** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

 

 نحو ثقافة بلا تيارات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عزيزة
فريق العمـــــل *****
عزيزة


التوقيع : نحو ثقافة بلا تيارات 09072006-161548-3

عدد الرسائل : 1394

تاريخ التسجيل : 13/09/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4

نحو ثقافة بلا تيارات Empty
11022016
مُساهمةنحو ثقافة بلا تيارات

[rtl][size=32]نحو ثقافة بلا تيارات[/rtl][/size]
[rtl]عبد السلام بنعبد العالي[/rtl]
[rtl]قد يكون من المستحسن أن نبدأ برفع الالتباسات التي من شأن هذا العنوان أن يوقعنا فيها :[/rtl]
[rtl]1 ـ فنحن لا ننفي وجود تيارات في ثقافتنا العربية. ولا نعني التيار من حيت هو نموذج ذهني يسعى مؤرخو الثقافات والدارسون لـها عن طريقه إلى ضم الشتات الثقافي وتبويبه وتصنيفه بغية فهمه، لا نعني التيارات إذن كنماذج ذهنية، إنـما أيضا كوقائع سرعان ما تتخذ طابعا فعليا يشرط تفكيرنا ويحدد سلوكنا. وسيتضح لنا فيما بعد أن التيار الثقـافي سرعان ما يتحول من إحدى الأدوات التي يستعملها المفكر لفهم الواقع الثقافي إلى إحدى المكونات الأساسية لذلك الواقع.[/rtl]
[rtl]2 ـ كما أننا لا نعارض إطلاقا إمكانية قيام مؤرخ الثقافات بدراسة التيارات وبنائها. إلا أننا نعطي لأنفسنا الحق، إلى جانب ذلك في أن نضع ما سندعوه "حُـمَّى المذهبية"، موضع سؤال كي نعلو بالمسألة من مجرد التقرير الوصفي إلى الطرح الإشكالي.[/rtl]
[rtl]3 ـ التباس آخر قد يوقعنا فيه العنوان المقترح، ولعله أهم الالتباسات وأخطرها، فلسنا نقول بثقافة واحدية الاتجـاه، لا نقول بثقافـة لا تعرف التنوع ولا ينخرها الاختلاف. بل إن الأمر على العكـس من ذلك تماما. ما دمنا نرى أن الحركة والانفصال والتعدد، إن هذه الأمور ضرورة لحياة كل ثقافة وفعاليتها. إلا أننا نميز بين مفهومين متقابلين، بل متضادين عن التعدد والوحدة :[/rtl]
[rtl]فهناك تعدد لا يروم خلخلة مفهوم الوحدة، وإنما إقامة وحدات أخرى إلى جانب الوحدة القائمة. هذا التعدد تعداد. إنه مفهوم حسابي عددي وهو يقوم على مفهوم الوحدة كمولد للعدد. لن تكون التعددية تعددا فعليا إلا إذا هي خلخلت مفهوم الوحدة ذاته، فلا تكتفي بأن تقيم وحدات إلى جانب الوحدة، وإنما تجعل التعدد يسكن الوحدة ذاتـها.[/rtl]
[rtl]على هذا النحو لن تكمن تعددية الثقافة في كثرة تياراتـها، ولا في غزارة اتجاهاتـها، وإنما في إقحامها التعدد "داخل" مكوناتـها، أي بالضبط في انفلاتـها من "التيارية".[/rtl]
[rtl]وهذا لسبب أساس : وهو أن "التيارية"، رغم قولها بالكثرة والتقسيم والتجزيء والانفصال، إلا أنـها تقوم على المفهوم العددي عن الوحدة والتعدد. ذلك أن التيارات تميل دوما إلى الضم والجمع والتوحيد. إنـها تسعى نحو الوحدة والقضاء على الفوارق وخلق التطابق. التيارات الثقافية مهما كان القناع الذي تتستر خلفه، هي دوما تيارات مؤسِّسة. إنـها تؤسس عائلات فكرية، عائلات تنضوي تحت لواء أب روحي. التيارات عقيدة وتعاقد وقران. فإذا كان ما يميز الفكر هو يتمه وغربتـه، فإن ما يطبع التيارات هو ألفتها واستقرارها. إذا كان ما يميز الفكر هو قدرته على الترحال، فإن التيارات معمرة تستقر في موقع بعينه. التيارات الثقافية "مواقف" تقف في مواقع بعينها، وتستند إلى جهات بعينها، فنحـن لا ينبغي أن ننخدع بالاسم الذي تطلقه على نفسها. ذلك أن التيارات، مبدئيا، مد جارف، سيل جارف. لكنها ليست كذلك بالنسبة لنفسها، وإنما بالنسبة لمن تريد أن تجرهم وتجرفهم وتفكر بـهم وتُـقَوْبلهم لتجعلهم مـن طينة واحدة.[/rtl]
[rtl]لعل هذا هو ما يفسر لنا أن أغلب المفكرين الكبار الذين تريد. التيارات أن تجرفهم غالبا ما يعلنون تبرُّؤهم من تلك التيـارات لنتذكر ما قاله ماركس عن الماركسية، وهايدغر عن الوجودية وقريبا منا فوكو عن البنيويـة. إن هؤلاء يجدون إن ما كان بالنسبة إليهم حياة ومخاضا فكريا قد تحول إلى أفكار جاهزة، ما كان سؤالا واستمرارا في السؤال قد تحول إلى أجوبة ميتة، ما كان انفصالا وغربة قد تحول إلى شيء مألوف، ما كان حصيلة تفاعل مع الواقع تحول إلى أمر واقع. ما كان أداة انفلات من القهـر قد تحول إلى سلطة تشدهم إلى ثوابت بعينها، وما كـان يتما قد غدا انتسابا لعائلة فكرية، وانضواء تحت ظل موحد.[/rtl]
[rtl]إن ثقافة التيارات هي، بلا منازع، ثقافة الوصل والاتصال. هذا الوصل والربط لا يمس المستويين الابيستمولوجي والاجتماعي وحدهما، وإنما يطول أيضا المستوى التاريخي.[/rtl]
[rtl]ذلك أن هذه الثقافة هي بالأساس ثقافة التقليد والذاكرة. إنـها ثقافة ترسخ الأفكار وتحفظ المعـاني وتنقل المعـارف. وثقافة من هذا النوع لا يمكنها أن تستوعب الحداثة. إنـها تواجه الحداثة ببنية تتنافى مع الحداثة. ذلك أن هات الأخيرة تقوم أساسا، لا على مفهوم الاتصال والوصـل، وإنما على الانفصال والفصل. إن الحداثة ليسـت لحظة في زمان ولا نقطة في مكان. إنـها هي اللحظة التي اتخذ فيها الانفصال وجودا شرعيا ولم يعد مجرد عرض أو مرض يصيب الكائن فيصدعه كي يلتئم جرحه فيما بعد. فعلى عكس التقليد الذي يدأب على وصل الأصول بالفروع، والبحث عن التأثيرات والاستمرارات والتناغمات والتشابـهات، والتنقيب عن أسباب الاستقرار والدوام والثبات، تقوم الحداثة لتجعل الكائن في بعد دائم عن ذاته ولتجعل الانفصال نسيج المعرفة والتاريخ والثقافة. وتجعل الثقافة تستجيب كل لحظة لواقع ما يفتأ يتنكر لذاته. إن الحداثة تقيـم ضد ثقافة الذاكرة، ثقافة اللحظة، ثقافة الاستجابة المتجددة للعالم ومتغيراته.[/rtl]
[rtl]قد يعترض معترض : أليس كل من يدعي الانفلات من تيار لا بد وأن ينجر إلى آخر ؟ أو ليست كل محاولة لأن تنفلت الثقافة من "التيارية" محاولة يائسة منذ البداية ؟ ألسنا مشدودين إلى بعضنا، غارقين في ماضينا، متشربين لقيمنا ؟ أليس الوصل والاتصال والتواصل نسيج الحياة اليومية ؟ لكن، لا ينبغي أن نفهم الانفصال والقطيعة على نحو وضعي يفصل فصلا نـهائيا بين ماض وحاضر، وبين ثقافة وأخرى. كما أننا لا ينبغي أن نتصور أن الانفلات من التيارات أمر يسير ولا أمر متناه : إن التيارات، كما سبق أن قلنا، ليست مجرد نماذج ذهنية تجد وجودها في الأذهان، إنـها سرعان ما توكّر في الأعيان، بل إنـها سرعان ما تتجسد في مؤسسات وترتكن إلى سلطات، سلطات متأصلة في سلطة السلطات، أي في اللغة.[/rtl]
[rtl]إن التيارات تجد حياتـها في الشعارات، أعني في اللغة وقد أصبحت ميتة جامدة راسخة. بناء على ذلك، فإن الانفلات منها جزء من عملية التحرر والتحديث المتواصل للثقافة، والتحويل الدائم للواقع، وخصوصا للواقع بما هو تيارات وخطاب ولغة·[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

نحو ثقافة بلا تيارات :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

نحو ثقافة بلا تيارات

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
انتقل الى: