** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  مقدمة في نقد تأويل التأويل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
free men
فريق العمـــــل *****
free men


التوقيع : رئيس ومنسق القسم الفكري

عدد الرسائل : 1500

الموقع : center d enfer
تاريخ التسجيل : 26/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6

 مقدمة في نقد تأويل التأويل  Empty
06072012
مُساهمة مقدمة في نقد تأويل التأويل


مقدمة في نقد تأويل التأويل












أرض النعم والخراب


ألم ترى موطن النبيين *
والأولياء الصالحين * يزهو
كالجنة في النهرين * يُحلَّقُ
بين النخل والرياحين * كأنه
النور والرنين * فكان في أحسن
تكوين * على طول السنين * ذلك
البلد الأمين * فسبحان ربي
العظيم * خالق السماوات والأرضين
* وهاجت الجن والشياطين * في أرض
السواد والطين * فكانت من
المغضوب عليهم والضالين * منذ
ذلك الحين * الى يوم الدين *.
الفقيه الأول

أذا تجوزنا صاحب الرسالة الذي لا
يعرف غير الحق فهو " ما ينطق عن
الهوى أن هو وحي يوحى " سورة
النجم ، وهذه الآية تعرضت لأشد
الأجتهادات في التأويل ، فأن أول
فقهاء الأسلام لم يتعلموا الفقه
في مدرسة و لا حتى في جامع . وليس
في ذلك أية غرابة فالفقه
الأسلامي ، قبل أنتصار الدعوة ،
لم يوجد بعد ، وقد أعتمد هؤلاء
" الفقهاء / الصحابة " على
قواهم العقلية الذاتية "
وأجتهاداتهم " وما في جعبتهم
الفكرية المتواضعة في تلك
البيئة البدائية ، من الحياة
البدوية . بل أن أعلمهم على
الأطلاق ، عبد الله بن عباس ( أبن
عم الرسول والملقب بحبر الأمة
وسيرد ذكره مرات في التأملات
اللاحقة ) لم يتسنى له تلقي الفقه
من مصدره الأول ، الرسول ، حيث
وُلِد في العام الثالث قبل
الهجرة . كانت ميزة هؤلاء "
الفقهاء " الأساسية أنهم من
" الصحابة " أو ، لاحقاً ،
أصحاب الصحابة .

كيف أصبح الفقه علماً من لا شئ ؟

ليس في التأويل حكمة

غير أن حكمة خالق الكون تنئ
بعيداً عن تأتأة الملالي "
وأسئلوا أهل الذكر أن كنتم لا
تعلمون " أو همهمات " لحكمة
لا يعلمها ألا الله " فهذه
ماهي ألا تأويلات والحكمة التي
تحتاج الى تأويلات ، لأدراكها ،
ليست بحكمة دع عنك كونها ألهية .
فجوهر الحكمة يكمن في كونها
بسيطة ، تدخل العقل والوجدان
بيسر من دون عناء أو وساطة .
التفسير تصحبه في الأعم حسن
النية في الأجتهاد ، بينما
التأويل في المفهوم المعاصر
مبعثه سياسي – نظامي (من نظام
الحكم ) ، براغماتي أن شئتم ، لا
يخلو في أغلب الأحيان من القسر
والسخرية ايضاً. لذلك ترى
التأويل متقلباً بينما التفسير
ثابتاً . الحكمة التي تستند على
التأويل لا تبدو حكمة ألا
لأصحابها وأن كانوا من الصحابة .

كيف صارت الكذبة عندنا حكمة ؟

تأويل التأويل بين التأويل
والخديعة

نمو هي الألهة السومرية الأم ،
الأولى ،
متى صار الرجال قوامون على
النساء ؟

أذا أردت
أن تُطاع

" وأعلموا رحمكم الله : أنه مَن
لم يعرف من كتاب الله عزّ وجل
الناسخ من المنسوخ , والخاص من
العام , والمحكم من المتشابه ,
والرخص من العزائم , والمكي
والمدني , وأسباب التنزيل ,
والمبهم من القرآن في ألفاظه
المنقطعة والمؤلفة , وما فيه من
علم القضاء والقدر , والتقديم
والتأخير , والمبين والعميق ,
والظاهر والباطن , والابتداء
والانتهاء , والسؤال والجواب ,
والقطع والوصل , والمستثنى منه
والجار فيه , والصفة لما قبل مما
يدل على ما بعد , والمؤكد منه
والمفصل , وعزائمه ورخصه , ومواضع
فرائضه وأحكامه , ومعنى حلاله
وحرامه الذي هلك فيه الملحدون ,
والموصول من الألفاظ , والمحمول
على ما قبله وعلى ما بعده , فليس
بعالم بالقرآن ولا هو من أهله .
" الميزان في تفسير القرآن
للطبطبائي ( توفى في العام 1981 )

ليس لي من كلام بعد هذا ! ولا يمكن
الأدعاء بعد ذلك لأمثالي بفهم
الكتاب أو من أهله ، مهما حاولت ،
وبالتالي ليس عليّ من عتاب أو
عقاب أذا لم أتقيد به ، فكيف يمكن
محاسبة " الأمي " أذا لم
يقرأ . لكن للتأمل ليس هناك حدود .

جوهر هذا الفهم المتداول بعفوية
وبشكل واسع النطاق في أوساط
المؤمنين ( لكنه بقصد لدى قادتهم
) ، يحصر معرفة الحق لدى حفنة
صغيرة من " علماء الدين "
الذين هم وحدهم المؤهلون لأدراك
المعاني و" تأويلاتها " مع
أن الكتاب يبتدأ ب " ذَلِكَ
ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ
هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ " ،
والمتقين في كل التفاسير
القديمة والحديثة ، هم كل
المؤمنات و المؤمنين.

أن المقاصد وراء حصر المعرفة لدى
" العلماء " و " المراجع
" و " أئمة المسلمين " لها
وجه آخر . فليس لجمهور العوام من
المؤمنين " الأتباع " غير
" الأنصياع " وهذا هو سر
تحالف الأيمان والسلطان . هذه
الفكرة واضحة لكل ذي بصيرة . يمكن
متابعة هذه الفكرة في هذه
التأملات ...

في المؤوليين الجدد

لم تكن في نيتي كتابة تأملات ،
مطولة ، قال صديقي هي فلسفات ،
فالتأملات ليست مقالات ، تُكتب
في الصالونات ، يمين أو يسار
السياسيات ، أحزاب وقوى وديانات
، تيارات ديمقراطية وأعلانات ،
تعيد وتصقل نفس العبارات . بل هي
نافذة للذات ، صغيرة لكن عميقة
الدلالات ، لما مضى وماهو آت .

المهم ... الذي حفّزني ودفعني
للبحث أكثر هو خالد الجندي ، كما
سيرد ، بل وأثار غضبي مدى تماديه
في الأستخفاف بعقل الأنسان
العربي والمسلم المؤمن بالخصوص .
لكن ما الذي يُتيح للجندي
وامثاله ممن أُسميهم بالمؤوليين
الجدد كل هذا التمادي ؟ هل
المؤمن معذور ؟ وماذا عن غيرهم ،
هل يعنيهم الأمر أيضاً ؟ أم
تراها ثقافة الخوف من الحقيقة !

فضل الرجال على النساء

هناك بعض القضايا في الفكر
الأسلامي تسبب أزيد من غيرها
الأرق لأصحابها أرتباطاً
بالتطور الأجتماعي والتكنولوجي
المتعاظم . ومن بين أكثر
المواجهات ، خاصة في البلدان
الغير أسلامية ، موضوعة المرأة
وتفرعاتها بما فيها ما ملكت
الأيمان وقيامة الرجال . هذه
الموضوعة تقض مضاجعهم ولا يتمنى
أصحاب هذا الفكر مواجهتها . واذا
كان لابد من المواجهة ، يكون
التأويل هو المخرج ، حتى وأن كان
مضحكاً في معظم الأحيان . هكذا
يعتقد الكثير من المؤمنيين وبعض
المؤوليين الجدد ومن بينهم خالد
الجندي وهو في" مضافة "
محمود سعد في برنامج " البيت
بيتك " . أنظر الرابط هنا


يحاول الجندي جاهداً أن يجد
تفسيراً لم يدركه أحد من قبله
ولا من كبار المفسرين القدامى
الذين هم في الواقع أقرب الى روح
القرآن ولغته ، وكأني به يتعكز
على آيات التأويل وأن لم يقل ذلك
صراحة . يريد أن يقنعنا بان الآية
34 من سورة النساء "ٱلرِّجَالُ
قَوَّٰمُونَ عَلَى
ٱلنِّسَآءِ " أنما تعني
الرجال يخدمون النساء . ولو
أستعنا بالأستدلال ( الذي لا
يفهمه الجندي ) ، فأن النساء في
الأسلام ، قوّامون على الرجال ،
فمن يصدق !!

هذا الأستنباط لم يخطر على بال
الجندي وهو في نشوة التضليل .

قوّامون من الفعل قام ، يقول
الجندي ، التي تعني الخدمة ، كما
يقول العلماء ، مستدركاً .أن
القائم هو من يَخدِم وليس من
يُخدَم . فعندما تذهب للمطعم
يكون النادل ( الذي يخدمك ) واقفا
ً وأنت قاعد ! يا للعبقرية ! كيف
فات كبار المفسرين وصحبهم هذا
التفسير ( ربما بسبب غياب
المطاعم في زمنهم ) . ربما تقلب
شيخ المفسرين الطبري في قبره أو
تأوه وهو لا يستطيع الرد على
تراهات الجندي . بعدها يحاول
يائساً تبرير عمل النساء
المنزلي الذي هو " تدبير منزلي
" و " كرم وتبرع من المرأة
" تكسب فيه الأجر " كذا " .
أن هذه الآية تبين أن المرأة أهم
من الرجل ، يزعم الجندي ، وأن
تفضيل الرجال على النساء هنا "
خَلقي وليس خُلقي " يعني في
العضلات " فالرجل ليس عنده "
تغيرات هرمونية " مثل المرأة ،
ثم يستمر في ثرثرته هو وذاك
السعد في " تمثيلة هزلية "
وهم في نشوة هي أقرب للهذيان ،
مثيرة للشفقة لكن والغيض في آن .

أستدراك الجندي ب " كما يقول
العلماء " لم يكن عفوياً ، بل
محبوكاً ، فهذا أجماع لأهل العلم
( الذين قصدهم الطبطبائي في جزء 1)
وليس من " أختراعه " . لكنه
لا يخبرنا من هم هؤلاء العلماء
بل يلزم الصمت . والسبب بسيط ،
عزيزي المتأمل ، لأنهم غير
موجودين ألا في رأسه ، وهو لا
يقصد بالتأكيد علماء المسلمين
الذين نعرفهم لأنهم سيضربون
حتماً على رؤسهم وسيتبرؤون من
أدعاءاته . أليكم بعضاً من
تفاسيرهؤلاء " العلماء "
لهذه الآية وهم أرفع شأناً بلا
شك من صاحبنا هذا وأعتذر سلفاً
لطول الأقتباسات لكنني أردت
الأستشهاد بمختلف المدارس
والأزمان حتى لا أُتهم
بالأنتقائية وألا سقطت في ذات
الحفرة التي وقع فيها الجندي :

1. والمعنى: { الرجال قوّامون على
النساء } بالتأديب والتدبير لما {
فضّل الله } الرجال على النساء في
العقل والرأي ... / تفسير التبيان
الجامع لعلوم القرآن للطوسي (
شيعي ، من القرن الثالث عشر هجري
) .

2. اللغة : يقال رجل قيم وقيَّام
وقوّام وهذا البناء للمبالغة
والتكثير، وأصل القنوت: دوام
الطاعة ، المعنى: لمَّا بيَّن
تعالى فضل الرجال على النساء ذكر
عقيبه فضلهم في القيام بأمر
النساء فقال { الرجال قوَّامون
على النساء } أي قيّمون على
النساء مسلّطون عليهن في
التدبير، والتأديب، والرياضة،
والتعليم { بما فضّل الله بعضهم
على بعض } هذا بيان سبب تولية
الرجال عليهنّ، أي إنما ولاَّهم
الله أمرهن لما لهم من زيادة
الفضل عليهن بالعلم والعقل وحسن
الرأي والعزم ..../ تفسير مجمع
البيان في تفسير القرآن للطبرسي
(شيعي ، من القرن الخامس الهجري )
.

3. قوله تعالى: { الرِّجَالُ
قَوَّامُونَ عَلَى النَّسَآءِ }
يعني أهل قيام على نساءهم ، في
تأديبهن ، والأخذ على أيديهن،
فيما أوجب الله لهم عليهن. {
بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ
عَلَى بَعْضٍ } يعني في العقل
والرأي . / تفسير النكت والعيون
للماوردي ( سني من العصر العباسي
) .

4. قوله تعالى: { بما فضل الله
بعضهم على بعض } يعني: الرجال على
النساء ، وفضل الرجل على المرأة
بزيادة العقل ، وتوفير الحظ في
الميراث ، والغنيمة ، والجمعة ،
والجماعات ، والخلافة ،
والإمارة ، والجهاد ، وجعل
الطلاق إليه إلى غير ذلك ./ تفسير
زاد المسير في علم التفسير/ ابن
الجوزي ( سني من القرن الخامس
الهجري ) .

5. أى أن حكمة الله اقتضت أن يكون
الرجال قوّامين على النساء بسبب
ما فضّل الله به الرجال على
النساء . قال الفخر الرازى :
واعلم أن فضل الرجال على النساء
حاصل من وجوه كثيرة: بعضها صفات
حقيقية وبعضها أحكام شرعية. أما
الصفات الحقيقة فاعلم أن
الفضائل الحقيقية يرجع حاصلها
إلى أمرين. إلى العلم وإلى
القدرة . ولا شك أن عقول الرجال
وعلومهم أكثر. ولا شك أن قدرتهم
على الأعمال الشاقة أكمل ،
فلهذين السببين حصلت الفضيلة
للرجال على النساء فى العقل
والحزم والقوة . وإن منهم
الأنبياء والعلماء، وفيهم
الإِمامة الكبرى والصغرى
والجهاد، والأذان، والخطبة،
والولاية فى النكاح . فكل ذلك يدل
على فضل الرجال على النساء " /
تفسير الوسيط في تفسير القرآن
الكريم/ طنطاوي سنيّ معاصر .

6. { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ
عَلَى النِّسَاءِ } يقومون عليهن
قيام الولاة على الرعية { بِمَا
فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى
بَعْضٍ } بسبب تفضيله الرجال على
النساء بكمال العقل وحسن
التدبير / تفسير الصافي في تفسير
كلام الله الوافي/ الفيض
الكاشاني ( من الشيعة الأمامية
من القرن العاشر الهجري ) .

7. فقوله تعالى: { الرجال قوامون
على النساء } أي متسلطون على
تأديب النساء والأخذ على أيديهن
قال ابن عباس: { بما فضل الله
بعضهم على بعض } يعني أن الله
تعالى فضل الرجال على النساء
بأمور منها زيادة العقل والدين
والولاية والشهادة والجهاد
والجمعة والجماعات وبالإمامة
لأن منهم الأنبياء والخلفاء
والأئمة ومنها أن الرجل يتزوج
بأربع نسوة ولا يجوز للمرأة غير
زوج واحد ومنها زيادة النصيب في
الميراث والتعصيب في الميراث
وبيده الطلاق والنكاح والرجعة
وإليه الانتساب فكل هذا يدل على
فضل الرجل على النساء / تفسير
لباب التأويل في معاني التنزيل/
الخازن ، سنيّ من القرن الرابع
الهجري .

8 . يقول تعالى: { ٱلرِّجَالُ
قَوَّامُونَ عَلَى
ٱلنِّسَآءِ } أي: الرجل قيم
على المرأة، أي: هو رئيسها
وكبيرها، والحاكم عليها ومؤدبها
إذا اعوجت ، { بِمَا فَضَّلَ
ٱللَّهُ بَعْضَهُمْ
عَلَىٰ بَعْضٍ } أي: لأن
الرجال أفضل من النساء ، والرجل
خير من المرأة ، ولهذا كانت
النبوة مختصة بالرجال / تفسير
القرآن الكريم لأبن كثير .

هؤلاء " العلماء " الذين
ذكرتهم وما سيأتي ذكرهم أنما هم
خيرة علماء أمة محمد و قد أجمعوا
على أن الله فضّل الرجال على
النساء لرجاحة عقولهم أولاً
وهذا طبعاً واضح كالشمس التي
أعمت بنورها أبصار خالد الجندي
ومن معه من المؤوليين الجدد .
والتأديب الذي لازم ذكره العقل
له علاقة بما يأتي لاحقا من
الآية : وَٱلَّٰتِي
تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ
فَعِظُوهُنَّ
وَٱهْجُرُوهُنَّ فِي
ٱلْمَضَاجِعِ
وَٱضْرِبُوهُنَّ * فَإِنْ
أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ
عَلَيْهِنَّ سَبِيلا الى آخر
الآية . تفوق الرجل برجاحة عقله
ثم تأديبه وتسلطه على النساء هي
الكلمات التي ترددت في معظم كتب
التفسير الأصيلة الأخرى التي
راجعتها في تفسير هذه الآية :
الطبري ، الزمخشري ، الرازي ،
القرطبي ، الفيروز آبادي ،
الطبطبائي ، الجنابذي وغيرهم .

أنا لا أنوي مجادلة الجندي ، فهو
، كما يظن ، خير العارفين بهذه
وغيرها كثير ، وخاصة منها أسباب
نزول هذه الآية وحيثيات ومعنى
قول الرسول : " أردنا أمراً
وأراد الله غيره " ، لكنه فضل
تناسيها ضاناً أن " لغطه "
هو تأويل جديد لتأويلات هؤلاء
العلماء . ولحسن الحظ لا ينطلي
هذا الكلام على الجميع .

أذا كان هناك ، بعد كل هذه
الأستشهادات ، من يتفق مع "
تأويلات الجندي " من أن هذه
الآية تبين أن المرأة أفضل (أهم)
من الرجل الذي هو خادم لها وليس
العكس فليس عندي له غير الأسف
ولا جدوى في قراءة ما سيتبع من
هذه التأملات في معنى التأويل
القرآني و ما هي حدوده .
يتبع .....

د . غالب محسن
____________________________________
* والحقيقة التي يجب أن تُذكر هنا
أن كل المفسرين بغض النظر عن
مدارسهم قد أجمعوا على أن الضرب
يجب أن لا يكون مبرحاً بل أن
بعضهم فصًل في الأماكن التي لا
يجوز ضرب المرأة فيها مثلاً
الوجه .


القسم الثالث



أذا كان لا يحظى برزقك عاقل
وترزق مجنوناً وترزق أحمقا
فلا ذنب يا رب السماء على أمرئ
رأى منك ما لا يشتهي فتزندقا
وللمعري تأويل


التأويل من الأيمان

في مطلع الجزء 2 من هذه التأملات
أستشهدتُ بما أوردهُ الطبطبائي
في كتابه " الميزان في تفسير
القرآن " مما ينبغي على المسلم
معرفته من القرآن ليكون من أهله
ومن العارفين به . هذه ، وجدتها ،
ومعي جمهور غفير من المسلمين على
ما أظن ، أقرب " للمهمة
المستحيلة " ليس للمتأملين
فحسب بل ولحشود المؤمنين
الصادقيين . وكما كتبت فقد كان
لشروط الطبطبائي التعجيزية
مقصداً آخراً لا يفوت القارئ
النبيه . وأعتقد أنه عندما كتب
تلك الشروط لم يفكر لا بنص
الكتاب ولا روحه أو الأصح تناساه
. فكيف له أن ينسى وهو العارف
والخبير بأسراره ، أن الله أنما
يُرِيدُ اليسر بعباده الصالحين
" وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ
ٱلْعُسْرَ " وأيضاً " لاَ
يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً
إِلاَّ وُسْعَهَا " و "
رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا
مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ " /
البقرة الآيات 185 و 286 على
التوالي . هذا ليس موضوعنا الآن
على أية حال .

قد يتبادر للذهن لأول وهلة أن
الطبطبائي ( راجع النص المشار
أليه ) لم يذكر في شروطه لفهم
القرآن كلمة التأويل ، لكنني
أسارع للتنبيه الى عدم التسرع
لأنها في حقيقة الأمر وردت عدة
مرات وأن كانت ضمناً . أنها في
الواقع ، مستعيناً بالتأويل ، كل
النص ومنبع الأيمان .

معنى التأويل في القرآن

التأويل هذه الموضوعة المفصلية
في الفكر الأسلامي وربما أهمها
على الأطلاق لما أثارته من سجال
وقتال ، في البعد والوصال ، من
الجنوب والشمال ، جبال وبوادي
ورمال ، في الواقع كما في الخيال
، من النساء والرجال ، بين
الصادق والدجّال ، من غير سؤال ،
عن الحق و الكمال ، بل على هذا
المنوال ، حتى مطلع المحال .
تكررت كلمة تأويل 18 مرة في
القرآن (لو شئت البحث من خلال
الجذر تأويل ) ، منها 8 مرات في
سورة يوسف وحدها . أليكم بعض
الأمثلة في تفسير { ويُعلمك من
تأويل الأحاديث } التي وردت في
الآيات 6 و 21 ومثيلاتها في الآيات
36 و 37 و 44 و45 و 100 و 101 من هذه
السورة :

1. " معناه أنه تعالى يعرفك
عبارة الرؤيا - في قول قتادة ،
ومجاهد - وذلك تأويل أحاديث
الناس عما يرونه في منامهم " ،
تفسير التبيان الجامع لعلوم
القرآن/ الطوسي ( كبير مفسري
الشيعة ) .

2. " يقول : ويعلـمك ربك من علـم
ما يؤول إلـيه أحاديث الناس عما
يرونه فـي منامهم ، وذلك تعبـير
الرؤيا . " تفسير جامع البيان
في تفسير القرآن/ الطبري (شيخ
المفسرين الكلاسيكيين) .

3. " أنه تعبير الرؤيا ، قاله
ابن عباس ومجاهد ، وقتادة ، فعلى
هذا سمي تأويلاً لأنه بيان ما
يؤول أمر المنام إِليه . "
تفسير زاد المسير في علم التفسير/
ابن الجوزي ( علامة لدى السنة)

4. " ومعنى تأويل الشيء أي
معرفة ما يؤول إليه الشيء، ونعلم
أن الرُّؤى تأتي كطلاسم ، ولها
شَفرة رمزية لا يقوم بِحلِّها
إلا مَنْ وهبه الله قدرة على ذلك
؛ " تفسير خواطر محمد متولي
الشعراوي ( من العصر الحديث
المعروف بتبسيطاته وأسلوبه
الشعبي ) .

يمكن مراجعة التفاسيرالأخرى
التي أستشهدت بها سابقاً (في جزء
2 ) لمن يرغب بالمزيد من الأمثلة
وسيجد أنها تتفق حول معاني
التأويل من حيث المضمون مع ما
ورد فيما سبق وأيضاً مع ما سيرد
لاحقاً .

التآويل الأولى - تآويل الوحي

وبالرغم من أختلاف مدارس وزمان
هؤلاء المفسرين الكبار ،
الأصليين ، فأنهم يتفقون على أن
التأويل هنا هو مرادف للتفسير
وبخاصة تفسيرالأحلام ( الرؤى ) .
هذا المعنى للتأويل بدأ يختفي
تدريجياً في الثقافة الأسلامية
التي سادت في المراحل اللاحقة
لأنتصار الدين الجديد بل مباشرة
بعد وفاة صاحب الدعوة وحيث توجب
على عليهم مواجهة ثقافات الشعوب
" العريقة " في البلدان التي
أحتلها المسلمون . يعني يمكن
القول أن هذه المواجهة هي أحد
مسببات ظهور الحاجة لتفسيرات
جديدة ( تأويلات) . هذه الحاجة
كانت موجودة أيضاً في زمن صاحب
الدعوة ، في مواجهة يهود يثرب
مثلاً . لكن جعجة السيوف وغبار
حوافر الخيل قد طغت على هذه
الحاجة وحجبت رؤيتها ، هذا من
جهة .

وفي الفترة المتأخرة من وجود
النبي في المدينة كان الوحي هو
من يقوم بتلبية هذه الحاجة . في
أسباب نزول الآية 34 من سورة
النساء حول قوًامة الرجال والتي
فصًلتُ فيها في الجزء الثاني من
هذه التأملات يخبرنا العديد من
المفسرين : قال مقاتل: " نزلت
الآية في سعد بن الربيع بن عمرو
وكان من النقباء وفي امرأته
حبيبة بنت زيد بن أبي زهير وهما
من الأنصار وذلك أنها نشزت عليه
فلطمها ، فانطلق أبوها معها إلى
النبي ، فقال : أفرشتُه كريمتي ،
فلطمها . فقال النبي : لتقتص من
زوجها فانصرفت مع أبيها لتقتص
منه ، فقال النبي : " ارجعوا
فهذا جبرائيل أتاني وأنزل الله
هذه الآية " فقال النبي صلى
الله عليه وسلم : " أردنا أمراً
وأراد الله أمراً والذي أراد
الله خير " . وقد روى هذه
الحادثة معظم المفسرون اللذين
سبق ذكرهم وهي توضح كيف أن الوحي
هنا وفي مناسبات عديدة يقوم
بمهمة أعادة " التاويل " وهي
التي تعرف عادةً بالناسخ من
الأيات .

ومن الحالات المشهورة في تدخل
الوحي ما جاء في الآية 52 من سورة
الحج الشهيرة { وَمَآ
أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن
رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ
إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى
ٱلشَّيْطَانُ فِيۤ
أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ
ٱللَّهُ مَا يُلْقِي
ٱلشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ
ٱللَّهُ آيَاتِهِ
وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }
التي نزلت عقب ما يعرف بآية
الغرانيق التي أراد بها الرسول
محاباة أهل قريش حسب معظم
المفسرين ( الطبري ، الزمخشري ،
أبن كثير ، السيوطي ، الطبرسي ،
الطوسي ، علي أبن أبراهيم القمي
وغيره كثير ) ، فأنبه الوحي عليها
في الآية { وَإنْ كادُوا
لَـيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي
أوْحَيْنا إلَـيْكَ،
لِتَفْتَرِيَ عَلَـيْنا
غَيْرَهُ... } الأسراء آية 73 .

دور جديد للوحي

صار هذا الأمر ، تدخل الوحي
لتصحيح أو تقوية موقف الرسول ،
مألوفاً في حقبة الفترة
المدينية خصوصاً بعد أن أستقر
الأمر لصاحب الدعوة حيث كان
الوحي ، بأستمرار ، يلبي حاجة
التأويل ليس في الأمور الدينية
الرسالية فقط بل وأيضاً حاجات
النبي الأخرى السياسية –
التكتيكية كما في حادثة تهجير
بني النضير ، والحاجات الشخصية
مثل تبرير تعدد زيجاته
الأستثنائية ، كزواجه من زينب
بنت جحش زوجة أبنه بالتبني زيد
بن حارث وهي التي قصدها الوحي
بأية الحجاب ، وكذلك زواجه من أم
شريك الدوسية . وقد أغاض الطفلة /
الشابة عائشة كثرة وطريقة زيجات
الرسول فسارع الوحي للرد السريع
على شكوك عائشة فنزلت في الأولى
الآيات 37 – 40 وفي الثانية الآية
50 من سورة الأحزاب الأمر الذي
أغاض عائشة أكثر وقالت للرسول
قولتها المشهورة " ما لي ارى
ربك يسارع الى هواك " . وقد
وردت هذه الحادثة في صحيحي
البخاري ومسلم وغيرهم وفي أغلب
التفاسير التي أشرت لها سابقاً *
.

ومن الجدير بالذكر لم تكن "
تدخلات " الوحي هذه واضحة في
الفترة المكية (بضع حالات ) بل
ومن المثير للملاحظة تلك الفترة
الحرجة التي مرّت على الرسول
والتي يسميها المفسرون فترة "
فتور الوحي " عقب وفاة ورقة بن
نوفل والتي أختلف المفسرون في
مدتها وفي تأويل سببها حيث دخل
الرسول في مرحلة من الحزن و "
الكآبة " لرحيل معلمه .

تأويل التأويل

وشيئاً فشيئاً أخذ التأويل
معنىً ودوراً آخراً مختلفاً
تماماً عن ما قصده الوحي و بدى هو
أقرب لتصورات المؤولين أنفسهم و"
غاياتهم " وأجتهاداتهم . وهذا
ما تلقفه الحاكم ، وشجعه ، ليصبح
لاحقاً السلاح الأمضى في تثبيت
أركان الدين ( الدولة الأسلامية )
بما فيها ملاحقة فكر الآخر ،
المختلف ، منذ ظهور المعتزلة في
القرن الثاني الهجري في البصرة
وحتى يومنا هذا .

وأذا راودت أحدٌ فكرة أن التأويل
بحد ذاته كأسلوب وطريق مميز لنيل
المعرفة كان قد وُجد قبل الأسلام
، وهذا حق وأن كان في أطواره
الأبتدئية ، لكن الصحيح ايضاً أن
هذا المعنى لم يكن مقصد الوحي .
فالتأويل في القرآن جاء بمعنيين
، الأول التفسير وقد أوردنا بعض
الأمثلة من سورة يوسف . والمعنى
الثاني هو العاقبة وما تؤول اليه
الأمور (المصير) ** .

جاء في جامع البيان للطبري : وأما
معنى التأويـل فـي كلام العرب :
فإنه التفسير والـمرجع
والـمصير، وقد أنشد بعض الرواة
بـيت الأعشى : علـى أنَّها
كانَتْ تَأَوُّلُ حُبِّها
تَأَوُّلَ رِبْعيِّ السِّقابِ
فأصْحَبـا

وعن أبن الجوزي في زاد المسير
" في التأويل وجهان. أحدهما:
أنه التفسير. والثاني: العاقبة
المنتظرة . " جاء في تفسير
الآية 7 آل عمران في مجمع البيان
في تفسير القرآن/ الطبرسي وكذلك
في تفسير التبيان الجامع لعلوم
القرآن/ الطوسي: والتأويل
التفسير وأصلـه المرجع والمصير
من قولـهم آل أمره إلى كذا يؤول
أولاً إذا صار إليه وأوّلته
تأويلاً إذا صيرته إليه .

هذا ما أتفق عليه أغلب المفسرين
على أختلاف مذاهبهم ليس في تفسير
الآيات التي وردت فيها تعابير
التأويل فحسب بل وايضاً عندما
يسترسلون في الأستشهاد والشرح
والأستعارة . يمكن التأكد من
المصادر التي وردت أعلاه وغيرها
أيضاً لمراجعة معنى التأويل في
السور والآيات المتبقية : يونس 10
، الأسراء 35 ، النساء 59 ، الأعراف
53 ، الكهف 78 و82 .

لكن من بين أشهر آيات التأويل
على الأطلاق ، كما أعتقد ، هي
الآية 7 من سورة آل عمران التي
تعتبر من الآيات المحببة لدى
المؤمنين عموماً والقيمين على
الدين بالخصوص . حاول النيسابوري
تفسير هذه الآية فقط بحوالي 10
صفحات ، أما الطبري فقد حاول أن
يشرح هذه الآية بما يوازي 17 صفحة
ولم يزد على هؤلاء وغيرهم سوى
العلامة الطبطبائي حيث ما
قدّرته له في شرح هذه الآية
وحدها بحوالي 50 صفحة .

هذه الآية ستكون محور التأملات
القادمة !

يتبع .....

د . غالب محسن

-----------------------
* في تفسير الآية 50 من سورة
الأحزاب حول خصوصية وأحقية زواج
الرسول بلفظة الهبة ومن دون
مراسيم ( بدون شهود ، بدون مهر او
صداق ...الخ ) وممن لا يحق لغيره ،
يستشهد الطبرسي بأبن عباس : {
خالصة لك من دون المؤمنين } أي
خالصة لك دون غيرك ( يقصد النبي /
التوضيح مني ). قال ابن عباس: يقول
لا يحل هذا لغيرك وهو لك حلال
وهذا من خصائصه في النكاح فكان
ينعقد النكاح له بلفظ الهبة ولا
ينعقد ذلك لأحد غيره وأختلف في
أنه هل كانت عند النبي صلى الله
عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له
أم لا فقيل: إنه لم يكن عنده
امرأة وهبت نفسها له عن ابن عباس
ومجاهد. وقيل: بل كانت عنده
ميمونة بنت الحارث بلا مهر قد
وهبت نفسها للنبي في رواية أخرى
عن ابن عباس وقتادة. وقيل: هي
زينب بنت خزيمة أم المساكين
امرأة من الأنصار عن الشعبي.
وقيل: هي امرأة من بني أسد يقال
لها أم شريك بنت جابر عن علي بن
الحسين (ع) والضحاك ومقاتل. وقيل:
هي خولة بنت حكيم عن عروة بن
الزبير. وقيل: إنها لما وهبت
نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم
قالت عائشة ما بال النساء يبذلن
أنفسهن بلا مهر فنزلت الآية
فقالت عائشة: ما أرى الله تعالى
إلا يسارع في هواك .... الخ .
** وقد ودت بمعنى ما تؤول أليها من
أمور لا يعلمها ألا الله من قبيل
موعد قيام الساعة وظهور المسيح
... الخ كما في الآية 7 من سورة أل
عمران .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

مقدمة في نقد تأويل التأويل :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

مقدمة في نقد تأويل التأويل

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: