هناك كتب لا تزودنا بالمعرفة والمتعة وحسب بل تشعرنا، بعد الفراغ من قراءتها، بأننا غادرنا مرحلة ودخلنا في مرحلة جديدة من مراحل القراءة والتفكير، مثل قراءة اول كتاب لـ (نيتشه)  او مثل الانتقال من كتاب قصة الحضارة لـ (ول ديورانت)، الى قراءة كتاب “تدهور الحضارة الغربية” لـ (اسوالد اشبنغلر)، واعتقد أنّ كتاب “لم نكن حداثيين أبدا ” من نوع هذه الكتب، على الرغم من أنّني اطلعت على كتاب ” القول الفلسفي للحداثة ” لـ (هابرماس) الذي كان يمكن ان يكون بمثابة تمهيد وواسطة انتقال ومع ذلك لم يخفت احساسي بالمفاجأة بعمق هذا الكتاب وجدة معالجته لموضوع راهن وإشكالي.