عاشت المصالح الأمنية بالجديدة حالة إستنفار قصوى إثر سرقة رجل أعمال عراقي مقيم بالجديدة، ظهر أمس.
وحسب مصدر أمني ل"كود"فإن 4 أشخاص، 3 منهم بالزي المدني، وواحد بزي أخضر
شبيه بالزي العسكري،تنكروا تحت صفة رجال للأمن الوطني، وكانت بحوزتهم
آلات الاتصال اللاسلكي.
حيث اقدموا، في
حدود الواحدة من ظهر يوم السبت الماضي، على مداهمة شقة رجل أعمال عراقي
بشارع محمد السادس بالجديدة، من أجل إجراء عملية تفتيش داخل بيته، بحثا عن
مخدر الكوكايين، بعد أن أخبروه أنهم اعتقلوا شريكا له، كان يجالسه لتوه
بأحد المقاهي، وادعوا أنه اعترف لهم بتورطه رفقة العراقي في عصابة إجرامية
متخصصة في ترويج المخدرات الصلبة، والاتجار في الأسلحة، كما كشف لهم عن
هويته، ومحل إقامته.
وهي اللحظة التي أحس
فيها بخطورة التهمة الموجهة إليه، ما جعله يبدي استعدادا كاملا للتعامل مع
رجال الشرطة المزيفين الذين أدخلوه غرفة معزولة، تحت حراسة شرطيين ظلا
مرابضين أمام الباب، فيما قام زميلاهما بتفتيش الشقة، وعندما أراد العراقي
الحصول على سيجارة من رجال الشرطة لم يجبه أحد، وخرج مهرولا من حجرة
احتجازه، ليجد نفسه وحيدا، وبعد تفقد أغراضه، وجد أن حقيبة اختفت من داخل
غرفة النوم، وكان بداخلها 116 مليون سنتيم وقتها، أدرك أنه كان ضحية عملية
سرقة محكمة.
وفورا إشعار الضابطة القضائية
التي بادرت بإجراء المعاينة والتحريات الميدانية، ودخل على الخط تقنيو
مسرح الجريمة، والمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية.
وأبانت التحريات أن رجل أعمال عراقيا مقيما بكندا، كان قد اتصل، منذ
أسبوع،قبل الحادث بصديقه رجل الأعمال المقيم بالجديدة، وطلب منه خدمة، على
أساس أن مواطنا ليبيا يشتغل بالسفارة الليبية، تعرف عليه عبر الإنترنت،
سيلتحق به بالجديدة، وعليه أن يسلمه مبلغا ماليا قيمته 116 مليون سنتيم،
سيسلمه إلى صديق لهما، على وجه الاقتراض، وهو بدوره رجل أعمال عراقي، مقيم
بدولة الإمارات العربية المتحدة، وحصل الاتفاق بين الصديقين، رجلي الأعمال
العراقيين، المقيمين بكندا والمغرب.
وفي
الوقت المحدد، التحق الليبي بالجديدة، وهاتف رجل الأعمال العراقي، واتفقا
على اللقاء في أحد المقاهي، قرب شارع محمد السادس، وهذا ما حصل فعلا. وبعد
تبادل أطراف الحديث، استأذن العراقي للذهاب إلى شقته، لإحضار المبلغ المالي
المتفق عليه، وترك الليبي ينتظره بمفرده في المقهى .
انتقل الأمنيون إلى المقهى المستهدف بالتدخل، ووجدوا أن المواطن الليبي،
قد غادر المكان إلى وجهة مجهولة. وبناء على أوصافه وأوصاف رجال الشرطة
الأربعة المزيفين، شنت دوريات راكبة حملات تمشيط واسعة النطاق، غير أنها لم
تكلل بأي نتيجة إيجابية ومازال البحث جاريا لإيقاف المشتبه فيهم