا "إنها ملفات المجهولين في علم
الأحافير." ويلاحظ هو و<برونيه> على السواء أنه كان يوجد، قبل ما بين 7 و4
ملايين سنة مضت، نوع واحد فقط للإنسان في أي وقت بعينه. ويتساءل <برونيه>: "أين
هي شجرة النسب؟" ويستطرد <وايت> قائلا: حتى عند أوج تنوع الجنس البشري، قبل
مليوني سنة، كان يوجد فقط ثلاث وحدات تصنيفية تتقاسم الأرض. ثم يشير بطريقة
ساخرة: "إن ذلك لم يكن مثل الانفجار الكمبري،" بل إن <وايت> يفترض عدم وجود أي
دليل على أن أصل شجرة الفصيلة هو شيء آخر غير الجذع. فهو يعتقد أن جميع
المكتشفات الجديدة قد لا تمثل سوى لقطات
snapshots
من سلالة الأرديپيثيكَس عبر الزمن، مع كون ساحيلانثروپَس النوع الأبكر من فصيلة
الإنسان. ويمثل كل من الأورورين والأرديپيثيكَس راميدَس كادابا نسله المباشر.
(في هذا التصور يمكن أن يصبح ساحيلانثروپَس والأورورين نوعين من جنس
الأرديپيثيكَس).



ويتفق
الباحثون على أنهم بحاجة إلى أحافير أكثر لإيضاح النسب فيما بين الأورورين
والأرديپيثيكَس راميدَس كادابا وساحيلانثروپَس، وفيما بينهم وبيننا (أي وبين
الإنسان الهومو). غير أن الحصول على صورة أوضح لجذور الجنس البشري ليس بالأمر
السهل. وتتنبأ وورد> قائلة: سيكون لدينا الكثير من المشكلات في تشخيص الأنواع الأبكر من فرعنا
التطوري كلما اقتربنا من آخر سلف مشترك. وتضيف: "إنه من المهم في الواقع أن
نحدد كيف كانت نقطة البداية. لماذا بدأت سلالة الإنسان، هذا هو السؤال الذي
سنحاول الإجابة عنه، وهذه المكتشفات الجديدة يمكن أن تحمل بطرائق ما، مفتاح
الإجابة عن هذا السؤال - أو تقربنا منه أكثر من كل ما استطعنا التوصل إليه من
قبل."

وقد
ينتهي الأمر إلى أن المختصين بعلم الإنسان القديم سوف يصلون في المستقبل إلى
نقطة يصبح معها تعرف إنسان أبكر مستحيلا تقريبا. ولكن من غير المحتمل أن ذلك
سيبعدهم عن المحاولة. ويبدو في الواقع أن البحث عن الإنسان الأول قد بدأ يتأجج
حديثا. ويعتقد <وايت> أن "جمجمة ساحيلانثروپَس هي مرسال يشير إلى أن هناك صحراء
في إفريقيا الوسطى تزخر بأحافير من العمر المناسب للإجابة عن أسئلة مفتاحية حول
منشأ فرعنا التطوري." ومن جانبه، يقول <برونيه>، الذي تابع رؤيته بعناد لأكثر
من ربع قرن من الزمن، عبر اضطرابات سياسية ودرجات حرارة شديدة ولسعات من الرياح
الصحراوية العاتية التي تذهب بالأبصار: إن العمل الحالي في تشاد سيُشغل فريقه
لسنوات قادمة. ويعد "أن هذا العمل هو بداية القصة، بل مجرد البداية." وبينما
كنت أجلس في مكتب <برونيه> متأملة جمجمة ساحيلانثروپَس التي يعود عمرها إلى
سبعة ملايين سنة، لم يَبْدُ أن ما ينقب عنه صائد الأحافير شيئا يستحيل تماما
تخيله. فالكثير منا يمضي أفضل سنيّ حياته باحثا عن
نفسه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

سلفٌ ندَّعيه لأنفسنا(*) أحافير جديدة مثيرة للجدل يمكن أن تقرّب العلماء أكثر من قبل إلى تعرف أصل الإنسان. :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

سلفٌ ندَّعيه لأنفسنا(*) أحافير جديدة مثيرة للجدل يمكن أن تقرّب العلماء أكثر من قبل إلى تعرف أصل الإنسان.

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» العلماء يطورون طريقة جديدة لنقل الأفكار
» الجيل التالي من الطاقة النووية(*) يمكن لمفاعلات نووية جديدة أكثر أمنا واقتصادا تلبية العديد من حاجاتنا المستقبلية إلى الطاقة، كما يمكنها الحدّ من الاحترار العالمي.
» أكثر المعلومات الخاطئة انتشارًا عن جسم الإنسان
» احترار الكرة الأرضية قنبلة موقوتة يمكن، بل ويجب إبطال مفعولها(*) إن احترار الكرة الأرضية ظاهرة حقيقية وقد تكون نتائجه كارثية، ومع ذلك ثمة إجراءات عملية يمكن أن تبطئ هذه الظاهرة، وقد تضع لها حدا في نهاية المطاف، فضلا عن أنها ستؤدي إلى جو أكثر نظافة واس
» تعرف على هذه الـ12 بقايا تطورية في جسم الإنسان

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: منبر البحوث المتخصصة والدراسات العلمية يشاهده 23456 زائر-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: