** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 اللغة والفكر بين التبادل والأسبقية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سميح القاسم
المد يــر العـام *****
المد يــر  العـام *****
سميح القاسم


التوقيع : تخطفني الغاب، هذه امنيتي الحارقة حملتها قافلتي من : الجرح الرجيم ! أعبر من ازقة موتي الكامن لاكتوي بلهب الصبح.. والصبح حرية .

عدد الرسائل : 3072

تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء
تاريخ التسجيل : 05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

اللغة والفكر بين التبادل والأسبقية Empty
18102014
مُساهمةاللغة والفكر بين التبادل والأسبقية

اللغة الإنسانية ليست مجرد مفردات ،إنها قضية بالغة التعقيد بمدى صعوبة وتعقيد الحياة الإنسانية التي نعيشها على مختلف الأصعدة .
وقد تعدّدت الدراسات التي تتناول اللغة منها علم الاجتماع في دراسته لدور التفاعل الاجتماعي ،وعلم نفس اللغة في دراسته لارتباط الجانب النفسي باكتساب اللغة وإنتاجها ،وعلم المعاني والدلالات(السّيمنطيقا) في تفسيره للمفردات والجمل باعتبارها رموزاً لغوية ،وعلم الصوتيات الذي يُعنى بالجانب الصوتي للمفردة اللغوية ،وعلم اللغة(اللسانيّات) الذي يدرس تركيب اللغة وقواعدها.  
واختلف العلماء في طبيعة نشأة اللغة بين قائل إنها فطرية جاءت نتيجة عوامل جينية وبين قائل إنها مكتسبة حسب نظرية العلماء السلوكيين ،أما علم نفس اللغة فقد انقسم العلماء في تفسير النشأة اللغوية بين كونها مسألة بيولوجية مرتبطة بالدماغ والجهاز العصبي وبين كونها نتاج ثقافي يتم اكتسابه ثم يتلقّاه الجهاز العصبي.وفي علم المعاني والدلالات(السّيمنطيقا) اختلف العلماء في العلاقة بين اللفظ والمعنى فمنهم من رأى أنّ العلاقة طبيعية ومنهم من رأى أنّ العلاقة اصطلاحيّة تعارف البشر عليها .
وهكذا تعدّدتْ الدراسات حول طبيعة اللغة ونشأتها ودلالاتها ومدى ارتباط المفردات بالأفكار والمعاني ، وكل دراسة كانت تسلّط الضوء على زاوية ما وأحياناً تتناقض وجهات النظر بين دراسةٍ وأخرى ، وما يهمّنا هنا في هذا المجال مدى العلاقة بين اللغة والفكر باعتبارهما مرتبطين ارتباطاً وثيقاً لنفهم طبيعة تفكيرنا وطبيعتنا الإنسانيّة ومدى حكمنا على أفكارنا وحقائقنا ومدى قدرتنا على مقاربة واقعنا ومقاربة نصوصنا .
ولقد رأى أفلاطون أنّ الأفكار تسبق اللغة معتبراً أن اللغة ليست سوى أوعية لأفكارنا ويشاطره في هذا الرأي العالم السويسري (جان بياجيه) ،بينما يرى مؤسس المدرسة السلوكية (جون واطسون) أن اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة ويسيران معاً حيث إن الفكرة – من وجهة نظره- حديث لغوي غير مسموع مصحوب باستجابات عضويّة في جهاز النطق .
ويظهر المفكّر والفيلسوف الفرنسي زعيم المدرسة التفكيكيّة (جاك ديريدا) ليقلب المعادلة ويجعل اللغة في مأزق حقيقي أدّى إلى تفكيكها وإظهار مدى عشوائيتها وعدم استقرارها ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل آمن (ديريدا) بأنّنا نفكّر باللغة وبالتالي فهي سابقة للفكر، ومادمنا – بتلك النظرية – نفكّر باللغة فحكمنا على اللغة نفسها لن يكون دقيقاً لأنّنا في حكمنا عليها لن نخرج من إطارها .
كما خلص في دراسته إلى أنّ اللغة تعبّر عن المعرفة، والحضور أساس المعرفة واللغة لا تعبّر عن الحالة الحضوريّة إذ إن كثيراً من حالاتنا تعجز اللغة عن توضيحها رغمَ مركزية اللغة وهذا ما دعاه (وهم الحضور) حيث إن كل كلمة حاضرة تستدعي كلمات غائبة فنحن لن ندرك الخير إلا باستحضار الشر وهو ما أطلق عليه (استحضار الغائب).
واللغة في نظر (ديريدا) مشوشة وغير حيادية في علاقتها بالواقع ، وهذا ما يدعو للتساؤل عن اختلاف كلمات لمدلول واحد أو اختلاف لغات العالم حول مدلول واحد دون أن نعرف على وجه الدقّة الأنسب في التعبير الدلاليّ.
وبالتالي خلصت (التفكيكية) لعدم استقرار المعنى ولعدم الثقة في اللغة رغم استخدامنا لها رغماً عنّا ، وما يدعونا لعدم الثقة باللغة عدة أمور تتمثّل في : (التناثر) وهو أن يكون النص متعدّد الدلالات ممّا يؤدّي إلى تناقض النص وتفكّكه ، بالإضافة إلى ذلك ما يدعونا لعدم الثقة ما أطلق عليه (الأثر) أو ما يعرف بالمرجعية والإحالة وهو أنه ليست هنالك حقيقة مجّردة بذاتها فلابدّ حينئذٍ من إحالتها إلى حقائق ثابتة وبالتالي يؤدّي إلى تفكك الفكرة ، والأمر الأخير الذي يدعو لعدم الثقة باللغة ما أطلق عليه ( الاختلاف والإرجاء أو التأجيل ) ويحدث الاختلاف في المكان والإرجاء في الزمان ، والمدلول مرتبط بعلاقات مكانية وزمانية إلا أن الزمان والمكان غير ثابتين ممّا يؤدّي إلى الاختلاف وتشويش المعنى وتفكيكه .
اللغة بهذا عند (جاك ديريدا) قاصرة وبالتالي فإنّ أفكارنا قاصرة باعتبارها تتكئ على المفردات اللغويّة ، وبما أن اللغة لا يمكن الوثوق بها فهذا يجعلنا نشك فيما نفكّر بل يدعونا إلى الاعتقاد بقصور تفكيرنا وقصور التعبير عن واقعنا الذي يمثل حالة حضوريّة والحضور ليس سوى استدعاء لغيابات تقرّب لنا المفهوم لكنّها لا تصفه على وجه الدقّة وهذا يستدعي ما ألمح إليه كبير الصوفيّة (محمد النفريّ) في قوله : ( كلّما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة ) وبهذا تصبح الألفاظ سجوناً للمعاني مع أنّها استدعت تلك المعاني ولكنّ هذا الاستدعاء في واقعه هو استدعاء للغياب وليس إدراكاً للحضور.
لقد أثارت (التفكيكيّة) زوبعة فكرية وضغطت زناد الفكر الحديث لتطلق رصاصة مدوّية في الأوساط الثقافيّة مما جعلتنا نقلب الموازين ونعيد النظر في طبيعة تفكيرنا وجعلتنا متوجسين من النص اللغوي الذي يعدّ اقتحامه مغامرة كبرى فهو يحمل عناصر تفكيكه وبالتالي فإننا لا نركن إلى الثقة فيه والأدهى من ذلك كله أن أفكارنا بهذه النظرية أصبحت موضع شك لأنّها مقيّدة باللغة .
وقد نتساءل إلى ما هو أبعد من ذلك فنقول : إذا كانت اللغة تسبق التفكير فماذا عن ابتكار اللغة ؟ وهل فكرّ من ابتكر اللغة وتعارف عليها باللغة وهي لم تلد بعد؟! أم أننا نركن إلى القول بأن اللغة جاءت بفعل طبيعي تلقائي لا علاقة للاصطلاح والتعرف بذلك ؟! وإن قلنا بأنّ اللغة جاءت بفعل تلقائي طبيعيّ فلماذا تختلف اللّغات؟! وإن قلنا : إن اختلاف اللغات جاء بسبب اختلاف التفكير فنحن بهذا سننتصر للرأي القائل بأسبقية التفكير أما إن قلنا : إنّ الاختلاف جاء بفعل طبيعيّ أو جيني فنحن بهذا سنقرّ باختلاف التفكير لاختلاف اللغة وبالتالي فالمجتمعات ستكون متفاوتة في تفكيرها لتفاوتها بطبيعة الحال في اللغة .
وقد نتوغّل أكثر قي تساؤلنا عن أصحاب نظرية الإنسان العاقل الأول (هومو إيدالتو) الذي ادّعوا أنه عاش مئات السنين في إفريقيا لنواجههم بهذا السؤال : كيف فكّر ذلك الإنسان الأول ؟ فهل ابتكر لغة علّمها لأبنائه أم ورث اللغة بشكل طبيعي ؟ وهذا التساؤل يعيدنا إلى الاختلاف بين رأيين قائمين يقول أحدهما بطبيعية اللغة وتوارثها والثاني يقول باكتساب اللغة؛فالرأي الأول سيجعلنا نقرّ بأسبقية اللغة على الفكر أما الثاني فيجعلنا نؤمن بأسبقية التفكير .
كل تلك التساؤلات تجعلنا ندور في دائرة مفرغة نحتاج من خلالها أن نحدّد نقطة البداية فيها .
ومن خلال هذه الجولة الفكرية يمكنني القول بأن الإنسان كائن لغويّ فهو مزوّد بشكل طبيعي باللغة وتقوم التجارب الواقعية وحالات الحضور بصقل تلك اللغة وتقولبها وبالتالي فالإنسان يفكّر باللغة التي قام بأرشفتها بفعل التجارب واستحضارات الغياب وعلى هذا فإن لغته محدودة بالزمان والمكان وما يتم استدعاؤه من مفردات غائبة خاصة بثقافة المجتمع وهو -أيضاً-  يختلف في تفكيره من مجتمع لمجتمع آخر لأن لغة الآخر مختلفة وتجاربه وإحالته للمفردات الغائبة مختلفة أيضاً ومكانه وزمانه مختلفان وبذلك سيكون الفرد مختلفاً في مجتمعه عن مجتمع آخر في طريقة التفكير وبذلك يحق لنا القول بأنّ اللغة تبقى لها الأسبقية وأفكارنا مقيّدة بلغتنا مما يؤدّي لقصور أفكارنا واختلافنا من مجتمع لآخر شئنا هذا أم أبينا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

اللغة والفكر بين التبادل والأسبقية :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

اللغة والفكر بين التبادل والأسبقية

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: