** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  العرب بين ثقافة الموت وثقافة الاستهلاك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نعيمة
فريق العمـــــل *****
نعيمة


عدد الرسائل : 360

تاريخ التسجيل : 14/04/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2

 العرب بين ثقافة الموت وثقافة الاستهلاك Empty
22072014
مُساهمة العرب بين ثقافة الموت وثقافة الاستهلاك

الجنة والنار تدفعان بالناس في مجتمعنا العربي وبترغيب طمعي متواصل وترهيب تخويفي دائم إلى التعلق أكثر بالآخرة وممارسة مفرطة للتدين وأنانية أكثر إفراطا يغيب فيها الشعور بالمسؤولية الاجتماعية بشكل يكاد يكون مطلقا ،وتعم اللامبالاة وتسيطر ،وهو ما يخدم مصالح الطبقات المتنفذة سياسيا وماليا وعسكريا في بلادنا العربية ويطمئنها على مستقبلها ، من جهة ، وينشر الأصولية والتعصب الأعمى ، من جهة ثانية ،ويرسخ التخلف ، بل يزيد في تجذره ، من جهة ثالثة..
أوراق في حافلات النقل الحضري: صل قبل أن يصلى عليك....عذاب القبر...كيف تتحقق لك السعادة؟...الدعوة إلى الذكر...إلخ..لا ورقة تدعو إلى التفكير..لا أخرى تدعو إلى المطالعة ..لا ثالثة تدعوإلى العمل... لا..لا...
تلامذتنا يكثرون من صيام يومي الإثنين والخميس...كلما ذكرالأستاذ اسم محمد يقولون جماعيا صلى الله عليه وسلم..يقول : لا أقصد محمدا الرسول..يصيحون (ص) ..أقصد محمد.. يقولون جماعيا (ص)..علي كلاي..ظنناك تقصد محمدا الرسول ويعيدون جماعيا (ص)..وهكذا.. تأفف راكب في الحافلة ..واش هذا الحشر؟..
تساءل آخر متعجبا:أين هذا الحشر من حشر الآخرة؟..
قال ثالث : سيكون حشرنا عظيما يوم القيامة..حملق فينا واحدا واحدا ..وأضاف: على أفعالنا (يقصد السيئة) ..
قلت: لا تخافوا..ستدخلون جميعا الجنة..
قال أحدهم: كيف؟..
أجبت: يكفيكم هذا الحشر..لقد تعذبتم بما فيه الكفاية في دنياكم..وكونكم عربا وقد خلقكم الله في عالم العرب عذابٌ في حد ذاته...فهل تعاقبون مرة أخرى؟..قلتها مبتسما لألطف الحديث..
وهكذا تواصل حديثنا أخذا وعطاء ،رفضا وقبولا..
قلت في إحدى زلاتي اللسانية وقد استأنست بالحوار الذي كان يجري بيننا:أحس أحيانا بأن الجنة والنار وَهْمٌ وضعه المتنفذون ورجال الدين من أجل السيطرة على شعوبهم ماديا وذهنيا ، حيث يملأون نفوسهم بالطمع في الجنة فينسيهم ذاك ماهم فيه من بؤس ، ويدفعهم إلى ملء فراغ أوقاتهم بالعبادات .. ويملأونها أيضا بالتخويف من النار وربط ذلك بالخروج عن ولي الأمر أو التفكير في ذلك،لأنه حسب رأيهم لا يؤدي إلا إلى الفتنة.. وهو ما يجعل اولئك الناس يزيدون في ملء أوقات فراغهم بالعبادات أكثر..
وهكذا يعوضون عن دنياهم بما يتخيلونه من متع في عالم الآخرة ، خاصة وأن رجال الدين لا يكفون أبدا عن الحديث عن ذلك العالم في كل لحظة من لحظات تواصلهم مع الآخرين في أماكن العبادة او خارجها..ترغيبا في حوريات جناتها وقصورها وأنهار خمرها ولبنها ..إلخ ،تارة..وتخويفا ترهيبيا من عذاب جهنمها تارة أخر...
من مظاهر هذه الثقافة ما صرنا نجده وبشكل كثيف ومستمر في مختلف مرافقنا الحياتية..
على بعض جدران بعض الأقسام في المؤسسات التعليمية المتوسطية والثانوية نجد :
دعاء تيسير الأمور: اللهم يا مسهِّل الشديد وملين الحديد ويا منجزالوعيد ويا من هو كل يوم في امر جديد ، أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع الطريق ، بك أدفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، يارب ضاقت بيَ السبل فمن لي سواك يفرجها؟ قال (ص) : من قالها وعلمها الناس أذهب الله كربه وأطال فرحه .
على جدران بعض مواقف حافلات النقل الحضري في بعض المدن الجزائرية نقرأ:
معادلة السعادة الحقيقية ( عنوان بالخط الخشن ) - تريد الصحة : عليك بالصيام - تريد نور الوجه : عليك بقيام الليل – تريد الاسترخاء : عليك بترتيل القرآن - تريد السعادة : صلي( هكذا كتب الفعل بدل صلِّ) الصلاة في وقتها – تريد الفرج : عليك بالاستغفار – تريد زوال الهم: عليك بالدعاء – تريد زوال الشدة : قل لا حول ولا قوة إلا بالله - تريد البركة : صلِّ على النبي ..
ومثله: املأ وقت الانتظار بالإكثار من الاستغفار..
وهكذا..بضع أدعية تكررها ..بضع استغفارات وحوللات وحوقلات أو لهلهات تحقق لك كل شيء وتجعلك سعيدا في حياتك لا همَّ يزورك ولا غمَّ يفسد عليك أيامك..لا عمل..لا تفكير..لا مطالعة..لا..لا..ليس هناك شيء مما هو مرتبط بحياة الناس الدنيوية ومما هو مشترك بينهم ومؤثر على بعضهم البعض..
ومن مظاهرها أيضا : إحضار التلاميذ والطلبة أثناء امتحاناتهم الرسمية وريقات أدعية يحرصون على قراءتها قبل الشروع في الإجابات ،اعتقادا منهم بأن تلك القراءة ستفتح أذهانهم أكثر وتساعدهم على إيجاد الإجابات الصحيحة ومن ثمة ضمان النجاح ( لعل هذا هو السر في ارتفاع نسبة النجاح في تلك الامتحانات في السنوات الأخيرة حيث كثرت تلك الأدعية بشكل مثير أكثر ..أقول ذلك للمزحة طبعا ) ..إلخ..إلخ
-2-
الحياة ليست بالبساطة التي تتصورها..إنها أعقد كثيرا ، كثيرا.. تعددت فيها المصالح وتناقضت وتصارعت..ازدادت التحديات التي تواجهنا أكثر،محليا وإقليميا وعالميا..وها هي العولمة اقتصادا وسياسة وثقافة استهلاك وتصور حياة وتداخل مصالح تعقدها أكثر أكثر..وأنت ما تزال يا صديقي تواجه كل ذلك بطريقة الوعظ والإرشاد ..هكذا كان ردي على تعليق صديق افتراضي ناقشني في قضية تتعلق بما نحن عليه وفيه مقارنة بالأخر المختلف عنا..الآخر الغربي تحديدا..
أضفت: عشرات الآلاف من الأئمة الوعاظ المرشدين ..مثلهم من الدعاة الخطباء في المساجد..في القنوات الفضائية المرئية والمسموعة لم يستطيعوا فعل شيء..على النقيض من ذلك تماما..كلما ازدادو وازداد وعظهم وإرشادهم كلما تقلص وعي الناس يواقعهم المحلي والإقليمي والعالمي، وتضاعفت ظاهرة الاتكالية واللامبالاة عندهم..
يقول الأئمة والدعاة : إن ما أنتم فيه من خراب أخلاقي وسياسي واقتصادي واجتماعي وحياتي عموما هو نتاج غضب الله عليكم كونكم ابتعدتم عنه وعن طريقه المستقيم ..فيغوص الناس في التدين المفرط أكثر طلبا لرضى الله وأملا فيه لإخراجهم مما هم فيه أفرادا وجماعات ومجتمعات..ولا تغييرا إيجابيا يحدث..نقيض ذلك هو الذي يحدث..
يكرر الأئمة والدعاة: ما زلتم بعيدين عن الله..ما زلتم بعيدين عن طريقه المستقيم ..فيضاعف الناس من عباداتهم..ولا تغييرا إيجابيا يحدث أيضا..النقيض هو الذي يكون..نزداد تخلفا وتبعية وسوء أخلاق بشكل مستمر...وهكذا..
يثبت ذلك بما لا يدع أي مجال للشك بأن القضية لا علاقة لها إطلاقا بغضب الله أو رضاه، خاصة ونحن نرى أن الذين يدفعون ثمن ما نحن فيه أكثر هم الناس البسطاء، الفقراء..
إذا حدث زلزال وتهدمت المنازل المغشوشة هم من يكون الضحية أكثر..
إذا وقعت فيضانات واجتاحت المنازل تكون منازلهم وأكواخهم هي الأكثر تضررا..
الأمراض التي تنتج عن المأكولات السيئة أوالمغشوشة يكونون هم ضحاياها الأوائل..
أبناؤهم هم من يدفع ثمن سوء التعليم أكثر لا أبناء الأغنياء الذين يأتيهم المدرسون إلى المنازل... إلخ...إلخ..
رضا الله وغضبه على الناس بالطريقة التي يصورها الأئمة والدعاة تسيء لله أكثر لأنها تجعله غير عادل في عقابه الدنيوي للناس ، لأن الفقراء المظلومين المقهورين هم من يتعرضون لنتائجه أكثر..
ما صرنا عليه وما نسير فيه نتاج عوامل اجتماعية وسياسية وثقافية وأخلاقية نعيشها..لانتيجة غضب الله ورضاه..
لو كان الأمر فعلا مرتبطا بغضب الله ورضاه لكنا من أفضل الشعوب،لأننا الأكثر عبادة لله وتقربا منه..لكن الواقع يقول إننا أسوء الشعوب...
فلنبحث إذن عن أسباب ما نحن فيه وعليه خارج دائرة السماء ، دائرة الله..لنبحث عنها في الأرض ..ذاك هو طريقنا..ولنترك علاقة الفرد بالله علاقة لا تعنيه إلا هو لا سواه.. -3-
ثقافة الاستهلاك وهي الوجه الأبرز للعولمة تعانقنا بإغرائها الشديد في كل لحظة من لحظات حياتنا ليلا ونهارا..ليلا في هذا الكم الهائل من القنوات الفضائية التي لا تكف عن الإشهار للسلع الاستهلاكية بشكل شديد الإغراء،جذابا لنفوس الناس ومثيرا لغرائزهم ، ونهارا بهذه السيارات الفخمة التي تملأ شوارع مدننا وأزقة قرانا، وتلك القصور الضخمة التي تنبت كالفطر في مواجهة العمارات المكتظة بسكانها البسطاء غالبا ،وفي الحالتين والوضعيتين نجد العقول منومة بارتباطها بالخوف المتواصل من عذاب جهنم الآخرة والطمع في ملذات جنتها ، من جهة ، واليأس العميق من إمكانية اللحاق بركب المتقدمين ، من جهة ثانية ، والهروب الدائم إلى ماضي الأسلاف احتماء به من محاصرة عجزنا في كل شيء..كل شيء..حتى في غذائنا ولباسنا، من جهة ثالثة ..والمنومة أيضا بتلك الثقافة الاستهلاكية التي جعلت منا وبإغرائها الشديد مصابين وبشدة بحمى استهلاكها، ومتنافسين في امتلاك أشيائها البراقة بشدة أكثر، بفضل ريع البترول ، من جهة رابعة.. -4-
هكذا صرنا نعيش بين ثقافتين ..تربطنا الأولى بعالم الآخرة :عشرات الآلاف من المساجد تمتلئ بالوعظ والإرشاد المرغِّب في الجنة والمرِهِّب من النار..مئات المواقع الإلكترونية تدفعنا إلى كره الآخر المختلف عنا والحقد عليه وتسفيه فكره وسلوكه ، وتحذرنا من مغبة تبني أفكاره أو التأثر بها.. عشرات القنوات الفضائية المرئية والمسموعة التي يصدح فيها الدعاة وعظا وإرشادا ، كرها للآخر غربيا كان او شرقيا ، وتكريها للناس في أبناء جلدتنا من العلمانيين يساريين كانوا أو يمينيين ،مؤمنين أو ملحدين أولادينيين ، شيوعيين أو شيعيين ..مئات المواقع الإلكترونية المليئة بسب المختلف وتهديده والدعاء عليه بكل ماهو مهلك ومؤلم، والمليئة أيضا بالكثير من الفتاوي المتخلفة المضحكة المبكية في نفس الآن.. وتربطنا الثانية ، وبشدة ، بعالم الدنيا : لهثا محموما وراء منتوجاتها الاستهلاكية البراقة المثيرة ، والمتجددة في كل حين، وتنافسا مظهريا افتخاريا انتفاخيا بامتلاك تلك المنتوجات عند من استطاعوا امتلاك المال الوفير بفعل غنيمة المنصب باعتبارهم مسؤولين متنفذين، أو بفعل الرشوة أوما شابهها من ممارسات حققت لهم تكديس الأموال كتجارة المخدرات أو تجارة الجنس...إلخ..
هكذا صار هم الفرد منا هو خلاصه الذاتي ..من النار بالإكثار من التدين المفرط صلاة وصياما وحجا وعمرة وتسبيحا وذكرى..ومن الفقر باستعمال كل الوسائل شرعية وغير شرعية للخروج من الفقر.. هكذا صار تديننا المفرط ذاك رابطا لنا وبشدة بعالم الآخرة ..مغيِّبا لعقولنا ..مبغِّضا لنا الآخر المختلف..لا نقرأ ما يكتبه ، نخاف منه على هويتنا التي جمدناها فيما هو من ماضينا ، وفيما هو مما حدده لنا فقهاؤنا ودعاتنا ..ننظر إليه بنوع من الاحتقار ، من جهة ،نتيجة تضخيمنا الوهمي لذاتنا الجماعية المسلمة ..وبنوع من الشعور بالنقص أمامه ، من جهة أخرى ، نتيجة عجزنا عن اللحاق به فيما وصل إليه وحققه من تنظيم وإبداع وتطور في شتى مجالاة حياته، وإدراكنا أننا نعيش شبه عالة عليه..ومن هنا كان عداؤنا المؤلم لحداثته التي أوصلته إلى ماهو عليه في حاضره وحقدنا العنيف على ما تمخض عن تلك الحداثة من علمانية وقدرة على التنظيم والتسيير، وهي ابرز أوجه ثقافة الحياة في حاضر اليوم ..
هكذا انغرسنا في ثقافة الآخرة ، ثقافة الموت ..وناصبنا العداء ثقافة الحياة ، ثقافة الوعي والتنظيم والنضال الميداني الفعال ، ثقافة الضمير الحي والشعور بالمسؤولية واحترام الآخر المختلف والتفاعل معه والاستفادة منه والمشاركة معه في البناء..
هكذا أيضا صار إفراطنا في استهلاك منتوجات ومنتجات الغرب الاستهلاكية وبتلذذ شديد وانتفاخ تباهي شكلاني كبير صانعا منا نحن المستهلكين المفرطين منتوجا أو منتجا من ممنتوجات أو منتجات ذلك الغرب ، كما رأى الدكتور عبد القادر رابحي في إحدى مقالاته..وصارت تلك الثقافة ، ثقافة الاستهلاك معمقة لنا في ابتعادنا عن ثقافة الحياة ..
هنا يطرح السؤال الحرج: إن ثقافة الاستهلاك ثقافة عالمية..كل الناس في هذا العلم يتعرضون لإشهارها الإغرائي ،ومعظمهم يقع ضحية لحمى استهلاك منتجاتها ومنتوجاتها..فلماذا نحن فقط من تصيبه لعنة تأثيرها السلبي بالكيفية التي وضحنا؟..
صراحة..لا اعتقد أن هناك إجابة ممكنة سوى : إنها ثقافة الموت التي تتحكم فينا عقولا ومشاعر وتصرفات..إنها تلك الثقافة التي تجعلنا ننظر إلى المستقبل بأقفيتنا لا بعقولنا، ونراه ( المستقبل ) في آخرتنا لا دنيانا..
سطيف:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

العرب بين ثقافة الموت وثقافة الاستهلاك :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

العرب بين ثقافة الموت وثقافة الاستهلاك

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: