** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

  [ قبائل العرب الأمنية ]

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

 [ قبائل العرب الأمنية ] Empty
16092010
مُساهمة [ قبائل العرب الأمنية ]

 [ قبائل العرب الأمنية ] 323-khalisjalabi


يفتح المواطن العربي عينيه على الحياة وهو في المعتقل. فقبل أن يأخذ الثانوية العامة يجب أن يحظى بزيارة فرع أمني ويتلقى كفاً أو كفين، فهذا أدعى لحسن السلوك. ويموت المواطن وعمره تسعون عاماً، يحمل على النعش وبحقه قرار أمني بعدم مغادرة الوطن. وفي مطارات الوطن أدراج شاهقة مثل الأهرامات غاصة بأسماء عشرات الآلاف من المطلوبين والممنوعين من السفر لدرجة القرابة ثلاثة ولأكثر من جهاز أمني. وبين المهد واللحد يجب أن يكون أي مواطن معتقلا مرة أو مرات، أو يعرف في جواره من اعتقل وأهين، أو سمع عمن اعتقل فكسرت عظامه وأسنانه فخرج يمشي على بطنه مثل الزواحف، أو من نام في أقبية المخابرات عشرين سنة فخرج أقرب للجنون، أو شدخ رأسه بحجر فمات في سجن صحراوي، أو من مات في غرف تعذيب الهولوكوست العربية أو مرض كواشركور منتفخ البطن بنقص البروتين مثل الحامل في الشهر الثامن، أو صديق له رميت جثته أمام زوجته بعد أن جف مثل الحطبة فلم تعرفه إلا من شامة في وجنته، أو من أخذ شاباً لا أحد يعرف السبب بمن فيهم المعتقل نفسه فلم ير أمه وأولاده إلا بعد ضغط منظمات حقوق الإنسان من الخارج وبعد ربع قرن من الزمن ولزيارة واحدة، أو من حشر في زنزانة ضيقة يضرب بالفلق كل يوم مرتين في العشي والإشراق لفترة ستة أشهر وهو محروم من الطعام إلا من كسرة خبز في 24 ساعة فيتبرز مثل البعير بعرا، أو تجرأ فزار من خرج من أفران الاعتقالات ليفاجأ بمنظر إنسان وهن العظم منه واشتعل الرأس شيبا. وكل من زاره أحصي عددا وسجل في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. ووجدوا ما عملوا حاضرا في كل تحقيق بما فيه نوع الحليب الذي رضعه وهو في المهد صبيا، هل كان سيميلاك أو سيريلاك؟ وليس هناك من مواطن إلا وطلب للتحقيق ولو كان عجوزا مقوسة الظهر تسعين درجة تمشي بعكاز، أو طفلاً لم يحسن النطق بعد، أو بنتاً ناهداً في عمر الورد وطهارة السحاب، فلعل العجوز مرتبطة بالاستخبارات العالمية. ويبقى الطفل ينطق بالحقيقة فهو أدعى لطلب الحضور ولو أصيب بالصدمة النفسية كل حياته. وتجر الفتاة إلى الفروع الأمنية لأن أخاها طلب الرزق في السويد، فلعله يتآمر على النظام من هناك. ولو كلف هذا أن تنظر للحياة بـتشاؤم بقية عمرها. إنها روائع أمنية لسيمفونيات الأجهزة الأمنية في العالم العربي، في وطن تحول إلى سجن كبير فيه الكل يعتقل الكل، والكل خائف من الكل، والكل خائف من الاعتقال، يراه عن اليمين والشمائل في الحقيقة والمنام، وكل بناية في الوطن يمكن أن تتحول إلى سفينة أمنية عامرة بالزوار في بطنها. قبل أربعين عاماً كانت فروع الأمن محدودة العدد قليلة المجندين لا يزيد حجمها على بناية صغيرة. واليوم نمت الفروع بأشد من السرطان وأكبر من ديناصور لاحم، وارتفع عددها أكثر من أبواب جهنم السبعة، للخارجي والداخلي والعسكري وأمن الدولة والأمن السياسي وفلسطين والحرس الجمهوري والقوى الجوية والأمن العام. وآخر من شكله أزواج، منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك. هذا ما كان على السطح أما ما خفي فلا يعلمه إلا الله والراسخون في المخابرات. وأهم شيء هو استتباب الأمن، ولو تحول الوطن إلى مقبرة يمشي فيها حارس واحد وحفار قبور وجثث تتوافد وقبور تبلع.

والمشكلة في هذه الأجهزة الأمنية أنها تشبه قبائل البدو بثلاثة فوارق: فشيخ القبيلة الأمنية يلبس نظارة إيطالية ويزركش صدره بربطة عنق أمريكية وتحته سيارة مرسيدس ألمانية ويحمل في يده سلكاً كهربياً صينياً للضرب واللسع. و«ثانياً» أن من يدخل في جوار شيخ القبيلة لا أمان له ولو كتب له الشيخ كتاب أمان. لأن مضارب القبيلة غير مرتبطة بالجغرافيا. وكل الوطن هو مضرب شيخ أي قبيلة. فقد يقع المواطن في قبضة شيخ هذيل مع أنه في أرض الدوسي. وشيخ أي قبيلة يمكن أن تطال يده مضارب كل القبائل في كل الوطن. وهو قانون ساري المفعول لكل شيوخ القبائل في كرم حاتمي على حساب مواطن مستباح عرضة للاعتقال في أي لحظة على يد أي فرد من أي قبيلة في أي زمان ومكان. إنها تركيبة عبقرية كما نرى، تدرس في الجامعات الكندية في قسم العلوم السياسية كنموذج فذ لعبقرية عربية في ضبط الشعوب. ويمكن لرئيس السحرة في أي ساعة من السحر أن يوقظ شيخ أي قبيلة للإجابة عن ملف أي مواطن. ولا يدخل على الطاغية أكثر من جنرال فقد يتفق الثلاثة إذا جمعتهم الصدفة أن يعتقلوا الرئيس طالما كان السلاح هو الحكم. والفارق «الثالث» أن هذه القبائل الأمنية في حالة حرب دائمة، فلا تعرف الأشهر الحرم بل السبق الأمني، ولا حرمة بيت وشيخوخة، بل الكل يتنافس في اعتلاء ظهر مواطن لم يعد فيه مكان للركوب. والنتيجة التي تتولد من نمو هذه السرطانات في الأمة أنها تصبح أجهزة رعب يجب فكها كما جاء في كتاب «نهاية التاريخ» لفرانسيس فوكوياما، حينما أرسلت الأجهزة الأمنية في روسيا زوجة مولوتوف وزير الخارجية إلى معسكرات الاعتقال. وكانت نظرة سيئة من ستالين لأحد أعضاء المكتب السياسي تكفي أن يرجف ذعرا بقية حياته. ومات شنقا وحرقا وغرقا وبالرصاص على يد (بيريا) رئيس الـ KGB (الاستخبارات الروسية) في تطهيرات عام 1938 م ما يزيد على 800 ألف من أفضل مواطني الاتحاد السوفيتي، كما جاء في «الكتاب الأسود» للشيوعي المخضرم ستيفان كورتوا، بحيث هيأ للهزيمة الساحقة أمام زحف القوات النازية عام .1940 فلم يبق مواطن يدافع عن الوطن بل ستالين والعصابة. واليوم بلغت الدول العربية من الهشاشة الداخلية ما قد ترحب بأي هجوم خارجي يوحي إليها بأنه جاء لتخليصها من الطغيان. واليوم كما تقول مجلة «در شبيجل» الألمانية إن الوضع تحول في بعض الدول ليس لأن فيها مافيات بل لأن كل الدولة مافيا. وإذا حدثت الكوارث الاقتصادية أو تم دفن النفايات النووية، أو حلت بها الهزائم العسكرية وهي تتبجح بالانتصارات، أو انهدمت السدود فوق رؤوس الناس بأشد من سيل العرم، فكلها تحصيل حاصل وأمر طبيعي أمام نمو تنينات الأجهزة الأمنية. والمفارقة في تركيبة الأجهزة الأمنية ثلاث: «أولا» يظن الحاكم أن خلاصه بالإغداق عليها. وهي كما يقول المثل العربي «سمن كلبك يأكلك». ومقتل القياصرة جاء من ضباط الحرس الإمبراطوري على أيدي أقرب الناس إليهم.

والمفارقة «الثانية» أنها تمسك الناس بالرعب، وهي مرعوبة أكثر من الناس. وأستاذ المدارس سابقاً كان يحرص على ضبط الصف بالتلويح بالعصا، ويعمد مروض الأسود في السيرك إلى التلويح بالسوط أو قرقعته في الجو بدون إيذاء الحيوان الضاري. وتضبط الأجهزة الأمنية الناس بالرعب باعتقال أقل عدد من الناس وتجميد البشر في مربع الخوف، كما تفعل الأفعى مع الفريسة. فكلها أساليب نفسية لضبط الحيوان والجمهور. وهدمها سهل كما تنهدم السدود بشق بسيط. ولكن أين الخبير الذي يفجر سد الخوف هذا فيتحرر الناس من ضغط أطنان المياه؟ والمفارقة «الثالثة» أن حماية شخص يحتاج إلى فرق حراسة شخصية، ولكن حماية الحاكم من كل الشعب تحتاج إلى جيش كامل من الحرس والجواسيس والإعلاميين وأجهزة تحقيق وتعذيب ومكاتب إعلامية وإذاعات وشراء أصدقاء في الخارج والداخل. إنها كما نرى ميزانية لا نهاية لها لدول لا يجد المواطن فيها الخبز. وهي كما يقول النيهوم «المشكلة التي تعاني منها ميزانيات الفقراء في العالم الثالث بالذات لأنها محنة تعيش بين الفقراء وحدهم كما تعيش البراغيث في فرو الثعلب المسكين». وفك هذا السحر يحتاج إلى كيمياء خاصة من ثلاثة عناصر تمزج بشكل جيد لفك حزام الرعب: «أولاً» تدريب الشباب على المقاومة المدنية، فليس أسهل من إطلاق الأجهزة الأمنية بدعوى الأمن عندما تندلع أعمال العنف. «ثانياً» ممارسة العمل العلني وتوريط النظام في أكبر عدد ممكن من المعتقلين، وتفجير السجن من داخله، لأن النظام لا يمكن أن يعتقل عشر الأمة ولا ثلثها. وهو بالتوسع في قاعدة الاعتقال يوفر المناخ لولادة العمل الديموقراطي والقيادات التي أنضجتها نار المحنة. و«ثالثاً» أن تكون المحنة ضمن التحدي الملائم. وفي كثير من الأقطار العربية طحنت المعارضة بسبب أعمال العنف، فلم تأت المحنة ضمن الوسط الذهبي. والأجهزة الأمنية تتمنى أن تكرر المعارضة نفس الحماقة ليبقى وجودها مبررا ومكاسبها عامرة إلى يوم الدين. وحتى يعود الوعي من المنفى، تسبح الأمة في بحر الظلمات بدون خارطة وبوصلة تسمع دمدمة جن الأجهزة الأمنية فترتعش فرقا وتتصبب عرقاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

[ قبائل العرب الأمنية ] :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

[ قبائل العرب الأمنية ]

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» آلهة العرب قبل الاسلام : هل عبد العرب الاصنام على هيئة انسان؟
» آلهة العرب قبل الاسلام : هل عبد العرب الاصنام ع... الكاتب:
» كيف ينظر اليابانيّون إلى العرب… عرض موجز لكتاب “العرب وجهة نظر يابانيّة” السبت 26 كانون الثاني (يناير) 2013 بقلم: حيان الخياط
»  العراق في الاستراتيجية الأمنية الإيرانية
» الدولة الأمنية والحرب على الإرهاب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
انتقل الى: